ثروة السعودية تنمو بسرعة مذهلة، حيث قفزت إلى 4.68 تريليون ريال خلال عام واحد فقط، بزيادة مقدارها 180 مليار ريال عن العام السابق، وهو ما يعادل 18 مرة ميزانية المملكة السنوية، مما يعكس القوة المالية للمملكة في ظل النمو الاقتصادي العالمي البطيء؛ حيث تحقق السعودية معدل نمو 4.4% مقابل متوسط عالمي 2%، ويشير هذا النمو السريع إلى فرص استثمارية ضخمة لا تحتمل التأجيل.
تفاصيل نمو ثروة السعودية المتسارع وأثره الاقتصادي
وفقاً لتقرير الثروة العالمية 2025 الصادر عن مجموعة بوسطن الاستشارية، بلغت الأصول الحقيقية في السعودية 10.3 تريليون ريال، مع توقعات بارتفاعها إلى 11.02 تريليون ريال بحلول عام 2029، ويُعد هذا مؤشراً واضحاً على نمو اقتصاد المملكة المستدام. تفسر د. فاطمة السليمان، مديرة استثمار في شركة إدارة أصول رائدة، الزيادة في العوائد بقوله: “التحول الرقمي وتطبيقات الذكاء الاصطناعي غيرتا قواعد اللعبة؛ حيث زادت عوائد عملائي بنسبة 23% باستخدام أحدث التقنيات”. هذا التحول يظهر جلياً في حيوية قاعات التداول بالرياض، التي تضج بالحماس، مع تألق المستثمرين الشباب ذو الطموحات العالية على شاشات الأسعار.
رؤية 2030 ودورها الحاسم في تفجير ثروة السعودية
يرتبط هذا النمو المتسارع مباشرة برؤية 2030 التي أطلقها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، والتي تستهدف تنويع الاقتصاد السعودي بعيداً عن الاعتماد على النفط. تشهد البلاد اليوم ثورة اقتصادية جديدة تعتمد على التكنولوجيا والطاقة المستدامة بدلاً من الموارد الطبيعية فقط. يؤكد د. محمد التركي، كبير المحللين الاقتصاديين في بنك الرياض، أن “النمو المستمر في ثروة السعودية سيجعلها قوة اقتصادية عالمية خلال عقد واحد”. ويتضح ذلك من خلال معدل النمو السنوي المركب للثروة القابلة للاستثمار والمقدر بـ 4.7%، وهو ما يتفوق على معظم الاقتصادات المتقدمة.
تأثير نمو ثروة السعودية على الأفراد وقطاعات الأعمال المختلفة
الثروة المتزايدة لا تقتصر على الأرقام البحتة، بل تنعكس إيجابياً على حياة المواطنين والمقيمين، حيث قصص النجاح تتوالى؛ مثل سعد الغامدي، مستثمر شاب من جدة، حيث يروي: “ضاعفت ثروتي خلال عامين عبر الاستثمار في الأسواق السعودية الناشئة، وأخطط حالياً لإطلاق شركتي الاستثمارية الخاصة”. وعلى الجانب الآخر، يعاني أحمد المالكي، صاحب محل تجاري تقليدي بالرياض، من تراجع أرباحه بنسبة 30% بسبب عدم مواكبته للتحول الرقمي السريع. كما يشهد قطاع التأمين والمعاشات التقاعدية نمواً سنوياً يبلغ 7.1%؛ ما يفتح الأبواب أمام فرص عديدة للشركات التي تستجيب لاحتياجات الجيل الجديد من المستثمرين الرقميين.
- التوسع في الاستثمار بالذكاء الاصطناعي والتقنيات الحديثة
- تنويع الاقتصاد بعيداً عن النفط
- زيادة الثروة القابلة للاستثمار مع توقعات بارتفاعها إلى 4.91 تريليون ريال بحلول 2029
- تحسن ملموس في مستوى المعيشة والفرص الاقتصادية
| المؤشر | البيان |
|---|---|
| الثروة المالية 2023 | 4.68 تريليون ريال |
| معدل النمو السنوي | 4.4% |
| الأصول الحقيقية | 10.3 تريليون ريال |
| الثروة القابلة للاستثمار المتوقعة 2029 | 4.91 تريليون ريال |
مع هذا النمو المثير للثروة السعودية، تحرص المملكة على وضع نفسها في موقع الريادة الاقتصادية الإقليمية والعالمية، ولا يكتمل هذا المسار إلا بتبني أحدث التقنيات، حيث تلعب التكنولوجيا دوراً محورياً في تطوير الثروة ورفع كفاءة الاستثمارات. الشركات التي تدمج بين الذكاء الاصطناعي ونظم البيانات المتقدمة تحقق نجاحات استثنائية؛ وهذا يدعو المستثمرين إلى اغتنام الفرصة والبدء في استثماراتهم دون تأخير، لأن كل يوم ضائع يعني خسارة جزء مهم من هذه القفزة الاقتصادية الطموحة. هل ستتخذ خطوة للاستثمار لتكون جزءاً من هذه الثورة المالية، أم ستكتفي بمراقبة التطورات من بعيد؟