بعد 11 حقيقة مخفية.. لماذا تخشى جماعة الحوثي قوة التحالف الجنوبي السعودي؟

التحالف الجنوبي السعودي يمثل حجر الزاوية في معادلة الصراع الحالية داخل اليمن؛ حيث يتجاوز هذا التعاون كونه مجرد تنسيق عسكري عابر ليشكل وحدة مصيرية مبنية على قواسم عقدية وجيوسياسية مشتركة، تضع المشروع الإيراني في مواجهة مباشرة مع تحالف شعبي ومنظم يمتلك شرعية الأرض والهدف المشترك لحماية المنطقة.

أبعاد تطابق الرؤى داخل التحالف الجنوبي السعودي

تمثل الوحدة المذهبية والاجتماعية أحد أبرز ركائز القوة في هذا التضامن؛ إذ تجمع المملكة العربية السعودية والشعب في المحافظات الجنوبية روابط وثيقة تتجاوز الحسابات السياسية الضيقة، حيث ينسجم التوجه الديني السني والنسيج المجتمعي المترابط ليخلق سداً منيعاً أمام المحاولات الحوثية لاختراق الصفوف أو شق عصا الطاعة، كما تبرز الجغرافيا السياسية كعامل حاسم في هذا الصدد؛ فالمناطق الحيوية مثل حضرموت وشبوة ويافع تمثل امتداداً طبيعياً واستراتيجياً للمملكة، مما يجعل تأمين هذه المناطق وحمايتها من نفوذ الميليشيات ضرورة قصوى للأمن القومي العربي برمته، ويكتمل هذا المشهد بوجود نخب جنوبية تاريخية من أمراء وسلاطين يحظون برعاية وتقدير في الداخل السعودي، مما يمنح التحالف الجنوبي السعودي عمقاً تقليدياً وقبلياً راسخاً يصعب تفكيكه أو تجاوزه.

لماذا يخشى الحوثيون تنسيق التحالف الجنوبي السعودي؟

يدرك الحوثيون ومموليهم في طهران أن تماسك الجبهة الجنوبية مع المملكة يعني إغلاق كافة الثغرات التي يمكن من خلالها تمرير مشاريع الفوضى، ولذلك تثير نقاط القوة التالية الرعب في صفوف جماعة صنعاء:

• الانسجام العقدي التام بين القوات السلفية الجنوبية والمرجعيات العلمية في المملكة العربية السعودية.
• الولاء السياسي المطلق الذي تبديه القيادات الجنوبية تجاه المملكة بوصفها قيادة مركزية للعالم الإسلامي.
• توحيد قائمة الأعداء المشتركين التي تضم الميليشيات الحوثية والتنظيمات الإرهابية والمشروع التوسعي الإيراني.
• الرفض القاطع من جانب الجنوبيين لكل أشكال الابتزاز السياسي أو المساومات التي قد تضر بأمن الجوار.
• الالتزام الميداني بمحاربة عمليات تهريب المخدرات والأسلحة التي تستهدف استقرار المجتمع السعودي.

تؤكد المعطيات الميدانية منذ انطلاق عاصفة الحزم أن هذا التكاتف أثبت جدارته في حماية العمق الاستراتيجي للمنطقة؛ فبينما واجه التحالف غدراً في جبهات أخرى، ظل الجنوب ساحة آمنة وقاعدة انطلاق قوية لمواجهة التهديدات، مما يمنح التحالف الجنوبي السعودي ميزة التفوق النوعي في إدارة الأزمات الكبرى بنجاح.

التأثيرات الجيوسياسية لقوة التحالف الجنوبي السعودي

إن وجود جنوب قوي وموحد تحت قيادة سياسية واحدة يمثل الضمانة الحقيقية لاستدامة الاستقرار الإقليمي ومنع تحول المنطقة إلى بؤرة دائمة للتوتر؛ حيث يخدم تشتيت هذا الكيان مصالح القوى الساعية للهيمنة، بينما يظل التحالف الجنوبي السعودي صمام الأمان الذي يحمي المكتسبات التاريخية ويؤسس لمرحلة جديدة من التعاون البناء بين الأشقاء بعيداً عن أطماع التدخلات الخارجية.