يأتي تعزيز التعاون الأكاديمي والعلمي مع مقدونيا الشمالية على رأس أولويات الأجندة التعليمية المصرية، وهو ما برز بوضوح خلال اللقاء الهام الذي جمع الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، بنظيرته الدكتورة فيسنا يانفيسكا، وزيرة التعليم والعلوم بمقدونيا الشمالية، حيث استهدف الاجتماع الذي عُقد في القاهرة الجديدة رسم خارطة طريق لشراكة مستدامة بين البلدين.
بدأ اللقاء بتأكيد الدكتور أيمن عاشور على حرص مصر الشديد على فتح آفاق جديدة للشراكة مع مقدونيا الشمالية، مشددًا على أن هذه الشراكات تمثل حجر زاوية في مساعي تحقيق التنمية المستدامة لكلا البلدين، وقد حضر الاجتماع من الجانب المقدوني السيدة إلما ألتوروك، سفيرة مقدونيا الشمالية بالقاهرة، مما يعكس الأهمية الدبلوماسية المعقودة على هذا التقارب، حيث نوقشت سبل تفعيل الشراكة لتشمل تبادل الخبرات والبرامج المشتركة التي تخدم المصالح المتبادلة وتدعم مسيرة التقدم العلمي في المنطقة.
كيف يدعم تطور التعليم المصري تعزيز التعاون الأكاديمي والعلمي مع مقدونيا الشمالية؟
أوضح وزير التعليم العالي أن المنظومة التعليمية في مصر قد مرت بتحولات جذرية وتطورات ملحوظة على مدار السنوات القليلة الماضية، وهو ما يجعلها شريكًا جاذبًا على الساحة الدولية، فقد شهدت البلاد طفرة في إنشاء الجامعات الحديثة، واستضافة فروع لجامعات دولية مرموقة، وإطلاق برامج أكاديمية متطورة تمنح درجات علمية مزدوجة معترف بها عالميًا، وهذا التوسع لم يقتصر على نوع واحد من المؤسسات، بل شمل الجامعات الأهلية والتكنولوجية التي صُممت خصيصًا لتلبية الاحتياجات المتغيرة لسوق العمل على المستويين المحلي والدولي، مما يوفر أرضية صلبة من أجل تعزيز التعاون الأكاديمي والعلمي مع مقدونيا الشمالية.
سلط الوزير الضوء كذلك على مبادرة “تحالف وتنمية” كنموذج عملي يجسد الاستراتيجية المصرية الجديدة، فهذه المبادرة تعمل على بناء جسور متينة بين البحث العلمي والقطاع الصناعي، وتحويل الجامعات إلى محركات رئيسية للابتكار وريادة الأعمال، وأكد عاشور أن تدويل التعليم لم يعد خيارًا بل أصبح أحد الأعمدة الرئيسية في الاستراتيجية الوطنية للتعليم العالي، وهو ما يتم تحقيقه عبر دعم التعليم العابر للحدود وتوسيع شبكة الشراكات مع الجامعات العالمية، الأمر الذي يفتح الباب واسعًا أمام فرص واعدة ضمن مساعي تعزيز التعاون الأكاديمي والعلمي مع مقدونيا الشمالية.
التعليم التكنولوجي كأحد ركائز تعزيز التعاون الأكاديمي والعلمي مع مقدونيا الشمالية
شغل تطوير مسار التعليم التكنولوجي حيزًا مهمًا من المناقشات، حيث استعرض الوزير الجهود المبذولة لتحديث هذا القطاع الحيوي بهدف تزويد سوق العمل بالكوادر الفنية المؤهلة والمدربة على أحدث التقنيات، ويأتي هذا الاهتمام في ظل الطلب العالمي المتزايد على المهارات التقنية المتخصصة، مما يجعل التعاون في هذا المجال نقطة انطلاق مثالية لشراكة مثمرة، حيث يمكن تبادل الخبرات في تصميم المناهج وتدريب الكوادر بما يتوافق مع متطلبات الثورة الصناعية الرابعة، وهو ما يخدم هدف تعزيز التعاون الأكاديمي والعلمي مع مقدونيا الشمالية.
من جانبها، أعربت وزيرة التعليم والعلوم المقدونية عن تقديرها العميق للتطور السريع والملموس الذي يشهده قطاع التعليم العالي والبحث العلمي في مصر، وأبدت ترحيبًا كبيرًا بتوسيع مجالات التعاون لتشمل برامج تبادل الطلاب وأعضاء هيئة التدريس والمشاريع البحثية المشتركة، كما وجهت دعوة رسمية للدكتور أيمن عاشور لزيارة مقدونيا الشمالية، وهي دعوة لاقت ترحيبًا فوريًا من الوزير الذي أكد على أهميتها في تسريع وتيرة العمل المشترك وتفعيل الاتفاقيات المقترحة.
مبادرة ادرس في مصر وأفق جديدة ضمن التعاون الأكاديمي والعلمي مع مقدونيا الشمالية
تطرق الاجتماع إلى آليات تشجيع طلاب مقدونيا الشمالية على الانضمام إلى الجامعات المصرية من خلال مبادرة “ادرس في مصر” الرائدة، وتمت مناقشة سبل تقديم كافة التسهيلات الدراسية والإدارية اللازمة للطلاب الوافدين، بالإضافة إلى تطوير أنظمة إلكترونية حديثة لتسهيل عمليات سداد المصروفات، مما يجعل التجربة التعليمية في مصر أكثر سلاسة وجاذبية للطلاب الدوليين، ويساهم بشكل مباشر في نجاح جهود تعزيز التعاون الأكاديمي والعلمي مع مقدونيا الشمالية عبر زيادة التبادل الطلابي.
بحث الجانبان أيضًا توسيع نطاق التعاون ليشمل مجالات البحث العلمي والابتكار، مع التركيز على تبادل الخبرات بين المراكز والمعاهد البحثية في كلا البلدين، وتم الاتفاق على ضرورة وضع آليات عمل مشتركة لمواجهة التحديات البحثية والصناعية الملحة، وقد حضر الاجتماع وفد رفيع المستوى من الجانبين لضمان تنفيذ المخرجات بفعالية.
من الجانب المصري:
- الدكتور مصطفى رفعت أمين المجلس الأعلى للجامعات
- الدكتور وليد الزواوي أمين مجلس المراكز والمعاهد والهيئات البحثية
- الدكتور أيمن فريد مساعد الوزير ورئيس قطاع الشئون الثقافية والبعثات
من الجانب المقدوني:
- دافور بوليتوف مستشار السياسات التعليمية
- بيليانا ترايكوفسكا مديرة مكتب الوزير
- كيتي كوستوفسكا من مكتب الوزير
يمثل هذا اللقاء خطوة مهمة نحو بناء شراكة استراتيجية مستدامة، حيث يفتح الباب أمام مرحلة جديدة من العمل المشترك الذي يرتكز على الابتكار وتبادل المعرفة، مما يعود بالنفع على الأجيال القادمة في كلا البلدين ويعزز مكانتهما على الخريطة التعليمية العالمية.