يمثل قرار تصفية مستشفى سعد التخصصي نهاية حقبة لأحد أشهر الصروح الطبية في المنطقة الشرقية، حيث أسدلت المحكمة التجارية في الدمام الستار على محاولات إنقاذ المؤسسة المملوكة لرجل الأعمال معن بن عبد الواحد الصانع، معلنة بذلك بدء مرحلة جديدة من الإجراءات القانونية لإنهاء التزامات الشركة بعد سنوات من التعثر المالي الذي أثر على إمبراطورية الصانع بأكملها.
تفاصيل حكم تصفية مستشفى سعد التخصصي والدعوة الموجهة للدائنين
أعلن أمين الإفلاس، عبدالله بن تركي الحمودي، عن صدور حكم قضائي حاسم من الدائرة الأولى بالمحكمة التجارية، حيث قضى الحكم الصادر في الدعوى رقم (474002008) لعام 1447هـ، وتحديدًا بتاريخ السابع عشر من ربيع الآخر لعام 1447هـ، بإنهاء إجراءات التسوية الوقائية التي كانت قائمة وبدء إجراءات التصفية النهائية للشركة المشغلة للمستشفى، وفي هذا السياق، تم توجيه دعوة رسمية لجميع الأطراف الدائنة للتقدم بمطالباتهم المالية خلال مدة أقصاها تسعون يومًا من تاريخ نشر الإعلان، وذلك عبر استخدام نموذج “مطالبة الدائن للمدين” المخصص لهذه الإجراءات، وهو ما يفتح الباب أمام حصر الالتزامات تمهيدًا لإتمام عملية **تصفية مستشفى سعد التخصصي** بشكل منظم.
حجم الديون المعلنة التي أدت إلى تصفية مستشفى سعد التخصصي
كشفت الوثائق الرسمية الصادرة عن المحكمة حجم الالتزامات المالية الهائلة التي كانت سبباً رئيسياً في الوصول إلى قرار التصفية، حيث بلغ إجمالي الديون المستحقة على المستشفى قرابة 681 مليون ريال سعودي، وهو رقم ضخم يعكس عمق الأزمة التي مرت بها الشركة، ويمكن تفصيل هذا المبلغ إلى عدة بنود رئيسية توضح طبيعة هذه الديون؛ مما يؤكد أن قرار **تصفية مستشفى سعد التخصصي** جاء نتيجة لتراكمات مالية كبيرة لم يعد من الممكن تسويتها.
- مبلغ 516.7 مليون ريال يمثل الديون الواردة ضمن قائمة المطالبات الرسمية المقدمة.
- مبلغ 104.4 مليون ريال يمثل ديونًا أخرى متنوعة لم يتم تصنيفها في القائمة الرئيسية.
- مبلغ 59.8 مليون ريال يمثل الديون المتأخرة التي لم تُقدم إلى أمين الإفلاس في الوقت المحدد.
من هو معن الصانع وما علاقته بإعلان تصفية مستشفى سعد التخصصي؟
يُعد معن بن عبد الواحد الصانع، رجل الأعمال المنحدر من محافظة الأحساء، الشخصية المحورية خلف هذه الإمبراطورية الاقتصادية المنهارة، فهو مؤسس مجموعة سعد القابضة التي امتدت أنشطتها لتشمل قطاعات حيوية مثل التمويل والمقاولات والرعاية الصحية والعقارات، وقد وصل الصانع إلى قمة نجاحه عندما أدرجته مجلة فوربس ضمن قائمة أغنى رجال العالم في عام 2007، إلا أن الأزمة المالية العالمية في عام 2009 كانت بداية النهاية لمجموعته، لتتوالى بعدها الأحداث التي أدت إلى القبض عليه في عام 2017 على خلفية قضايا مالية ضخمة، ومنذ ذلك الحين بدأت عملية تفكيك أصوله التي شملت **تصفية مستشفى سعد التخصصي** الذي كان يوماً ما جوهرة استثماراته في القطاع الصحي، وبذلك ارتبط مصير هذا الصرح الطبي ارتباطًا وثيقًا بمسيرة مؤسسه المالية المضطربة، وصولًا إلى قرار **تصفية مستشفى سعد التخصصي** الذي يمثل خاتمة هذا المسار.
يطوي هذا الحكم القضائي صفحة مهمة في قصة مجموعة سعد التي كانت واحدة من كبرى المجموعات الاستثمارية في منطقة الخليج، لتبدأ مرحلة جديدة يتابعها الدائنون والمراقبون الاقتصاديون عن كثب، حيث إن إجراءات تصفية مستشفى سعد التخصصي قد تكشف عن المزيد من التفاصيل حول واحدة من أكثر القضايا المالية إثارة للجدل في المملكة خلال العقد الأخير.