نمو الاقتصاد الصيني 5.5% خلال 5 سنوات مع استثمارات 192 مليار دولار في الذكاء الصناعي وارتفاع متوسط العمر إلى 79 عاماً
خلال السنوات الخمس الماضية، شهدت الصين تقدمًا مذهلاً في مختلف المجالات الاقتصادية والتكنولوجية والاجتماعية، ما يعكس تطور ثاني أكبر اقتصاد في العالم. هذا التقدم شمل نموا اقتصاديًا متواصلًا بمعدل 5.5%، واستثمارات ضخمة، بالإضافة إلى تحسينات نوعية في جودة الحياة والتحديث التقني الذي جعل من سيارات ذاتية القيادة وروبوتات جزءًا من الواقع اليومي.
التطور الاقتصادي خلال 5 سنوات في ثاني أكبر اقتصاد عالمياً
خلال السنوات الخمس الأخيرة، نجحت الصين في الحفاظ على معدل نمو اقتصادي مستقر بنسبة 5.5%، مع توقع حجم اقتصاد يعادل 140 تريليون يوان (ما يقارب 19.4 تريليون دولار) خلال العام الحالي. الزيادة الاقتصادية التي شهدتها البلاد تجاوزت 35 تريليون يوان، متفوقة بذلك على اقتصاد ألمانيا بأكمله. وأدى ذلك إلى تجاوز نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي 13 ألف دولار أمريكي لعامين متتاليين، مع زيادة 25% مقارنة بعام 2020. الصين، باعتبارها أكبر وأهم مركز لتجارة السلع والثاني عالميًا في تجارة الخدمات، استثمرت 192.2 مليار دولار خارج حدودها العام الماضي، أي ما يعادل 11.9% من حجم الاستثمارات العالمية، ما عزز دورها كمصدر مستقر وموثوق لدفع عجلة النمو الاقتصادي العالمي.
الابتكار العلمي والتقني وتأثير سيارات ذاتية القيادة وروبوتات
تميّزت الصين بإنفاقها الكبير على البحث والتطوير الذي وصل للمرتبة الثانية عالميًا، حيث تصدرت البلاد في عدد طلبات براءات الاختراع ومراكز التكنولوجيا وعدد الباحثين والمقالات الأكاديمية ذات التأثير، مما رفع ترتيبها في “مؤشر الابتكار العالمي” من المركز الرابع عشر إلى العاشر خلال السنوات الخمس الماضية. تجلى الابتكار في مشاريع مذهلة مثل بناء محطة “تيانقونج” الفضائية وجمع عينات من الجانب البعيد للقمر للمرة الأولى في التاريخ. كما أصبحت السيارات ذاتية القيادة والروبوتات التي تصور مستقبل الخيال العلمي حقيقة متداولة في المدن الصينية، إضافة إلى نظارات الواقع المعزز التي تفهم لغات متعددة، وهو ما يعكس مدى التقدم التكنولوجي في الدولة. إضافة إلى ذلك، شجعت الصين استخدام نموذج DeepSeek للذكاء الاصطناعي، الذي فتح مصدره للجميع، مما يعزز مشاركة التكنولوجيا على نطاق واسع.
تحسين جودة الحياة والنهج الأخضر في ثاني أكبر اقتصاد بالعالم
نجحت الصين في القضاء على الفقر المدقع بحلول عام 2021، محققة هدف الحد من الفقر أمام الأجندة الدولية قبل الموعد المحدد بعقد كامل. ولمدة أكثر من أربعة عقود، خرج أكثر من 800 مليون شخص من دائرة الفقر، وهو رقم يمثل 70% من مكافحة الفقر العالمية. مع تطور الاقتصاد، ارتفع متوسط الدخل القابل للتصرف ليصل إلى أكثر من 40 ألف يوان، وازداد عدد السيارات لكل مئة أسرة من 37.1 في 2020 إلى 51.2 في 2024. تغطي البرامج الصحية والتأمينية الأساسية حوالى 95% من السكان، فيما ارتفع العمر المتوقع إلى 79 عاماً، مع خلق 12 مليون وظيفة سنوية في المدن، ما انعكس إيجابًا على استقرار وأمان المواطنين.
تتخذ الصين نهجًا متسارعًا في التحول نحو الطاقة النظيفة، حيث أنشأت أكبر شبكة للطاقة المتجددة في العالم، وتتصدر من حيث الطاقة الشمسية، طاقة الرياح، والطاقة الكهرومائية، متجهة نحو توليد ثلث الكهرباء من الطاقات الخضراء. كما نفذت حملات للتشجير رفعت معدل الغطاء الحراجي إلى 25%، مسهمة بزيادة ربع المساحات الخضراء العالمية. وبفضل مشروع مكافحة التصحر بالطاقة الشمسية في صحراء كوبوتشي، تحولت 6 آلاف كيلومتر مربع من الصحراء إلى واحات خلال سنوات قليلة. إلى جانب ذلك، تحسنت جودة الهواء حيث بلغت نسبة الأيام ذات جودة الهواء الجيدة 87%، وباتت السماء الصافية شبه ثابتة في بكين.
| الإنجاز | البيان |
|---|---|
| النمو الاقتصادي | 5.5% خلال 5 سنوات |
| حجم الاقتصاد المتوقع في 2024 | 140 تريليون يوان (~19.4 تريليون دولار) |
| الاستثمارات الخارجية | 192.2 مليار دولار في 2023 |
| نصيب الفرد من الناتج المحلي | أكثر من 13 ألف دولار لعامين متتاليين |
| متوسط العمر المتوقع | 79 عاماً |
| معدل الغطاء الحراجي | 25% |
لقد نجحت الصين في مواجهة تحديات جسيمة مثل جائحة كورونا والضغوطات الدولية، مما أتاح لها دفع عجلة التنمية لأعلى مستوياتها وإعادة صياغة ملامح الاقتصاد والمجتمع بطرق مبتكرة تثبت مكانتها كثاني أكبر اقتصاد في العالم. وبينما تتحول سيارات ذاتية القيادة وروبوتات إلى واقع يومي، يستمر تطور الصين في إحداث تأثير عالمي يحسن حياة الملايين.
