تساقط الثلوج يغطي مناطق واسعة في السعودية ويجبر طريف على تسجيل حرارة صفر مئوي لأول مرة منذ عقود

درجة حرارة طريف الصفر المئوي والثلوج التي تغطي ثمانية مناطق سعودية تشكل ظاهرة مناخية استثنائية في تاريخ المملكة، حيث تواجه البلاد عاصفة جوية شديدة تشمل تساقط الثلوج والأمطار الغزيرة والصقيع الذي لم يشهد له مثيل منذ عقود، مع تحذير من المركز الوطني للأرصاد بأن العاصفة تمتد لتغطي مساحة تزيد عن 800 ألف كيلومتر مربع، أكبر من مساحة فرنسا وألمانيا مجتمعتين، مما يدفع الجميع للاستعداد لمواجهة هذه الظروف النادرة.

تسجيل درجة حرارة طريف الصفر المئوي وأثر العاصفة الجوية في السعودية

شهدت محافظة طريف درجة حرارة قياسية بلغت 1°م، وهي أبرد من مدن مثل موسكو وتحاكي مشاهد القطب المتجمد، حينما تحولت الشوارع إلى ساحة ثلجية تبخر فيها أنفاس السكان في الهواء البارد، وهو حدث لا يذكر ذاكرة المملكة منذ سنوات طويلة، حسب شهادات السكان المحليين مثل أبو محمد الذي وصف مشاهد تجمد الماء في الأواني خارج المنازل تحت تأثير البرد القارس، بينما تستعد المصورة سارة الخالد لالتقاط صور نادرة لتساقط الثلوج على التضاريس الصحراوية.

الكتلة الهوائية القطبية وتأثيرها على الطقس في ثمانية مناطق سعودية

تأتي هذه الظاهرة نتيجة اجتياح كتلة هوائية قطبية عاتية من الشمال، وهو تزامن أثارته الرياح القطبية مع تضاريس الجبال ليخلق عاصفة استثنائية تحولت بموجبها أجزاء واسعة من السعودية إلى مناظر طبيعية شتوية خلابة تشبه شتاء 1950 التاريخي، حيث تتوقع الأرصاد الجوية استمرار هذا الطقس غير المسبوق لعدة أيام مع احتمال تساقط ثلوج إضافية على مرتفعات تبوك وحائل، ما يفرض على ملايين المواطنين تغيير نمط حياتهم من خلال الاستعداد للبرد القارس وتعديل السفر.

التحديات الاقتصادية والاجتماعية لمواجهة الطقس القاسي في السعودية

إلى جانب جمال المشاهد الثلجية، يواجه السكان تحديات كبيرة مثل ارتفاع أسعار الخضروات بسبب تلف المحاصيل، وتأجيل الرحلات البرية خشية انزلاق الطرق بسبب الجليد، حيث تنشط الطلبات على الملابس الشتوية التي ظلت مهملة في الخزائن، ويعيش الأطفال لحظات من الدهشة والفرح برؤية الثلج لأول مرة، كما يؤكد سائق الشاحنات فهد المطيري الذي قال إنه رغم خبرته التي تمتد لأربعين عاماً، لم يتوقع رؤية الجليد على طرق الصحراء، ما يبرز الطابع الاستثنائي للحدث المناخي.

• الاستعداد لظروف البرد الشديد بملابس دافئة ومستلزمات متكاملة
• تجنب السفر خلال أوقات ذروة العاصفة للحفاظ على السلامة
• متابعة تحذيرات المركز الوطني للأرصاد بانتظام
• تأمين المحاصيل الزراعية وتقليل تأثير الصقيع عليها

مع استدامة العاصفة الاستثنائية التي تضرب ثمانية مناطق بالمملكة وتوصيفها بأنها الأكثر شمولية منذ عقود، يبقى المستقبل مفتوحًا أمام سيناريوهات مناخية لم تشهدها السعودية من قبل، حيث توصي الجهات المختصة باتخاذ جميع الاحتياطات اللازمة لحماية الأرواح والممتلكات، مما يطرح التساؤل حول ما إذا كانت هذه الظاهرة بداية لتحول مناخي يعيد تشكيل الطقس في المنطقة أو مجرد حدث استثنائي سيظل عالقًا في ذاكرة الأجيال المقبلة.