المدارس السعودية تتحول إلى “غابات ذكية” تراقب نفسها وتعزز تجربة 6 ملايين طالب

المدارس السعودية تتحول إلى “غابات ذكية” تراقب نفسها وتعزز تجربة 6 ملايين طالب
المدارس السعودية تتحول إلى "غابات ذكية" تراقب نفسها وتعزز تجربة 6 ملايين طالب

تحويل 25 ألف مدرسة سعودية إلى غابات ذكية يمثل تحولاً نوعياً في التعليم ومستوى الوعي البيئي، حيث تستعد أشجار هذه المدارس في المنطقة الشرقية لإصدار 9,125,000 تقرير ذكي سنويًا عن حالتها الصحية، مما يؤثر بشكل مباشر على حياة 6 ملايين طفل سعودي. هذا المشروع الفريد من نوعه يفتح آفاقًا جديدة في دمج التكنولوجيا مع الطبيعة ضمن بيئة تعليمية حديثة تعكس النجاح في تحقيق أهداف رؤية السعودية 2030 ومبادرة السعودية الخضراء.

كيف ستغير تحويل 25 ألف مدرسة سعودية إلى غابات ذكية وجه التعليم البيئي؟

هذه المبادرة العصرية تعتمد على تركيب أجهزة استشعار متقدمة في 25,000 مدرسة بالمنطقة الشرقية؛ لتصبح بمثابة غابات ذكية تراقب حالتها الصحية وتتواصل بشكل يومي مع المعلمين عبر 365 تقريرًا لكل شجرة كل عام. الدكتور محمد العتيبي، خبير الاستدامة البيئية، يشير إلى أن هذا المشروع سيشكل نقلة نوعية للتعليم البيئي على الصعيدين المحلي والعالمي، مع توفير بيئة تعليمية تفاعلية تشبه عدداً كبيراً من الابتكارات التي غيرت التاريخ مثل اختراع الطباعة.

المعلمة نورا المطيري تروي شعورها الفريد بسماع صفير الطيور في ساحة المدرسة، وملاحظة نشاط الأطفال الذي لم تعرفه من قبل، ما يدل على بيئة دراسية تنبض بالحياة وتحرر الطلاب من الأجواء المكتبية الجامدة.

دور التقنية في تعزيز تجربة الطلاب بعد تحويل 25 ألف مدرسة سعودية إلى غابات ذكية

ينطلق هذا الإنجاز بالتعاون بين شركة NetZero العالمية وشركة تطوير القابضة ليجمع بين التكنولوجيا والبيئة ضمن رؤية المملكة الطموحة لعام 2030، حيث تشكل كل شجرة وحدة ذكية على مدار الساعة تمكنها من رصد حالتها كما لو كانت طبيبًا مختصًا.

الأثر الإيجابي لهذا المشروع يتجلى يومياً في منازل العائلات، حيث تتابع فاطمة الشمري تأثير المشروع على أطفالها الذين باتوا يتحدثون بحماس عن تقارير الأشجار وكأنها ألعاب تفاعلية. كما يؤكد مدير مدرسة ابتدائية خالد الراشد حرص الطلاب على متابعة تحديثات نمو الأشجار، مما يعزز الوعي البيئي لديهم ويصنع جيلاً مسؤولاً بيئياً.

  • الاستفادة من البيانات الذكية لرصد صحة النباتات
  • تشجيع النشاط والحيوية لدى الطلاب من خلال بيئة محفزة
  • إيجاد فرص توظيف جديدة في مجال صيانة التطوير البيئي الذكي

التأثير المجتمعي والاقتصادي بعد تحويل 25 ألف مدرسة سعودية إلى غابات ذكية

يُعد هذا المشروع نقطة تحول تاريخية تكامل بين التكنولوجيا والطبيعة والتعليم، حيث تخدم خمسة وستة ملايين طفل سعودي وتزيد من فرص الوعي البيئي داخل المجتمع. يسعى القائمون على المشروع إلى توسيع نطاق تقنية الغابات الذكية لتشمل مدارس المملكة كافة خلال السنوات القليلة القادمة، مع هدف تصدير هذه التقنية كحل بيئي وتعليمي متطور عالميًا.

إلى جانب المزايا التعليمية، تُتوقع نتائج اقتصادية واعدة من خلال خلق آلاف الوظائف في قطاعات عدة، منها صيانة أنظمة الاستشعار وتطوير الأدوات الذكية، ما يدعم مستقبل بيئي مستدام يعزز نمط الحياة الصحي للأطفال والمجتمع ككل.

العدد الإجمالي للمدارس عدد التقارير السنوية لكل شجرة عدد الأطفال المستفيدين
25,000 مدرسة 365 تقريرًا 6 ملايين طفل

يجري تحويل مدارس الشرقية إلى غابات ذكية ليكون هذا المشروع مثالاً حيًا على دمج الطبيعة والتقنية والتعليم في نموذج جديد للمدارس يتنفس الحياه ويشرف على نفسه، ويبقى السؤال الراهن هل ستكون المدرسة القادمة لطفلك واحدة من الغابات الذكية التي تشعر، أم ستظل في إطار الأساليب التقليدية المحصورة؟

كاتب صحفي رياضي يقدّم تغطية سريعة للمباريات والأحداث الرياضية، بأسلوب بسيط يوصّل المعلومة للجمهور بشكل جذاب ومباشر.