أعلنت وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي عن إطلاق النسخة المطورة من التقويم الأكاديمي في قطر للأعوام الدراسية الممتدة بين 2025 و2028، في خطوة استراتيجية تعكس التزام الدولة بتطوير منظومة تعليمية تواكب أحدث التحولات العالمية في مجالات التخطيط الدراسي، حيث يهدف هذا التحديث إلى تعزيز كفاءة النظام التعليمي وخلق بيئة دراسية أكثر استدامة ومرونة للجميع.
كيف يعزز التقويم الأكاديمي في قطر الترابط الأسري عبر توحيد الإجازات؟
جاءت أبرز ملامح الخطة الجديدة في توحيد مواعيد الإجازات بين جميع المدارس الحكومية والخاصة، وهو قرار استراتيجي يمنح الأسر القطرية والمقيمة فرصة أفضل للتخطيط المسبق لأنشطتها العائلية ورحلاتها خلال فترات الراحة الدراسية، فهذا التنسيق الموحد لا يدعم الروابط الاجتماعية والأسرية فحسب، بل يساهم بشكل مباشر في تحقيق توازن صحي بين الحياة الشخصية ومتطلبات الدراسة، مما ينعكس إيجابًا على الراحة النفسية للطلاب والمعلمين وأولياء الأمور على حد سواء، ويعزز من جودة الوقت الذي تقضيه العائلة معًا.
نظام “اختبار ويوم راحة” الجديد ضمن التقويم الأكاديمي في قطر للمرحلة الثانوية
في إطار سعيها المستمر لتحسين بيئة التقييم وتقليل الضغط النفسي على الطلاب، تضمن التقويم الأكاديمي في قطر تطبيق نظام مبتكر لطلاب المرحلة الثانوية خلال اختبارات الفصل الدراسي الثاني، يعتمد هذا النظام على مبدأ “اختبار ويوم راحة”، والذي يمنح الطلبة فترة زمنية كافية لمراجعة المواد الدراسية والاستعداد بشكل أفضل للاختبار التالي، حيث تُعتبر هذه المبادرة خطوة فعالة نحو تقليل التوتر المصاحب لموسم الامتحانات، مما يؤدي بالضرورة إلى رفع مستوى الأداء الأكاديمي وتعزيز قدرة الطلاب على تحقيق نتائج متفوقة.
مرونة التقويم الأكاديمي في قطر ومراعاة المناسبات الوطنية والدينية
أولت وزارة التربية والتعليم اهتمامًا كبيرًا بأن يكون التقويم الأكاديمي في قطر متوافقًا مع القيم الثقافية والاجتماعية للمجتمع، حيث تمت جدولة الاختبارات بعناية فائقة لضمان عدم تداخلها مع شهر رمضان المبارك، مما يتيح للطلاب فرصة لأداء العبادات في أجواء روحانية هادئة دون أي ضغوط دراسية، كما رُوعي أن تنتهي اختبارات الفصل الدراسي الأول قبل انطلاق احتفالات اليوم الوطني للدولة، وهو ما يتيح للطلاب وأسرهم المشاركة الكاملة في الفعاليات الوطنية وتنمية الحس الوطني لديهم، ويقدم التقويم الجديد مجموعة من المزايا البارزة التي تخدم العملية التعليمية ومنها:
- توحيد الإجازات بين المدارس الحكومية والخاصة لتعزيز الترابط الأسري.
- تطبيق نظام “اختبار ويوم راحة” لطلاب المرحلة الثانوية لتخفيف الضغط.
- تخصيص يومين إضافيين كإجازة خلال شهر رمضان المبارك في عامي 2026 و2028.
- جدولة الاختبارات بما يتوافق مع المناسبات الوطنية والدينية الهامة.
أحد الجوانب الإنسانية التي تميز التقويم الأكاديمي في قطر هو تخصيص يومين إضافيين كإجازة خلال شهر رمضان للعامين الدراسيين 2025-2026 و2027-2028، وذلك بجانب الإجازات الرسمية المعتادة، فهذه الخطوة المدروسة تعكس اهتمام الدولة بالصحة النفسية والروحية للطلاب والمعلمين، وتمنحهم فترة راحة إضافية تساعدهم على التجديد الذهني والجسدي خلال الشهر الفضيل، بالإضافة إلى ذلك، يتضمن التقويم فترات راحة قصيرة بعد انتهاء اختبارات منتصف الفصل الثاني، وتهدف هذه الإجازات إلى تمكين الطلبة من استعادة نشاطهم الذهني والبدني قبل استئناف الدراسة.
يعتمد التخطيط الزمني الذي تبناه التقويم الأكاديمي في قطر على توزيع متوازن لعدد أيام التمدرس بين الفصلين الدراسيين، بما يضمن استكمال المناهج والمقررات الدراسية بكفاءة عالية ودون أي ضغط زمني على المعلمين أو الطلاب، وهذا التوزيع المدروس يحقق انسجامًا كاملًا بين متطلبات التحصيل العلمي وجودة المخرجات التعليمية من جهة، وبين الحفاظ على الصحة النفسية والجسدية للطلاب من جهة أخرى، ليكون بمثابة أداة استراتيجية لتحقيق رؤية قطر الوطنية 2030 عبر بناء جيل مؤهل وقادر على المنافسة عالميًا.
يمكن لجميع الطلاب وأولياء الأمور وكذلك الكوادر التعليمية والإدارية الاطلاع على كافة تفاصيل التقويم الأكاديمي في قطر للأعوام 2025-2028، والتعرف على مواعيد بدء الدراسة والإجازات والاختبارات من خلال زيارة الموقع الرسمي لوزارة التربية والتعليم والتعليم العالي عبر الرابط المخصص لذلك.
يُظهر هذا التحديث خارطة طريق واضحة ترسخ مفاهيم الجودة والمرونة في المشهد التعليمي، ويؤكد على مكانة قطر كدولة رائدة في تبني النظم التعليمية الحديثة التي تضع الإنسان وجودة حياته في صميم عملية التنمية الشاملة.
