تحويل أكثر من 3 ملايين طالب وطالبة للتعلم الرقمي عبر منصة مدرستي غداً في 7 مناطق رئيسية بالمملكة يعكس استجابة وزارة التعليم السعودية للحالة المطرية الخطيرة التي تنذر بهطول أمطار تتجاوز 50 ملم، وهو ما يعادل كمية الأمطار لشهر كامل في بعض المناطق تشمل الرياض والقصيم وعسير والباحة والشرقية وعدة محافظات أخرى، مثل الدوادمي والقويعية وعفيف، حيث قررت الوزارة تعليق الدراسة الحضورية غداً الإثنين والتحول مباشرة لمنصة مدرستي.
التأثير الشامل لتعليق الدراسة الحضورية والتحول لمنصة مدرستي في 7 مناطق بالمملكة
جاء قرار التعليق نتيجة تحذيرات المركز الوطني للأرصاد من استمرار الحالة المطرية التي قد تهدد سلامة الطلاب، ما دفع وزارة التعليم إلى تفعيل نظام التعلم الرقمي بشكل فوري، إذ ينتقل أكثر من 3 ملايين طالب من الحضور المدرسي التقليدي إلى الدراسة عن بُعد عبر منصة مدرستي، الأمر الذي أثار استجابة سريعة من الأسر والمعلمين على حد سواء؛ فقد عبرت سارة أحمد، أم لثلاثة أطفال في الرياض، عن دهشتها قائلاً إنها استيقظت على إشعار الوزارة وهي تحاول إعادة تنظيم جدول الأسرة برمته خلال ليلة واحدة، فيما أشار المعلم خالد السليمان من القصيم إلى أن فريقه تمكن من تحويل حصصه إلى بيئة رقمية متكاملة في غضون ساعات قليلة، مؤكداً قدرة النظام التعليمي على التكيف مع التحديات الطارئة.
الأسباب والمعايير الجديدة لتعليق الدراسة الحضورية في مواجهة التغيرات المناخية
ينبع هذا النظام المرن من التطوير الكبير لمنصات التعليم الإلكتروني الذي شهدته المملكة بعد جائحة كوفيد-19، حيث أثبتت السعودية قدرتها على إيصال التعليم بفعالية عبر المنصات الرقمية، وعليه تم اعتماد معايير واضحة للتعطيل مبنية على سيناريوهات مناخية خطيرة تضم ما يلي:
- هطول أمطار غزيرة يفوق 50 ملم
- رياح قوية سرعتها تصل إلى 60 كم/ساعة
- حالات جوية أخرى تشكل تهديداً مباشراً على سلامة الطلاب
يُشير خبير الأرصاد د. فهد العتيبي إلى ضرورة مرونة كل القطاعات الحيوية ومنها التعليم، لأن التغيرات المناخية المتسارعة تفرض تكيفاً سريعاً، حيث لا داعي للمخاطرة بحضور الطلاب في أجواء غير مستقرة، بينما يظل التعليم مستمراً بأمان عبر منصة مدرستي، التي توفر بديلاً ميسراً للطلاب والمعلمين.
تحديات وفرص التعلم الرقمي بين الواقع والجغرافيا في المناطق المتأثرة
في المنازل، تتغير روتينات الطلاب والعائلات تماماً مع بدء التعلم عن بُعد، حيث تضيء شاشات الحواسيب وسط أجواء مغايرة، ولكن مليئة بالإمكانات الرقمية التي تُتيح الاتصال المباشر مع المعلمين والمواد التعليمية، يقول الطالب محمد الغامدي من عسير: “الأجواء مختلفة، لكن التعلم مستمر والمعلمون متوفرون دوماً”، ومع ذلك تواجه بعض المناطق تحديات تقنية، إذ يختلف تجهيز الإنترنت وتوفر الأجهزة بين المحافظات، مما يزيد الحاجة إلى دعم تقني وتعليمي لضمان جودة التعليم لجميع الطلاب.
| المناطق المتأثرة | عدد الطلاب | طبيعة الحالة الجوية |
|---|---|---|
| الرياض (تشمل الدوادمي والقويعية وعفيف وشقراء والزلفي والمجمعة والغاط) | نحو 3 ملايين | أمطار غزيرة وتيارات هوائية قوية |
| القصيم | مئات الآلاف | ضباب وأمطار غزيرة |
| الشرقية، عسير، الباحة | مجمعة | أمطار غزيرة ورياح شديدة |
بات من الضروري أن يستخدم الطلاب وأسرهم كل أدوات التقنية المتاحة، سواء عبر تحديث الأجهزة أو تخصيص أماكن دراسية داخل المنزل تتناسب مع شروط التعلم الرقمي الفعّال، مما يشير إلى توجه جديد في النظام التعليمي السعودي يجمع بين التعلم الحضوري والتعلم عن بُعد بمرونة عالية تتناسب مع الظروف المختلفة، والتكيف مع التحولات المناخية والتكنولوجية المتسارعة المتزامنة.
