مذنب يشع بلون أخضر غامق يكشف العلماء سبب تغير لونه قبل اختفائه نهائياً

مذنب يشع بلون أخضر غامق يكشف العلماء سبب تغير لونه قبل اختفائه نهائياً
مذنب يشع بلون أخضر غامق يكشف العلماء سبب تغير لونه قبل اختفائه نهائياً

مذنب “3 آي/أطلس” الأخضر الغامض من خارج نظامنا الشمسي يثير اعجاب العلماء والهواة على حد سواء، إذ يشكل هذا الزائر النادر فرصة ذهبية لدراسة ظاهرة هالة مضيئة لم يشهدها البشر إلا ثلاث مرات في تاريخهم؛ أسرّاعه التي تصل إلى 40 كيلومتر في الثانية تجعل نافذة رصده ضيقة للغاية، وقد تكون هذه اللحظات الأخيرة التي يشاهد فيها هذا الجمال الكوني قبل اختفائه.

مذنب 3 آي/أطلس الأخضر الغامض: كيف التقط العلماء ألوانه المتغيرة؟

بعد اختفائه لفترة خلف وهج الشمس، عاد المذنب ليظهر بوهج أخضر هادئ التقطه تلسكوب “جيمني نورث” في هاواي باستخدام أربع مرشحات لونية متطورة؛ هذا الإنجاز جعل د. سارة النجمي تفخر بقوله: “تمكنا من التقاط أوضح صورة للمذنب رغم الصعوبات الكبيرة في رؤيته، مما يضع بلادنا في صدارة المشهد العلمي”. من جانبه، روى علي المراقب، المصور الفلكي الهاوي، ارتباكه حين شاهد اللون الأخضر؛ إذ ظن في البداية أن هناك خللاً بكاميرته، لكن الحقيقة كانت أكثر إثارةً؛ حيث يكشف هذا اللون عن بصمة كيميائية نادرة تكشف أسرار تشكل الكواكب وجوها.

التحولات اللونية للمذنب الأخضر وسبب شكله الكيميائي الفريد

الوهج الأخضر الذي يحيط بالمذنب ليس مجرد ظاهرة بصرية، بل هو نتيجة انبعاث الكربون ثنائي الذرة، الذي يتبخر بفعل حرارة الشمس؛ وقد كشف تقرير رسمي للمرصد أن الذرات تحت تأثير التسخين تعطي هذه البصمة اللونية، بينما أظهرت صور سابقة ميلاً للون الأحمر؛ ما يعني أن المزاج اللوني للمذنب يتغير كإشارات مرور كونية تفضح حالته الكيميائية المتبدلة. يوضح د. محمد الكوني، المختص بالأجرام بين النجمية، أن المذنب في جوهره يحتوي على أسرار تشكل الكواكب حول النجوم البعيدة، ويمكن اعتباره كتابًا مفتوحًا لفهم الكون. هذه التحولات اللونية تعكس تفاصيل دقيقة عن التفاعلات الكيميائية التي يشهدها المذنب أثناء مروره بالقرب من الشمس.

مذنب 3 آي/أطلس الأخضر ومستقبل دراسة الأجرام بين النجمية

رغم جماله وسحره، يحمل هذا المذنب رسالة قاسية؛ فهو زائر لا يعود، مثل ضيف يزورنا مرة واحدة في العمر، ثم يرحل للأبد. يعبر د. أحمد الفلكي من القاهرة عن ألم الملايين قائلاً: “صعوبة تقبل فكرة أن هذا المشهد قد لا يتكرر في حياتنا تجعل هذه اللحظة مميزة أكثر”. من ناحية أخرى، يشير تحليق نواة المذنب الصغيرة التي لا تتجاوز حجم جبل، لكن لهالة مضيئة بحجم قارة، إلى ضرورة تفعيل فضولنا العلمي لتعزيز مستقبل الأجيال القادمة بالعلم والمعرفة. هذه الفرصة النادرة قد تلهم جيلًا جديدًا من العلماء العرب، وتجعلنا ننظر إلى السماء بأمل يتجاوز صراعاتنا اليومية.

  • سرعة المذنب 3 آي/أطلس تصل إلى 40 كيلومتر في الثانية
  • اللون الأخضر ناتج عن تبخر الكربون ثنائي الذرة بفعل التسخين الشمسي
  • تغيير لون المذنب من الأحمر إلى الأخضر يعكس تغيرات الكيمياء الفلكية
  • النافذة الزمنية لدراسة المذنب تتقلص مع مرور الوقت
  • عودة المذنب بعد اختفاء خلف وهج الشمس مع هالة خضراء واضحة
الخاصية القيمة
سرعة المذنب 40 كيلومتر في الثانية
لون الهالة أخضر متغير بين الأحمر والأخضر
حجم نواة المذنب أصغر من جبل

يحمل المذنب الأخضر من خارج المجرة رسالة واضحة للعالم بأن الكون يحفل بالعجائب التي تنتظر من يكتشفها، وأن العلم هو المفتاح الرئيسي لفهم هذه الظواهر الغامضة؛ وبالرغم من قرب لحظة اختفاء هذا الزائر الكوني في ظلال الفضاء الواسع، يظل الأمل في حمل شعلة الفضول العلمي متقدًا لدى الجميع للاستثمار في تعليم الأجيال القادمة للنظر إلى السماء والاستمتاع بجمال النجوم وأسرارها بدلاً من الانشغال بالشاشات؛ انظروا للسماء الليلة فقد تكون هذه الفرصة الأجمل والأخيرة لرؤية ذلك المشهد الأخضر الساحر في الأفق.

كاتب صحفي رياضي يقدّم تغطية سريعة للمباريات والأحداث الرياضية، بأسلوب بسيط يوصّل المعلومة للجمهور بشكل جذاب ومباشر.