تخطي إلى المحتوى الرئيسي
إيه القصه؟

معايير “الاعتماد البرامجي” الجديدة ترسم ملامح قطاع التدريب وترفع مستوى الجودة بالمملكة.

التعليم
A A

تُشكل معايير الاعتماد البرامجي لبرامج التدريب في السعودية التي أطلقتها هيئة تقويم التعليم والتدريب منعطفًا مهمًا لتعزيز جودة مخرجات التدريب المنتهي بمؤهل، حيث تأتي هذه الخطوة الاستراتيجية بهدف رفع كفاءة البرامج التدريبية وتوجيهها لتلبية متطلبات التنمية الوطنية واحتياجات سوق العمل السعودي المتجددة، مما يضمن تأهيل كوادر وطنية قادرة على المنافسة والابتكار.

أهداف معايير الاعتماد البرامجي لبرامج التدريب ودورها في سوق العمل

تمثل هذه المبادرة نتاجًا لجهود تكاملية واسعة، فقد جرى إعداد النماذج والمعايير بالتعاون مع أكثر من 20 جهة من القطاعين الحكومي والخاص، إلى جانب مشاركة فاعلة من جامعات وأكاديميات تدريب حكومية رائدة، ويعكس هذا التعاون حرص الهيئة على بناء منظومة تقييم شاملة تضمن تحقيق أعلى مستويات الجودة في قطاع التدريب الوطني، بما يخدم الأهداف التنموية للمملكة ويعزز من كفاءة رأس المال البشري، وبذلك تضمن معايير الاعتماد البرامجي لبرامج التدريب في السعودية أن تكون المخرجات متوافقة تمامًا مع التوقعات المهنية.

ويُعتبر الاعتماد البرامجي امتدادًا طبيعيًا لعمليات الاعتماد المؤسسي الموجهة لمنشآت التدريب، حيث يرتكز على عملية تقييم شاملة ودقيقة تهدف للتأكد من مدى توافق البرامج المقدمة مع الاحتياجات الفعلية لسوق العمل، فهذه العملية لا تقتصر على تقييم المحتوى فقط، بل تشمل بيئة التدريب بأكملها لضمان تحسينها المستمر، مما يسهم في بناء ثقة قوية لدى أصحاب العمل والمجتمع في كفاءة وقيمة المخرجات التدريبية الوطنية، ويجعل من تطبيق معايير الاعتماد البرامجي لبرامج التدريب في السعودية أساسًا لضمان الجودة.

ما هي مكونات نموذج معايير الاعتماد البرامجي لبرامج التدريب الجديدة؟

يتألف النموذج المحدث للاعتماد من هيكل تقييمي متكامل يغطي جميع الجوانب الحيوية للعملية التدريبية، فقد تم تصميمه بعناية ليشمل أربعة معايير أساسية تركز على الجوانب الرئيسية في تصميم وتنفيذ البرامج، وهي تمثل الركائز التي تضمن فعالية التدريب وجودته، وتوفر هذه المعاير إطارًا واضحًا لمنشآت التدريب لتقييم أدائها وتطوير برامجها بما يتماشى مع أفضل الممارسات العالمية، مما يجعل معايير الاعتماد البرامجي لبرامج التدريب في السعودية أداة فعالة للتطوير المستمر.

ولتفصيل هذه الركائز الأساسية، يتفرع من المعايير الأربعة ما مجموعه 21 معيارًا فرعيًا، وتتعمق هذه المعايير في تفاصيل دقيقة تتعلق بجودة المخرجات وكفاءة الأداء والمستوى التأهيلي الذي يحصل عليه المتدربون، وهي تهدف إلى قياس جوانب متعددة تشمل:

  • ضمان موائمة البرامج التدريبية مع متطلبات سوق العمل.
  • تحسين جودة المحتوى التدريبي وأساليب تقديمه.
  • رفع كفاءة الأداء العام للمنظومة التدريبية.
  • تعزيز جاهزية الكوادر الوطنية وقدرتها التنافسية.

ويضمن هذا الهيكل الدقيق أن معايير الاعتماد البرامجي لبرامج التدريب في السعودية لا تترك مجالًا للتهاون في أي جانب من جوانب الجودة.

كيف تدعم معايير الاعتماد البرامجي لبرامج التدريب رؤية المملكة 2030؟

تنسجم هذه الخطوة بشكل مباشر مع مستهدفات رؤية المملكة 2030 وبرنامج تنمية القدرات البشرية، حيث تسعى الهيئة من خلال تطبيق هذه المعايير إلى بناء نموذج سعودي رائد عالميًا في مجال جودة التعليم والتدريب، ويعتبر رفع مستوى جاهزية الكوادر الوطنية محورًا أساسيًا في مسيرة التحول الاقتصادي والتنموي التي تشهدها المملكة، وهنا يأتي دور معايير الاعتماد البرامجي لبرامج التدريب في السعودية كعامل تمكين رئيسي لتحقيق هذه الغاية الوطنية الطموحة، من خلال ضمان أن كل برنامج تدريبي يساهم بفاعلية في بناء اقتصاد مزدهر ومجتمع حيوي.

ولضمان وصول رسالتها إلى أوسع شريحة ممكنة، أطلقت الهيئة حملة إعلامية تعريفية وطنية تحت شعار “نحو جودة التدريب”، وتهدف هذه الحملة إلى نشر الوعي بأهمية الاعتماد البرامجي وآلياته، بالإضافة إلى تعزيز ثقافة الجودة في قطاعات التعليم والتدريب على مستوى المملكة، وتُعد هذه الجهود التوعوية جزءًا لا يتجزأ من استراتيجية الهيئة لضمان فهم والتزام جميع الأطراف المعنية بأهمية تطبيق معايير الاعتماد البرامجي لبرامج التدريب في السعودية لتحقيق التميز المنشود.

تأتي هذه المبادرة ضمن مساعي هيئة تقويم التعليم والتدريب المستمرة لوضع أطر ومعايير وطنية متكاملة، تهدف إلى رفع مستوى الأداء المؤسسي ودعم مسيرة التحول نحو بيئة تعليمية وتدريبية أكثر جودة واستدامة، مما يعزز من مكانة المملكة كمركز إقليمي للتميز في تنمية القدرات البشرية.

مشاركة:
زياد هاني
كتبها

زياد هاني

كاتب صحفي يهتم بتقديم الأخبار والتقارير بشكل مبسط وواضح، مع متابعة مستمرة للتفاصيل وتقديم المعلومة للقارئ بصورة دقيقة وسريعة.

عرض جميع المقالات