سعر الذهب يرتفع بوتيرة متسارعة محققاً نمواً يتجاوز سبعين بالمئة خلال العام الجاري؛ وهو ما يمثل أكبر قفزة سنوية يسجلها المعدن الأصفر منذ نهاية السبعينيات؛ حيث يعود هذا الانتعاش القوي إلى تزايد الاعتماد على الأصول الآمنة في ظل الاضطرابات الاقتصادية؛ مع ترقب الأسواق لسياسات نقدية أمريكية جديدة تهدف إلى تقليص تكاليف الاقتراض قريباً.
العوامل المؤثرة في تحركات سعر الذهب الحالية
تتداخل مجموعة من المعطيات الاقتصادية لتشكيل مشهد الصعود الراهن؛ إذ لعبت البنوك المركزية دوراً محورياً عبر تكثيف عمليات الشراء المباشرة لتعزيز احتياطياتها النقدية؛ بالتزامن مع رغبة دولية في تقليل الاعتماد على العملة الأمريكية كوسيلة وحيدة للتبادل التجاري؛ وقد أدى تدفق رؤوس الأموال الضخمة نحو صناديق المؤشرات المتداولة إلى زيادة الضغط الشرائي وتثبيت سعر الذهب فوق مستويات تاريخية غير مسبوقة؛ مما جعل المتداولين يراهنون على استمرار هذا الزخم نتيجة التوقعات بخفض الفائدة مرتين خلال الأشهر المقبلة.
أداء سعر الذهب مقارنة بالأصول الاستثمارية
تشير البيانات التحليلية إلى أن المعدن النفيس تفوق على العديد من القنوات الاستثمارية التقليدية خلال هذه الدورة؛ ويمكن توضيح بعض ملامح الأداء من خلال الجدول التالي:
| المؤشر الاقتصادي | التأثير على المعدن الأصفر |
|---|---|
| مشتريات البنوك المركزية | دعم مستويات الطلب طويلة الأجل |
| سياسة الاحتياطي الفيدرالي | تحفيز الارتفاع مع تراجع الدولار |
| التوترات الجيوسياسية | تعزيز مكانة الأصول الآمنة عالمياً |
أسباب الارتباط بين سعر الذهب والمناخ العام
يرتبط نمو قيمة المعدن النفيس بمجموعة من الدوافع التي تجذب المستثمرين والمضاربين على حد سواء؛ لا سيما في فترات العطلات والتقلبات الموسمية التي تشهد عادة سيولة ضيقة؛ ويمكن تلخيص هذه الدوافع في النقاط التالية:
- التحوط ضد التضخم الذي يلتهم القوة الشرائية للعملات الورقية.
- تزايد وتيرة المضاربة مع اقتراب فترات الأعياد ونهاية السنة المالية.
- حماية المحافظ الاستثمارية من التقلبات المفاجئة في أسواق الأسهم.
- استباق قرارات خفض الفائدة التي تزيد من جاذبية الأصول غير العائدة.
- الهروب من التوترات السياسية والأمنية التي تسيطر على الساحة الدولية.
إن نقص السيولة في الأسواق المالية خلال الأسابيع الأخيرة ساعد في تضخيم التحركات السعرية بشكل ملحوظ؛ ورغم هذه التذبذبات اللحظية فإن التوجه العام يشير إلى رغبة شرائية مستمرة تدعم بقاء سعر الذهب عند مستويات مرتفعة؛ حيث ترجح التحليلات الفنية إمكانية وصول الأونصة إلى مستويات قياسية جديدة تقترب من خمسة آلاف دولار خلال العام القادم.