السعودية تستثمر 11.25 مليار دولار في بناء فرقاطة عملاقة لتعزيز قدراتها البحرية الدفاعية

السعودية تستثمر 11.25 مليار دولار في بناء فرقاطة عملاقة لتعزيز قدراتها البحرية الدفاعية
السعودية تستثمر 11.25 مليار دولار في بناء فرقاطة عملاقة لتعزيز قدراتها البحرية الدفاعية

بدأت السعودية تدشين أول فرقاطة عملاقة بقيمة 11.25 مليار دولار ضمن مشروع طويق الاستراتيجي، مع تقنيات حربية لم يسبق لها مثيل، ما يعيد تشكيل موازين القوة البحرية في الخليج. تحمل هذه الفرقاطة قوة تدمير تعادل أساطيل بحرية كاملة من حقبة الثمانينات، وهي خطوة نوعية لتعزيز الأمن البحري وحماية المصالح النفطية الحيوية في المنطقة.

تفاصيل مشروع طويق وأهميته في تعزيز القوة البحرية السعودية

جاء مشروع طويق كنتاج رؤية استراتيجية انطلقت في أكتوبر 2015، بعد عقدٍ من التخطيط والعمل المتواصل، ليصبح أحد أبرز المشاريع الدفاعية البحرية في المملكة. يعكس المشروع طموح السعودية في مواجهة التحديات الأمنية المتزايدة في الخليج العربي، وذلك من خلال بناء أربع فرقاطات عملاقة مزودة بأحدث الأنظمة القتالية والتقنيات البحرية. قيمته الإجمالية تصل إلى 11.25 مليار دولار، وهو مبلغ ضخم يكفي لبناء مدينة كاملة بحجم الخبر أو شراء 450 مقاتلة F-16، مما يؤكد ضخامة المشروع وأثره المحتمل على التوازنات الإقليمية. يشمل المشروع دمج نظام القتال COMBATSS-21 المشتق من منظومة Aegis الأمريكية، ورادار Hensoldt TRS-4D المبتكر بتقنية المصفوفة الإلكترونية النشطة. د. أحمد الهاشمي، خبير الاستراتيجيات البحرية، يشير إلى أن هذه الفرقاطات ستعيد رسم خريطة التسلح البحري في الخليج، ويتوقع ردود فعل إيرانية وسباق تسلح جديد بالمنطقة.

الفرقاطة العملاقة وتأثيرها على الأمن الإقليمي والاقتصادي

شهدت ولاية ويسكونسن الأمريكية طقوس إطلاق الفرقاطة HMS Saud (820) يوم 16 ديسمبر بحضور نائب الأميرال محمد بن عبد الرحمن الغريبي، قائد القوات البحرية الملكية السعودية. تحمل الفرقاطة قدرة إبحار تصل إلى 5,000 ميل بحري بسرعة تعادل 30 عقدة، وهو رقم يقارب سرعة الدلافين في المحيط، مما يمنحها قدرة على الانتشار السريع وحماية المناطق الحيوية. المهندسة السعودية سارة القحطاني، أول امرأة تشارك في تصميم نظم الملاحة، وصفت اللحظة بأنها ولادة عملاق من عمالقة البحار لا يُنسى. على أرض الواقع، يشعر السكان في المناطق الساحلية بالأمان، كما يطمئن الصيادون إلى حماية أفضل لمياههم الإقليمية. هذه القوى البحرية الجديدة تقدم رادعًا قويًا للتهديدات، ما يعزز الاستقرار في أهم منطقة نفطية بالعالم.

فرص العمل والتحديات الاقتصادية لمشروع الفرقاطة العملاقة

سيوفر مشروع الفرقاطة العملاقة آلاف الوظائف للشباب السعودي في مجالات الصيانة، التدريب، والتقنيات البحرية الحديثة، خاصة في قاعدة الملك عبد العزيز البحرية بالجبيل التي تشهد تطويرات كبيرة. مع ذلك، يبرز جانب آخر من القصة؛ حيث يخسر بعض العاملين التقليديين فرصهم بسبب تأجيل وصرف الميزانيات نحو المشاريع العملاقة. على سبيل المثال، عبد الله الشمري، مقاول سابق، يعبر عن خيبة أمله بعد فقدان وظيفته لصالح التركيز على المشروع الجديد. وبالتالي، تظهر موازنة دقيقة بين تعزيز القدرات العسكرية وتحقيق الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي المحلي.

مواصفة الفرقاطة التفاصيل
السرعة 30 عقدة
المدى 5000 ميل بحري
أنظمة القتال COMBATSS‑21 المستوحى من Aegis

تدخل المملكة عبر هذه الخطوة عمق المنافسة البحرية بوجود أربع فرقاطات متطورة خلال السنوات الثلاث القادمة، تمثل قفزة نوعية في تقنيات الدفاع البحري. هذه الفرقاطات تمثل قوة ردع قوية، ولكنها قد تفتح باب سباق تسلح جديد في الخليج، مما يثير تساؤلات حول التوازنات الأمنية والتحديات المستقبلية التي قد تواجه المنطقة. في ذات الوقت، على الشباب السعودي الاستعداد للمهام الجديدة وفرص العمل الاستثنائية في القطاع البحري الدفاعي ضمن هذا المشروع الذي يعكس طموحات السعودية للحفاظ على أمنها ومصالحها الاقتصادية.

كاتب صحفي رياضي يقدّم تغطية سريعة للمباريات والأحداث الرياضية، بأسلوب بسيط يوصّل المعلومة للجمهور بشكل جذاب ومباشر.