شغفها بالتاريخ الفرعوني يدفع مهندسة مصرية لنقش تفاصيله على أكواب نستخدمها يوميًا

شغفها بالتاريخ الفرعوني يدفع مهندسة مصرية لنقش تفاصيله على أكواب نستخدمها يوميًا

مجات برسومات فرعونية يدوية أصبحت نافذة فنية فريدة تعكس عظمة الحضارة المصرية القديمة، حيث تمكنت المهندسة المعمارية مي محمد من تحويل شغفها بالرسم إلى مشروع ملهم يحيي تفاصيل حياة الفراعنة، مستخدمة الأكواب كلوحات صغيرة تحمل رسائل فنية خالدة، فبدلاً من أن تظل النقوش حبيسة جدران المعابد، وجدت طريقها إلى كل منزل عبر قطع فنية تستخدم بشكل يومي.

من الهندسة المعمارية إلى إبداع مجات برسومات فرعونية يدوية: قصة مي

بدأت رحلة مي محمد مع الفن منذ نعومة أظفارها، فكان الرسم هوايتها التي لم تفارقها، وقد وجدت دعمًا كبيرًا من والدتها التي شجعتها على صقل موهبتها بالالتحاق بالمركز الثقافي، وهناك شاركت في العديد من المسابقات وحصدت الجوائز التي زادت من ثقتها بنفسها؛ وعندما كبرت، لم تتوقف عن التعلم بل لجأت إلى المنصات الرقمية مثل يوتيوب لتطوير مهاراتها بشكل أكبر، وعندما قررت الحصول على إجازة من عملها كمهندسة معمارية للتفرغ لرعاية أطفالها، كان ذلك بمثابة نقطة تحول أعادتها إلى شغفها الأول، فقررت استثمار وقتها في تحويل الهواية إلى مشروع احترافي يجمع بين الفن والتجارة، وهنا ولدت فكرة مشروعها الفريد لإنتاج مجات برسومات فرعونية يدوية.

تفاصيل الحياة المصرية القديمة تزين مجات برسومات فرعونية يدوية

لم يكن اختيار المجات عشوائيًا، بل جاء بعد دراسة ووعي، حيث أدركت مي أن الأكواب هي من أكثر الأدوات استخدامًا في حياتنا اليومية، مما يجعلها وسيلة مثالية لنشر الفن الفرعوني على نطاق واسع، وبدافع من حبها العميق لوطنها وتاريخه العريق، بدأت رحلة بحث مكثفة في تفاصيل الحضارة المصرية القديمة؛ فقد درست النقوش والرسومات على جدران المعابد لتستلهم منها تصميمات تعكس جماليات الحياة اليومية للفراعنة، وتنوعت رسوماتها لتشمل موضوعات غنية بالمعاني، مما جعل كل قطعة من مجات برسومات فرعونية يدوية تحكي قصة مختلفة.

  • العربات الحربية التي ترمز للقوة والانتصار.
  • مشاهد تربية الطيور وذبحها التي تعكس جوانب الحياة الزراعية.
  • مراكب الشمس التي تمثل الرحلة الأبدية في العالم الآخر.
  • القط الفرعوني الذي كان يقدسه المصريون القدماء.
  • الجعران الذي يعد رمزًا شهيرًا للحظ والبعث.

ولم تكتفِ مي بنقل الأشكال فقط، بل حرصت على فهم الرمزية العميقة لكل عنصر لتقدم أعمالاً فنية أصيلة، مما يضفي قيمة ثقافية كبيرة على كل قطعة من مجات برسومات فرعونية يدوية تقدمها لعملائها.

الرمز الفرعوني الدلالة والمعنى
الجعران (Scarab) يرمز إلى البعث، والشمس المشرقة، والحظ السعيد.
القط (باستت) يمثل الحماية، والخصوبة، ورعاية المنزل.

كيف وصلت مجات برسومات فرعونية يدوية إلى أوروبا؟

سرعان ما لاقت أعمال مي الفنية إعجابًا واسعًا، خاصة بين المصريين المقيمين في الخارج الذين وجدوا في هذه الأكواب هدايا تذكارية مثالية تحمل عبق الوطن وتاريخه، فكانوا يحرصون على شرائها لأصدقائهم الأجانب لتعريفهم بجمال الفن المصري القديم؛ وهذا الإقبال المتزايد كان الحافز الأكبر لمي لتطوير مشروعها وتوسيع نطاقه، فلم يعد فنها محليًا فقط، بل بدأ يعبر الحدود ليصل إلى دول مثل ألمانيا وفرنسا والمغرب، لتصبح كل قطعة من مجات برسومات فرعونية يدوية سفيرًا صغيرًا للحضارة المصرية في مختلف أنحاء العالم، وهذا النجاح يثبت أن الفن الأصيل قادر على كسر الحواجز الجغرافية والثقافية.

ورغم الانتشار الذي حققته، لا تزال مي محمد تحمل في قلبها حلمًا أكبر تسعى لتحقيقه بكل شغف، فهي تتطلع إلى اليوم الذي ترسم فيه لوحات فرعونية كبيرة تتجاوز حدود الأكواب الصغيرة، وتأمل أن تجد هذه اللوحات طريقها للعرض في أكبر المعارض الفنية في جميع الدول الأوروبية والعربية.

كاتبة صحفية تهتم بمتابعة الأخبار وصياغة تقارير خفيفة وواضحة تقدم المعلومة للقارئ بسرعة وبأسلوب جذاب.