الضباب السام الذي يخنق سكان كاليفورنيا اليوم تحول من ظاهرة طبيعية إلى أزمة صحية حادة تؤثر على حياة ملايين الأشخاص هناك، خاصة في وادي كاليفورنيا الأوسط، حيث امتدت سحب الضباب الإشعاعي عبر أكثر من عشرين مقاطعة لمسافة تزيد عن 400 ميل، مصحوبة بأعراض صحية مزعجة وغير معتادة بين السكان الذين بدأوا يشكون من مضاعفات صحية متعددة.
تفشي الضباب السام في كاليفورنيا وتأثيراته الصحية
موجة انتشار الضباب السام في كاليفورنيا بدأت منذ أسابيع بعدما ظهر الضباب الإشعاعي بشكل كثيف في وادي كاليفورنيا الأوسط، حيث كان في البداية يشبه الضباب العادي إلا أنه سرعان ما تسبب في ظهور أعراض صحية غريبة بين السكان، من بينها السعال الشديد واحتقان مزمن في الجهاز التنفسي؛ إذ أكد جيرالد ديبرالانتا، أحد سكان مدينة تراسي، تعرضه هو وعائلته لمشكلات تنفسية حادة استمرت لأكثر من أسبوع مع ظهور طبقة بيضاء غريبة على السيارات والأسطح، كما انتشرت تسجيلات فيديو وشهادات متعددة عبر منصات التواصل الاجتماعي تظهر معاناة آخرين من آلام صداع مستمرة، وزيادة حدة الإكزيما، وآلام في الصدر غير مسبوقة.
الضباب السام: ما هو الضباب الإشعاعي وأسباب تكونه؟
الضباب الإشعاعي، المعروف أيضًا باسم “ضباب تول”، هو ظاهرة تنشأ نتيجة برودة الأرض المفاجئة بعد غروب الشمس، حيث يتسبب الانقلاب الحراري في احتجاز طبقة هوائية دافئة فوق طبقة من الهواء البارد المصحوب بالضباب، مما يحبس الملوثات الهوائية مثل عوادم السيارات وأبخرة المصانع وغبار المزارع داخل هذه الطبقة؛ وبالتالي يصبح الهواء ملوثًا وخطيرًا على الصحة. تتسلل الجسيمات الدقيقة PM2.5 إلى الرئتين وتصل إلى مجرى الدم، مسببة تهيجًا حادًا للجهاز التنفسي وزيادة في معدلات الإصابة بالربو، فضلاً عن أن هذا الضباب الكثيف لا يشكل خطراً صحياً فقط بل يؤدي أيضًا إلى حوادث سير مروعة بسبب انخفاض الرؤية؛ فقد تسبب حادث ضباب عام 2007 في تصادم 108 مركبات وإغلاق الطريق السريع 99 لساعات طويلة.
تداعيات الضباب السام على حياة سكان كاليفورنيا وانتظار حل للظاهرة
في بداية هذا العام، تسبب الضباب السام في وقوع حادث مروري كبير بإصابة العديد من السائقين ومقتل اثنين منهم، وتهديد سلامة السكان يستمر حتى الآن مع استمرار وجود طبقة الانقلاب الحراري التي تمنع اختلاط الغلاف الجوي، ويفقد سكان وادي كاليفورنيا الأوسط الأمل في انحسار هذه الظاهرة سريعًا. تتعلق الأزمة بكيفية التكيف مع تأثيرات الضباب السام الذي يتكرر ويؤلم الجميع بما في ذلك كبار السن والأطفال والمرضى المزمنين، حيث يستمر الضباب في التأثير على جودة الحياة والرؤية وسلامة الطرق، ودفع الأوساط الطبية والبيئية إلى التحذير من خطورته وتأثيراته السلبية الممتدة.
- الضباب السام يغطّي مساحات واسعة من كاليفورنيا ويصيب أكثر من 20 مقاطعة
- الضباب الإشعاعي يتكوّن بسبب الانقلاب الحراري وتراكم الملوثات داخل طبقات الهواء
- التعرض المستمر للجسيمات الدقيقة يزيد أمراض الجهاز التنفسي ويؤدي إلى حوادث سير خطرة
- الأمل معقود على اختفاء الطبقة الحرارية لتحسين جودة الهواء وسلامة السكان