السيول التي اجتاحت السعودية مؤخرًا وأدت إلى جرف عشرات المركبات في أقل من نصف ساعة، تُعتبر كارثة طبيعية غير مسبوقة تهدد حياة المئات، وتُبرز الحاجة الماسة للاستعداد للظواهر المناخية المتطرفة القادمة. لحظات مرعبة وثقت مواقف لا تُنسى، منها ما رآه أحمد المطيري، الذي فقد سيارته الجديدة أمام عينيه في مياه جارفة صرّح خلالها قائلاً: “السيارات تطير كأنها ورق”، بينما تتسارع السيول بقوة تعادل قوة عشر جرافات، مسجلة سرعة تزيد على 60 كم/ساعة، وسط استغاثات سائقي المركبات المحاصرين.
السيول والسيطرة عليها: مشاهد مرعبة تثير القلق في السعودية
شهدت المملكة مشاهد مروعة خلال هذه السيول التي جرفت خلالها أكثر من 20 مركبة، حيث تداخلت أصوات صُرخات طلب النجاة مع صوت اصطدام السيارات بالصخور والحطام في مياه تحمل طينًا عكرًا، ما أدى إلى حالة من الذعر بين السكان والسائقين على حد سواء. يُعد هذا الحدث تذكيرًا صارخًا بمأساة جدة عام 2009 التي راح ضحيتها المئات، مما يوضح أن التغيرات المناخية تفرض علينا تحديات جديدة على مستوى الأمان والبنية التحتية.
دور الأرصاد والبنية التحتية في مواجهة تحديات السيول القوية
دكتور سعد الراشد، خبير الأرصاد الجوية المعروف، أوضح أن هذه السيول تأتي نتيجة تغيرات مناخية غير اعتيادية، مع كمية أمطار لم تشهدها البلاد منذ 15 عامًا، مؤكداً أن الطبيعة الصحراوية تجعل من امتصاص هذه الكميات الضخمة من المياه أمراً شبه مستحيل. كما أن ضعف أنظمة الصرف الصحي في بعض المناطق فاقم حجم الكارثة، مع احتمالية تكرار هذه الظواهر بتزايد تبعاً لتغير المناخ العالمي، وهو ما يستدعي مراجعة خطط الطوارئ وتحديث أنظمة الإنذار المبكر لتفادي المزيد من الخسائر في الأرواح والممتلكات.
إرشادات وقائية يجب على المواطنين اتباعها لمواجهة السيول الخطيرة
تقدم هذه السيول درسًا قاسياً للمواطنين حول ضرورة التحضير والاستعداد للكوارث الطبيعية، حيث يوصى باتخاذ عدة إجراءات أساسية تشمل:
- تأمين المركبات ضد الأضرار الناتجة عن السيول
- تجهيز خطة طوارئ شخصية تشمل مسارات الهروب ونقاط التواصل في حالات الخطر
- مراقبة التحديثات الجوية وأخذ التحذيرات على محمل الجد
- تجنب المرور في المناطق المنخفضة أو المجاورة للأودية أثناء الأمطار الغزيرة
تسببت السيول في شلل تام لحركة المرور وإغلاق طرق رئيسية، ما زاد من الخوف بين آلاف السائقين الذين ترددوا في استخدام سياراتهم، بينما وثقت ربة المنزل نورة السبيعي أجواء الخوف عبر تصويرها لمشهد رجل يصرخ داخل سيارته الحمراء مطالباً بالمساعدة دون قدرة أحد على الوصول إليه.
| العنصر | التفصيل |
|---|---|
| سرعة السيول | أكثر من 60 كيلومترًا في الساعة |
| عدد المركبات التي جرفها السيل | أكثر من 20 مركبة |
| مقارنة بقوة السيول | تعادل قوة 10 جرافات تعمل معًا |
هذا الواقع المرعب يطرح تساؤلات جوهرية حول مدى استعداد المجتمع السعودي لصد موجات سيولٍ أعلى حدة في المستقبل القريب، خاصةً مع استمرار تغير المناخ العالمي الذي يُتوقع أن يزيد من تكرار مثل هذه الأحداث. يجب أن تتركز الجهود على توفير البنية التحتية الكفيلة بمواجهة هذه التحديات، بالإضافة إلى تعزيز الوعي المجتمعي والإجراءات الوقائية التي تقي من الكوارث أو تقلل من آثارها السالبة.
