انطلقت فعاليات الأولمبياد الوطني للإبداع العلمي بمنطقة الباحة تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور حسام بن سعود بن عبد العزيز، الذي افتتح المعرض الذي يستمر ليومين في المركز الحضاري بالمدينة، وقد شهد الحدث حضورًا رفيع المستوى، يتقدمهم وكيل إمارة المنطقة الدكتور عبدالمنعم الشهري، والأمين العام لخدمات الموهوبين بمؤسسة “موهبة” الدكتورة ميساء القرشي، مما يعكس الأهمية الكبيرة التي توليها القيادة لدعم الموهوبين والمبدعين.
شراكة استراتيجية تدعم الأولمبياد الوطني للإبداع العلمي 2026
يُعد معرض الأولمبياد الوطني للإبداع العلمي بمنطقة الباحة أحد أبرز ثمار التعاون الوثيق بين وزارة التعليم ومؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله للموهبة والإبداع “موهبة”، حيث تمثل هذه الشراكة أساسًا متينًا لتوفير منصة فريدة تتيح للطلاب والطالبات عرض 62 مشروعًا علميًا وتقنيًا مبتكرًا، وهذا التعاون لا يقتصر على تنظيم الفعاليات فحسب، بل يمتد ليشمل توفير الدعم والإرشاد اللازمين للمشاركين، مما يضمن تطوير أفكارهم وتحويلها إلى مشروعات قابلة للتطبيق، ويساهم هذا التضافر في الجهود في بناء جيل قادر على المنافسة عالميًا في مجالات العلوم والتقنية، ويعزز من مكانة المملكة كمركز إقليمي للابتكار.
أهداف الأولمبياد الوطني للإبداع العلمي بمنطقة الباحة ودوره في رعاية المواهب
أوضح مدير تعليم الباحة الدكتور عبد الخالق بن حنش الزهراني أن الهدف الجوهري من تنظيم الأولمبياد الوطني للإبداع العلمي بمنطقة الباحة هو صقل مواهب الطلاب والطالبات وتنمية مهاراتهم الإبداعية وقدراتهم على البحث العلمي، إذ يسعى المعرض لخلق بيئة تنافسية شريفة تحفزهم على تقديم أفضل ما لديهم، وتشجعهم على الابتكار والتفكير خارج الصندوق، وقد أشاد وكيل إمارة المنطقة بالمشروعات البحثية النوعية المقدمة، مؤكدًا على اهتمام سمو أمير المنطقة بتوفير بيئة تعليمية وتربوية متطورة تدعم المواهب الشابة في مختلف المجالات، وتحقق مشاركات متميزة تليق بسمعة الإدارة التعليمية في المحافل المحلية والدولية.
منطقة الباحة الحاضنة لفعاليات الأولمبياد الوطني للإبداع العلمي
تقع منطقة الباحة في الجزء الجنوبي الغربي من شبه الجزيرة العربية على سلسلة جبال الحجاز، وهي ليست مجرد موقع جغرافي لاستضافة الأولمبياد الوطني للإبداع العلمي، بل هي أرض غنية بالتاريخ والتراث، فقد كانت ممرًا استراتيجيًا لقوافل التجارة والحج عبر العصور، كما شهدت أراضيها أنشطة تعدين قديمة، مما يمنحها عمقًا تاريخيًا فريدًا، وتشتهر الباحة بقراها المحصنة المنتشرة على سفوح الجبال وضفاف الأودية، والتي تعكس تكيف الإنسان مع بيئته الطبيعية، وتتميز هذه القرى بخصائص معمارية فريدة منها:
- تخطيط عمراني بسيط وشوارع ضيقة ومبانٍ متلاصقة.
- وجود ساحات مركزية كانت تُستخدم للتجمعات السكانية.
- اعتماد كامل على الحجارة والأخشاب المحلية في البناء.
- تضمين أبراج مراقبة وحصون للدفاع والحماية.
هذه البيئة التي تجمع بين الأصالة الطبيعية والتاريخ العريق توفر إلهامًا كبيرًا للمشاركين في الأولمبياد الوطني للإبداع العلمي بمنطقة الباحة، وتشجعهم على الربط بين الماضي والمستقبل في مشروعاتهم العلمية.
إن تسليط الضوء على هذه الإبداعات الطلابية لا يقتصر على الاحتفاء بها فحسب، بل يفتح أمامها آفاقًا واسعة للتطور والدعم، مما يجعل من الأولمبياد الوطني للإبداع العلمي محركًا أساسيًا في مسيرة التقدم العلمي والمعرفي في المملكة.