الإنفلونزا الخارقة باتت تتصدر واجهة الأحداث الصحية العالمية بعد التحذيرات الرسمية التي أطلقتها الحكومة البريطانية نتيجة تصاعد معدلات الإصابة بشكل غير مسبوق؛ حيث سجلت المستشفيات في العاصمة الإنجليزية زيادة حادة في أعداد المحتجزين لتلقي العلاج مقارنة بمعدلات العام الماضي، وقد أشار مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها إلى رصد ملايين الحالات مما يضع الأنظمة الصحية أمام تحدٍ معقد لمواجهة تداعيات هذا الفيروس وانتشاره الواسع بين الفئات العمرية المختلفة.
خطر سلالات الإنفلونزا الخارقة في الشتاء
تشير التقارير الطبية إلى أن السلالة الفرعية المعروفة باسم كيه تمثل المتحور الأحدث الذي يهيمن على المشهد الوبائي الحالي؛ وهي تتبع فصيلة فيروسات النمط إيه وتحديدا النوع إتش 3 إن 2 الذي يتسم بقدرة كبيرة على التطور. وتبرز خطورة هذه السلالات في كونها تسببت في أكثر من نصف مجموع الإصابات المسجلة في مناطق واسعة خلال الأسابيع الماضية؛ مما دفع الخبراء لمراقبة سلوك الإنفلونزا الخارقة وقياس مدى تأثيرها على المناعة العامة للمجتمعات، خاصة مع تزامن هذا الانتشار مع برودة الطقس التي تزيد من فرص انتقال العدوى بين الأفراد بسرعة فائقة تتجاوز الأنماط التقليدية المعتادة في المواسم السابقة.
العلامات الشائعة المرتبطة بحالات الإنفلونزا الخارقة
تتنوع المظاهر السريرية التي تظهر على المصابين بهذا المرض؛ حيث يلاحظ الأطباء أن الأعراض تتسم بالحدة والمفاجأة في الظهور دون مقدمات تدريجية واضحة؛ ويمكن حصر أبرز العلامات التي تم رصدها لدى المرضى في القائمة التالية:
- الارتفاع المفاجئ والكبير في درجات حرارة الجسم.
- الشعور بالإعياء الشديد وفقدان الطاقة البدنية.
- آلام مبرحة في العضلات والمفاصل في مختلف أنحاء الجسد.
- التهابات واحتقان شديد في منطقة الحلق والصدر.
- نوبات من القشعريرة وسيلان الأنف المستمر.
- اضطرابات في الجهاز الهضمي تشمل القيء أو الإسهال عند البعض.
مضاعفات محتملة بفعل الإنفلونزا الخارقة
على الرغم من تشابه الأعراض في بدايتها مع نزلات البرد العادية؛ إلا أن الأطباء في بريطانيا يحذرون من التهاون نظرا لقدرة الإنفلونزا الخارقة على التسبب في أضرار جسيمة للأجهزة الحيوية. وتتمثل هذه المخاطر في التطور السريع للالتهابات التي قد تصل إلى الرئتين أو تتسبب في فشل وظائف الكلى والجهاز التنفسي؛ والجدول التالي يوضح الفوارق النوعية للمضاعفات:
| مستوى الخطورة | نوع المضاعفات الصحية |
|---|---|
| مضاعفات متوسطة | التهاب الجيوب الأنفية وعدوى الأذن الوسطى |
| مضاعفات شديدة | التهاب الرئة الحاد وتضرر أنسجة عضلات القلب |
| مضاعفات حرجة | فشل الأعضاء المتعدد أو الوفاة في الحالات المتأخرة |
تستدعي مراقبة انتشار عدوى الإنفلونزا الخارقة يقظة طبية مستمرة لتفادي تكرار الأزمات الصحية الكبرى؛ خاصة في ظل التقارير التي تربط بين هذا المتحور وبين حالات التهاب الدماغ والأنسجة العضلية العميقة. ويبقى الالتزام بالإجراءات الوقائية والتشخيص المبكر هو السبيل الوحيد للحد من تدهور الحالات الصحية وضمان عدم تحول الإصابة العابرة إلى خطر يهدد الحياة.