التحول الوطني للساحات السعودية: تحويل موقع الإعدامات إلى متنفس آمن للأطفال

التحول الوطني للساحات السعودية: تحويل موقع الإعدامات إلى متنفس آمن للأطفال
التحول الوطني للساحات السعودية: تحويل موقع الإعدامات إلى متنفس آمن للأطفال

تحول مكان الإعدامات السعودية إلى جنة للأطفال يعد من أكثر التحولات الحضارية إثارة في تاريخ المملكة، حيث نقرأ اليوم كيف تحولت ساحة العدل في قلب الرياض من موقع شهد نحو 340 إعدامًا سنويًا إلى ملعب يعج بضحكات الأطفال خلال أقل من عقد واحد، وهو تحول اجتماعي تاريخي يعكس تغييرًا جذريًا وفق رؤية 2030 التي يقودها الأمير محمد بن سلمان

كيف تحولت ساحة العدل من موقع تنفيذ الإعدامات إلى ملاعب الأطفال؟

ساحة العدل، التي كان يُرتجف الناس من مجرد المرور بجوارها، كانت مسرحًا لإعدامات علنية مؤلمة، استخدمت فيها شبكة تصريف خاصة لسيلان الدماء، أما اليوم، فإن نفس الأرض التي شهدت مشاهد الرعب باتت مسرحًا لألعاب الأطفال الذين يلعبون الكرة بكل حرارة وفرح، بينما تتناغم أصوات الموسيقى وضحكات الزوار في المقاهي الفاخرة المحيطة. رفيق، العامل الآسيوي الذي قضى 15 عامًا يشهد هذا التغيير، يؤكد أن المشهد قبل سنوات كان يتمثل في إعدام الناس عقب صلاة الجمعة، فيما يؤكد يوسف الطفل السعودي البالغ من العمر 14 عامًا أنه لا يعي أي ذكرى مؤلمة للمكان، بل يراه ملعبًا طبيعيًا للعب أسبوعيًا مع أصدقائه

رؤية 2030 وتأثيرها في تحول مكان الإعدامات السعودية إلى مساحات عامة

جاء هذا التغيير الجذري ضمن رؤية 2030 الطموحة التي أطلقها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، والتي سعت إلى إنهاء الإعدامات العلنية التي كانت السعودية تحتل فيها المركز الثالث عالميًا بعد الصين وإيران، حيث تم تحويل هذه الإجراءات إلى داخل السجون منذ 2013. هنوف، فتاة ثلاثينية تتحدث عن تاريخ ساحة العدل بشكل فخور دون خجل، بينما تشرح الباحثة دعاء دهيني من المنظمة الأوروبية السعودية لحقوق الإنسان أن خطوات إنهاء الإعدامات العلنية جاءت دون تفسيرات رسمية، لكنها تتماشى مع سعي السعودية لتحسين صورة بلدها دوليًا

الحاضر المشرق للساحة والتحديات الحقوقية أمام التحول التاريخي

اليوم، تصير ساحة العدل المحاطة بالنخيل والنوافير نقطة تجمع للعائلات السعودية التي تأتي بأطفالها ليلعبوا ويمرحوا في موقع كان موطناً للرعب، بينما تسمر النساء حول نوافير المياه في مشهد من الحياة اليومية السلمية، ويجول رجال الأمن هناك ليس لحفظ النظام بسبب حكم إعدام بل لحماية الأطفال. سارة، مستثمرة فتحت مقهى يطل على الساحة، تشهد نموًا متزايدًا في الأرباح بفضل السياح الأجانب الذين يقصدون المكان لمشاهدة هذا التحول المذهل. ورغم هذه المكاسب الحضارية والاقتصادية، يظهر سؤال مهم في الساحة الحقوقية: هل يكفي تبديل وظيفة مكان الإعدامات إلى ملعب أطفال لمحو تاريخ الانتهاكات؟

  • التاريخ الدموي للساحة وكيف تغير استخدامها
  • رؤية 2030 ودورها في تطوير المشهد الاجتماعي والحقوقي
  • التحديات الحالية بين التحول الثقافي والحقوقي في المملكة

في ساحة العدل التي شهدت نزيفًا مؤلمًا، حافظت الأحقاب الحديثة على ذكرى الماضي عبر دمجها مع واقع جديد ينبض بالحياة؛ حيث صوت أطفال يلعبون وضحكات تترافق مع موسيقى خافتة. بين الاحتفالات والتحولات، تراهن السعودية على أن ذكريات الفرح التي تُحاك اليوم في هذا المكان أعمق وأقوى من صرخات الألم التي اجتاحت الساحة سابقًا، ويظل المستقبل مفتوحًا لتقييم مدى نجاح هذا الرهان الاجتماعي في رسم فصل جديد لماضي سعودي كان يُخلد بألوان قاتمة.

كاتب صحفي رياضي يقدّم تغطية سريعة للمباريات والأحداث الرياضية، بأسلوب بسيط يوصّل المعلومة للجمهور بشكل جذاب ومباشر.