بعد مرور خمسة وعشرين عاماً، كشف المخرج محمد النقلي عن تفاصيل صادمة تخص مسلسل “عائلة الحاج متولي” إذ اعترف بأن النهاية التي شاهدها الجمهور لم تكن الحقيقة الكاملة نتيجة تدخلات حكومية أجبرته على تغييرها، ما يفتح جدلاً واسعاً حول الرقابة التي تؤثر على الإبداع في الدراما المصرية ويطرح تساؤلات عن مدى مصداقية الأعمال الفنية التي نحبها.
محمد النقلي يكشف سر تغيير نهاية مسلسل “عائلة الحاج متولي”
في مفاجأة هزت متابعي الدراما المصرية، أكد المخرج محمد النقلي خلال مداخلة هاتفية في برنامج “ET بالعربي” أن نهاية مسلسل “عائلة الحاج متولي” لم تُعرض كما كان يخطط لها أصلاً؛ فالحكومة فرضت عليه تعديلها استجابة لتوجيهات رسمية خاصة بمحتوى العمل المتعلق بتعدد الزوجات، وهو الموضوع الذي اعتُبر حساساً في ذلك الوقت؛ ما دفعه إلى اعتماد نهاية بديلة تختلف كلياً عن رؤيته الفنية الخاصة التي كانت تميل إلى تحويل الأحداث إلى حلم. هذا التصريح جاء بعد ربع قرن من الصمت؛ مما أحدث صدمة كبيرة لدى جمهور المسلسل الذي اعتبر هذه النهاية هي الحقيقة المطلقة، وهو ما دفع أحمد المتولي، أحد المهتمين بالمسلسل، إلى التعبير عن شعوره بالخداع بعد سنوات طويلة من المشاهدة، معبراً عن تساؤله كيف يمكن أن تظل الحقيقة مخفية طوال هذه الفترة.
أثر الرقابة على الإبداع في الدراما المصرية كما يكشفها مسلسل “عائلة الحاج متولي”
شهد مسلسل “عائلة الحاج متولي”، الذي عُرض للمرة الأولى في نوفمبر 2001 وشارك فيه عدد كبير من النجوم مثل ماجدة زكي وغادة عبدالرزاق وسمية الخشاب، لحظات من التوتر الشديد خلال التصوير خصوصاً بسبب التشديد على المحتوى وتدخل الجهات الرقابية التي أثرت على تكلفة الحرية الفنية بين صناع العمل. ويؤكد د. أشرف زكي، ناقد الدراما، أن الكشف الأخير عن تعديل النهاية يسلط الضوء على حقيقة مريرة مفادها أن العديد من الأعمال الدرامية المفضلة تعرضت إلى تدخلات مماثلة؛ حيث تم إجبار المخرج محمد النقلي على تعديل النهاية من كونها حلمًا تختتم به الأحداث، إلى نصيحة قدمها نور الشريف لابنه مصطفى شعبان تعكس اتفاقاً مع القيود التي فرضتها الجهات المختصة. من ناحية أخرى، يعيد هذا الموقف فتح باب النقاش حول سلبيات وأبعاد الرقابة على فنون الإبداع في مصر وكيف أن ذلك يحد من التعبير الفني الحقيقي.
تداعيات الكشف عن حقيقة نهاية “عائلة الحاج متولي” وضرورة إعادة النظر في الرقابة الفنية
يُعد هذا الكشف خطوة جريئة تطرح تساؤلات عميقة حول مصداقية الأعمال الدرامية التي نشأنا عليها، عادت ذكريات كواليس التصوير في ذهن محمود الشناوي، مساعد المخرج، حيث وصف التوتر والتوجس الذي كان يعمّ الاستوديو بسبب الأجواء غير المريحة المعروفة لدى المبدعين في مواجهة ضغط الرقابة، موضحاً أن الجميع كان يدرك أن هناك أمراً غير طبيعي يؤثر خلف الكواليس. وفي ظل هذه الحقائق، تؤكد د. سامية النقاش، أستاذة النقد الفني، أن هذا الوقت يشكل فرصة مناسبة لبدء حوار مجتمعي وطني علني يتناول حدود الرقابة على الفن مقابل حرية الإبداع والإفصاح عن الرؤى الفنية الحقيقية، حيث يشدد معظم المتابعين على ضرورة الحفاظ على الفن نابضاً بالحقيقة ومعبراً عن رؤية أصيلة لمبدعيه وعلى عدم السماح لأي جهة أن تسلب الفنانين حقهم في التعبير. ولتوضيح عناصر القضية، يمكننا سرد أهم النقاط في الجدول التالي:
| العنصر | التفصيل |
|---|---|
| التدخل الحكومي | فرض تعديل نهاية المسلسل بسبب حساسية موضوع تعدد الزوجات |
| نهاية العمل الأصلية | تحويل الأحداث إلى حلم وفق رؤية المخرج محمد النقلي |
| النهاية المعروضة | نصيحة نور الشريف لابنه مصطفى شعبان بدلاً من النهاية الحلم |
| ردود الفعل | صدمة الجمهور وتعبير المعجبين عن شعورهم بالخداع |
| آراء النقاد | دعوة لحوار مجتمعي حول حدود الرقابة والحرية الإبداعية |
- مسلسل “عائلة الحاج متولي” يعكس الواقع المعقد الذي يعاني منه الإبداع بسبب الرقابة
- تدخلات رسمية يمكن أن تغير الرؤية الفنية للأعمال الدرامية بشكل جذري
- ضرورة وجود نقاش ووعي مجتمعي بفكرة حرية التعبير الفني ومخاطر الرقابة المتشددة
بعد هذا الإعلان المفاجئ، يعود التساؤل الجوهري حول كم من الأعمال الفنية التي نرثها قد خضعت لتعديلات أو تغييرات مخفية نقلتنا عن الرؤية الأصلية لمبدعيها وهل سيكشف المستقبل عن مزيد من الأسرار التي قد تغير منظورنا نحو تراثنا الفني الذي طالما اعتبرناه مقدساً ومتجرداً من التدخلات؟
