تخطي إلى المحتوى الرئيسي
إيه القصه؟

التلاعب في تطبيق “حضوري”: كيف تحول من خطأ إداري إلى “تزوير” عقوبته السجن؟

تثير عقوبة التلاعب بتطبيق حضوري للمعلمين في الساحة التعليمية السعودية جدلاً واسعاً، حيث حذر خبراء قانونيون من أن محاولة التحايل على نظام تحديد الموقع لتسجيل الحضور والانصراف لا تُعتبر مجرد مخالفة إدارية بسيطة، بل هي جريمة تزوير إلكتروني مكتملة الأركان تستوجب عقوبات جنائية وإدارية صارمة قد تؤدي إلى السجن وفقدان الوظيفة بشكل نهائي.

يستند الأساس القانوني الذي يجرم هذه الممارسة إلى المادة الثانية من نظام مكافحة جرائم التزوير السعودي، والتي تُصنف أي تعديل أو تحريف للبيانات في مستند إلكتروني رسمي على أنه تزوير يعاقب عليه القانون؛ فمحاولة الموظف تغيير إحداثيات موقعه عبر تطبيقات خارجية أو التلاعب ببيانات الدخول والخروج في نظام “حضوري” يُعد بمثابة إدلاء ببيان كاذب في وثيقة رسمية، والهدف منه غالباً هو الحصول على منفعة مادية غير مستحقة أو التهرب من المساءلة الإدارية، وهو ما يضعه مباشرة تحت طائلة التزوير العمدي الذي يستدعي أقسى الإجراءات النظامية، مما يجعل عقوبة التلاعب بتطبيق حضوري للمعلمين رادعاً قوياً للحفاظ على الانضباط.

ما هي عقوبة التلاعب بتطبيق حضوري للمعلمين وفق النظام السعودي؟

إن التورط في مثل هذه الممارسات يعرض الموظف لسلسلة من العقوبات المتدرجة التي تشمل الجانبين الجنائي والإداري، فالنظام لا يتهاون مع أي محاولة لإثبات وقائع غير صحيحة إلكترونياً، وتعتبر عقوبة التلاعب بتطبيق حضوري للمعلمين مثالاً واضحاً على جدية الدولة في تعزيز الشفافية والنزاهة في القطاع الحكومي، وهذه الإجراءات لا تقتصر على مرتكب الفعل فقط، بل تمتد لتؤثر على سمعته المهنية ومستقبله الوظيفي بالكامل، مما يجعله يفقد ثقة رؤسائه ويواجه صعوبات كبيرة في الحصول على ترقيات أو فرص عمل أخرى.

تتضمن الإجراءات العقابية التي يتم تطبيقها على المتورطين شقين رئيسيين:

  • العقوبات الجنائية: وتشمل السجن لمدة قد تصل إلى ثلاث سنوات، وفرض غرامة مالية باهظة تصل إلى 300 ألف ريال سعودي، بالإضافة إلى تسجيل المخالفة كسابقة جنائية في السجل الرسمي للموظف.
  • العقوبات الإدارية: تبدأ بتوجيه إنذارات رسمية متكررة، ثم خصم من الراتب قد يصل إلى 60 يوماً في السنة، والحرمان من العلاوة السنوية، وقد تصل إلى الفصل النهائي من الخدمة في حال تكرار المخالفة أو ثبوت النية المبيتة للتزوير.

التصنيف القانوني لمخالفة التلاعب بتطبيق حضوري وآثارها الوظيفية

تُصنف مخالفة التلاعب بتطبيق حضوري ضمن جرائم التزوير الإلكتروني التي لا تقتصر آثارها على العقوبات المالية أو السجن، بل تمتد لتترك بصمة سلبية دائمة على السمعة المهنية للموظف؛ فتسجيل جريمة تزوير في السجل الجنائي يؤدي إلى فقدان الثقة الوظيفية بشكل كامل، ويعرقل أي فرصة للترقية أو الانتقال إلى وظائف أخرى سواء في القطاع العام أو الخاص، حيث أصبحت الجهات الحكومية تعتمد على قواعد بيانات مترابطة تكشف السجل الجنائي لأي متقدم، مما يجعل إخفاء هذه السابقة أمراً مستحيلاً ويؤكد على خطورة عقوبة التلاعب بتطبيق حضوري للمعلمين على مستقبلهم.

إن الالتزام بالأنظمة الرقمية التي تطلقها الوزارات مثل تطبيق “حضوري” ليس خياراً، بل هو واجب نظامي وأخلاقي يعكس مدى مهنية الموظف وإحساسه بالمسؤولية، فهذه الأدوات لم توضع إلا لضمان الشفافية ومتابعة الأداء بدقة والحد من الظواهر السلبية كالتأخر المتكرر أو الغياب غير المبرر، والتحايل على هذه الأنظمة لا يمكن اعتباره ذكاءً أو مهارة تقنية، بل هو مخالفة صريحة تندرج ضمن الجرائم الإلكترونية التي تواجهها القوانين السعودية بحزم شديد.

دور مديري المدارس في منع التلاعب بتطبيق حضوري للمعلمين

يتحمل مديرو المدارس مسؤولية محورية في مراقبة تطبيق نظام “حضوري” والتأكد من التزام جميع العاملين به، حيث تقع على عاتقهم مهمة التحقق من دقة البيانات المسجلة ومتابعة انتظام الموظفين بشكل يومي؛ فأي تقصير أو إهمال في أداء هذا الواجب قد يعرض المدير نفسه للمساءلة القانونية أو الإدارية، فالجهات الرقابية في وزارة التعليم تتابع بدقة مدى التزام الإدارات المدرسية بتطبيق النظام الإلكتروني، وتشدد على ضرورة منع أي فرصة لحدوث التلاعب بتطبيق حضوري، ورغم هذه الصرامة، فقد راعت الوزارة احتمالية حدوث أعطال تقنية خارجة عن إرادة الموظف، حيث منحت مديري المدارس صلاحية تعديل أوقات الحضور والانصراف يدوياً بعد التأكد من وجود خلل تقني حقيقي، مع ضرورة توثيق الواقعة رسمياً وإرفاق ما يثبت العطل لضمان العدالة الوظيفية.

إن التعامل مع الأنظمة الحكومية الرقمية يجب أن يتم بمنتهى الجدية والمسؤولية، وتشديد الإجراءات حول عقوبة التلاعب بتطبيق حضوري للمعلمين يؤكد على سعي الدولة لترسيخ ثقافة النزاهة والانضباط في بيئة العمل، فالمحافظة على نزاهة العمل وعدالة النظام مسؤولية مشتركة تقع على عاتق الجميع.

مشاركة:
زياد هاني
كتبها

زياد هاني

كاتب صحفي يهتم بتقديم الأخبار والتقارير بشكل مبسط وواضح، مع متابعة مستمرة للتفاصيل وتقديم المعلومة للقارئ بصورة دقيقة وسريعة.

عرض جميع المقالات