وليد جنبلاط وتصريحاته الأخيرة تشغل الأوساط السياسية العربية بشكل واسع حاليًا، حيث أزاح السياسي اللبناني البارز الستار عما وصفه بمخطط إقليمي تقوده دولة عربية بالتعاون مع إسرائيل، ويهدف هذا التحرك المثير للجدل إلى محاولة فرض واقع جيوسياسي جديد يمس استقرار المنطقة العربية بشكل مباشر وتحديدًا في ملفات اليمن والسودان.
أبعاد تحذير وليد جنبلاط وتصريحاته حول اليمن
يرى المراقبون أن حديث وليد جنبلاط وتصريحاته لم يأت من فراغ، بل استند إلى رصد دقيق للتحركات الميدانية في منطقة حضرموت الاستراتيجية التي تمثل عمقًا حيويًا للمملكة العربية السعودية؛ إذ أشار الزعيم الاشتراكي السابق إلى وجود مساعٍ حثيثة لتطويق المملكة من الجهة الجنوبية، معتبرًا أن التقارب بين بعض القوى العربية وإسرائيل بات ينعكس سلبًا على ملفات الأمن القومي العربي، ولا يقتصر هذا التهديد على الداخل اليمني فحسب، بل يمتد ليشمل محاولات إعادة رسم النفوذ في الممرات المائية الدولية التي تتحكم في عصب التجارة العالمية ونقل الطاقة عبر مضيق باب المندب الحيوي.
موقف وليد جنبلاط وتصريحاته بشأن أزمة السودان
تناول وليد جنبلاط وتصريحاته الجريئة أيضًا ملف الصراع السوداني الدامي، حيث اتهم أطرافًا إقليمية بالمساهمة في نشر الفوضى الممنهجة داخل الأراضي السودانية وصولًا إلى التخوم الجنوبية للدولة المصرية، وينبع هذا القلق من تزايد وتيرة الاضطرابات التي قد تؤدي إلى انهيار مؤسسات الدولة، وهو ما يخدم بحسب رؤيته الأجندات الرامية لاستنزاف القوى الإقليمية الكبرى في صراعات جانبية، وقد حدد جنبلاط ملامح هذا التآمر من خلال عدة نقاط ميدانية رصدتها التقارير السياسية مؤخرًا وتتمثل في الآتي:
- تحركات العسكرية غير منسقة في محافظتي حضرموت والمهرة شرقي اليمن.
- إضعاف سلطة مجلس القيادة الرئاسي اليمني من خلال دعم فصائل مسلحة.
- تعميد الفوضى الأمنية في السودان لتهديد أمن الحدود المصرية المباشر.
- استغلال العلاقات المميزة مع إسرائيل لتمرير صفقات نفوذ مشبوهة.
- تقويض جهود التحالف العربي الرامية لاستقرار الدولة اليمنية ومنع انزلاقها.
تداعيات وليد جنبلاط وتصريحاته على الأمن القومي
إن الربط الذي أقامه وليد جنبلاط وتصريحاته بين ما يحدث في حضرموت وما يجري في السودان يعكس نظرة شمولية للمخاطر المحيطة بالبحر الأحمر وحوض النيل، فالمخاوف السعودية التي أعقبت تحركات المجلس الانتقالي الجنوبي تعزز فرضية وجود أيادٍ خفية تعبث بالاستقرار اليمني بعيدًا عن التنسيق مع قيادة التحالف، وهو ما اعتبرته الرياض تصعيدًا غير مبرر يضر بالقضية الجنوبية ومصالح الشعب اليمني على حد سواء، وفيما يلي جدول يوضح أثر هذه التحركات على الملفات المختلفة:
| الملف المتأثر | نوع التهديد المحتمل |
|---|---|
| أمن حضرموت | تطويق جغرافي للمملكة العربية السعودية من الجنوب الشرقي. |
| السيادة السودانية | استمرار الفوضى المسلحة وتهديد استقرار الحدود مع مصر. | تهديد طرق شحن النفط العالمي المارة من مضيق باب المندب. |
اعتمد وليد جنبلاط وتصريحاته الأخيرة على لغة تتسم بالصراحة والمكاشفة حول الصراع الدائر خلف الكواليس بين القوى الإقليمية، مما يضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته تجاه حماية وحدة الأراضي اليمنية والسودانية من التدخلات التي تستهدف أمن الجوار العربي؛ إذ تظل استراتيجية تطويق الدول الفاعلة عائقًا أمام أي تسوية سياسية شاملة وشيكة.