سعر الذهب العالمي كسر حاجز التوقعات بوصوله إلى مستويات قياسية غير مسبوقة مدفوعا بموجة من التحولات الاقتصادية الكبرى التي اجتاحت الأسواق الدولية؛ حيث يرى المحللون أن هذا الارتفاع يعكس رغبة المؤسسات المالية في تأمين محافظها الاستثمارية ضد تقلبات العملات وتأثيرات الصراعات السياسية العالمية؛ الأمر الذي جعل الذهب يتصدر المشهد كأداة وحيدة قادرة على امتصاص الصدمات المالية الراهنة وسط ترقب لما ستسفر عنه السياسات النقدية الدولية في الأعوام المقبلة.
أسباب تجاوز سعر الذهب العالمي حاجز المقاومة النفسي
تضافرت مجموعة من العوامل التقنية والأساسية لتدفع بمؤشرات المعدن الأصفر إلى تخطي مستوى 4500 دولار للأونصة؛ إذ ساهم الزخم الصاعد المستمر في تعزيز ثقة المضاربين للدخول في صفقات شراء مكثفة رغم وصول مؤشر القوة النسبية إلى مستويات التشبع؛ كما أن التوقعات التي تشير إلى اتجاه البنك الفيدرالي الأمريكي نحو خفض أسعار الفائدة بشكل تدريجي حتى عام 2026 منحت سعر الذهب العالمي دفعة قوية للاستقرار فوق القمم السعرية الجديدة؛ خاصة مع تزايد الطلب الفعلي من قبل البنوك المركزية التي تسعى لتنويع احتياطياتها بعيدا عن الأصول الورقية التقليدية التي تأثرت بظروف التضخم العالمي.
تأثيرات سعر الذهب العالمي على الأسواق المحلية
انعكست القفزة في البورصات الدولية مباشرة على أسعار الصرف والتداول في الأسواق المحلية والمتاجر؛ حيث سجلت الأعيرة المختلفة مستويات تاريخية تتناسب مع قيمة الأونصة العالمية؛ ويمكن توضيح آخر تحديثات الأسعار المسجلة في الجدول التالي:
| نوع العيار أو المنتج | السعر المسجل (بالعملة المحلية) |
|---|---|
| جرام الذهب عيار 24 | 6822 جنيها |
| جرام الذهب عيار 18 | 5108 جنيها |
| سعر الجنيه الذهب | 47760 جنيها |
| سعر الأونصة عالميا | 4526 دولار |
ارتباط سعر الذهب العالمي بمواسم العطلات والمضاربة
يتزامن الارتفاع الحالي مع اقتراب نهاية العام الميلادي وبدء فترات الأعياد التي تشهد عادة تغيرات في أنماط السيولة النقدية؛ حيث تتحول المعادن النفيسة في هذه الفترة إلى ملاذ للمضاربات السريعة التي تستهدف الاستفادة من قلة أحجام التداول في بعض البورصات؛ وتتسم هذه المرحلة بعدة ملامح بارزة:
- تحوط المستثمرين من المخاطر الجيوسياسية المتصاعدة في مناطق النزاع العالمية.
- زيادة الإقبال على شراء الذهب الفعلي والسبائك كادخار طويل الأجل.
- ربط المحافظ الاستثمارية الكبيرة بأسعار المعادن لتقليل نسب المخاطرة.
- تأثر الأسعار بتصريحات صناع القرار حول التوجهات الضريبية والتجارية القادمة.
- تراجع الجاذبية الاستثمارية للسندات مقابل صعود بريق المعدن الأصفر.
تظل حركة سعر الذهب العالمي مرتبطة ارتباطا وثيقا بتطورات المشهد السياسي على الساحة الدولية؛ فرغم بلوغ الأسعار مستويات فنية مرتفعة؛ إلا أن غياب بوادر التهدئة في الملفات التجارية العالقة يفتح الباب أمام استمرار حالة التفاؤل لدى المشترين؛ مما يجعل مراقبة مستويات الدعم الحالية أمرا حيويا لتحديد الوجهة القادمة للمعدن الأصفر في تداولات الفترة المقبلة.