الارتفاع الهائل في أسعار الذهب والفضة هذا العام جعل من المعادن النفيسة محط أنظار المستثمرين والمواطنين على حد سواء، حيث سجل الذهب زيادة مذهلة بنسبة 64%، بينما حققت الفضة نموًا غير مسبوق بنسبة 115%، مع وصول أسعار الذهب إلى مستويات تاريخية لم تشهدها الأسواق منذ عقود. هذه الطفرة القيمة غيرت قواعد الاستثمار، وأثارت تساؤلات هامة حول مستقبل المعادن النفيسة في ظل التحديات الاقتصادية الراهنة.
لماذا تشهد المعادن النفيسة قفزة استثنائية في الأسعار هذا العام؟
ارتفع الذهب في سوق المعاملات الفورية بنسبة 0.6% ليصل لسعر قياسي عند 4328.73 دولاراً للأونصة، مدعوماً بانخفاض عوائد سندات الخزانة الأمريكية وقرار البنك الفدرالي بخفض أسعار الفائدة للمرة الثالثة خلال العام الجاري. كما وصلت العقود الآجلة للذهب إلى 4359.50 دولاراً، بينما ثبتت الفضة عند مستويات فوق 62 دولاراً للأونصة بعد أن سجلت رقماً تاريخياً عند 64.64 دولاراً قبل أيام. تكمن أسباب هذه القفزة في سلسلة من القرارات النقدية التوسعية التي اتخذها مجلس الاحتياطي الفدرالي الأمريكي، حيث خفض أسعار الفائدة ثلاث مرات بمعدل 25 نقطة أساس في كل مرة، وسط استمرار الضغوط التضخمية التي تعوق الاقتصاد، مما زاد من إقبال المستثمرين على المعادن النفيسة باعتبارها ملاذاً آمناً يحافظ على قيمة الأموال.
تأثير ارتفاع أسعار الذهب والفضة على المستثمرين والمواطنين
لم يقتصر تأثير ارتفاع أسعار الذهب والفضة على الأسواق المالية فقط، بل امتد ليشمل حياة الأفراد اليومية. في القاهرة، شهدت محلات الصاغة إقبالاً غير مسبوق على شراء المجوهرات، حيث عبّر سعد التاجر، صائغ معروف، عن دهشته بالقول إنه لم يرَ هذا الحجم من الطلب منذ عشرين عاماً. ارتفاع الأسعار جعل الكثير من الناس يعيدون النظر في أساليب الادخار، ويتحولون من العملة النقدية إلى اقتناء المعادن النفيسة لضمان حفظ القيمة. في المقابل، يعبر موظفون مثل أحمد المدخراتي في دبي عن ندمهم على عدم استثمارهم في الذهب، حيث فضلوا سندات حكومية ظناً منهم بأنها أكثر أماناً، ليترتب على ذلك خسارة فرصة تحقيق أرباح كبيرة. أما الفضة فتستفيد من انخفاض المخزونات وزيادة الطلب الصناعي، ولا سيما بعد تصنيفها من المعادن الحيوية الحرجة بالولايات المتحدة، مما يدعم استمرار ارتفاع أسعارها.
توقعات مستقبلية لمسيرة المعادن النفيسة مع استمرار التقلبات الاقتصادية
استمرار الذهب والفضة في تحقيق أسعار قياسية يعطي مؤشراً على توجه المعادن النفيسة للصعود مستقبلاً، خصوصاً مع انتظار البيانات الاقتصادية المهمة منها تقرير الوظائف غير الزراعية الأمريكي المقبل. يشير محللون مثل د. محمد الاقتصادي إلى أن أداء الذهب هذا العام هو الأفضل خلال العقد الأخير، وأن الاتجاه التصاعدي مستمر مدعوماً بالسياسات النقدية الحالية. ومع ذلك، يحذر خبراء السوق من بعض المخاطر المرتبطة بالتقلبات المحتملة، وينصحون المستثمرين بتنويع محافظهم الاستثمارية لتفادي تأثير التغييرات السريعة في الأسعار. هناك عوامل عدة تعزز من هذا التوقع، منها تخفيضات محتملة جديدة في أسعار الفائدة قد تدفع البطارية التصاعدية للمعادن النفيسة قدماً.
- السياسات النقدية التوسعية وخفض الفائدة.
- زيادة الطلب على المعادن كملاذ آمن.
- تأثير التضخم وعدم الاستقرار الاقتصادي.
- انخفاض مخزونات الفضة ودمجها في المعادن الحيوية.
| السعر الحالي للذهب (دولار للأونصة) | السعر الحالي للفضة (دولار للأونصة) |
|---|---|
| 4328.73 | 62.02 |
