أقدم جمعية جغرافية في مصر تحتفي بـ150 عاماً من دورها في تطور العلوم الجغرافية والجيولوجية

أقدم جمعية جغرافية في مصر تحتفي بـ150 عاماً من دورها في تطور العلوم الجغرافية والجيولوجية
أقدم جمعية جغرافية في مصر تحتفي بـ150 عاماً من دورها في تطور العلوم الجغرافية والجيولوجية

الجمعية الجغرافية المصرية تمثل أقدم جمعية جغرافية في مصر والعالم العربي والإفريقي، تأسست لمواكبة التطور العلمي في مجالات الجغرافيا والجيولوجيا والاستكشاف، وللمشاركة في حركة البحث العلمي التي كان يقودها الغرب في تلك الفترة؛ وقد تخصصت على مدى قرابة 150 عامًا في دراسة علم الجغرافيا بجميع فروعه.

نشأة الجمعية الجغرافية المصرية وأهدافها

بدأت فكرة الجمعية الجغرافية المصرية حين أصدر الخديوي إسماعيل في عام 1875 مرسومًا بإنشائها، وكان اهتمامه منصبًا على البحث في العلوم الجغرافية والتاريخية، خاصة تلك التي تتعلق بالقارة الإفريقية، حيث كانت الدراسات والاستكشافات تزايد آنذاك. تم تأسيس الجمعية كمركز لحفظ التحف والآثار، ومقر للبحث العلمي والاستقصاء، مع مهمة تسليط الضوء على البلدان الإفريقية وتنظيم الرحلات والبثوث الاستكشافية التي جمعت بين رحالة مصريين وأجانب متخصصين. كان للمرسوم رؤية واضحة بضرورة وجود مؤسسة موثوقة تجمع المعلومات والوثائق والخرائط بدقة، فكانت الجمعية الحصن لتوثيق كافة البيانات المتعلقة بالجغرافيا.

على مدار تاريخها، ساهمت الجمعية الجغرافية المصرية في استكشافات علمية هامة، واحتفت بتراث ضخم من الوثائق والخرائط والمقتنيات النادرة التي نشأت من رؤية تاريخية للخديوي إسماعيل بأن تكون مصر في طليعة الدول المتقدمة في مجال البحث الجغرافي.

أول رئيس للجمعية الجغرافية المصرية ومتحفها العلمي

كان الجغرافي الألماني جورج شوينفورت أول رئيس للجمعية عند تأسيسها، ويعكس ذلك الاهتمام الكبير الذي أولاه الخديوي إسماعيل بهذه الجمعية، حيث قرر بناء متحف يضم جميع المخطوطات الأثرية والبحوث العلمية النادرة. المتحف يشتمل على مجموعة متنوعة من عينات النباتات والمعادن من مناطق دارفور وكردفان في السودان، بالإضافة إلى رسومات تاريخية لشخصيات مهمة مثل محمد علي باشا مؤسس مصر الحديثة. كما يحتوي على نموذج حجري لامتداد القطر المصري من صحراء النوبة حتى الوجه البحري، إلى جانب خزائن تضم أصنافًا من محاصيل السودان وإثيوبيا، وأزياء تمثّل تلك المناطق.

أما الكتب المهمة ضمن مكتبة الجمعية، فهي تشمل «مصر المستقلة»، مشروع استقلال مصر عام 1801 الذي يحتوي على وثائق محفوظة في وزارة الخارجية البريطانية، وكتاب «إنجلترا والحملة الفرنسية في مصر» للمؤرخ فرانسوا شارلرو، الذي يوضح الاهتمام البريطاني بمصر كمحور للمواصلات مع الهند. كذلك، يحتوي أرشيف الجمعية على كتاب «استكشاف إفريقيا في العصور الوسطى» في جزأين يوثّق خرائط ثمينة للاستكشافات داخل القارة والاستكشافات الساحلية.

تطور اسم الجمعية الجغرافية المصرية عبر التاريخ

شهدت الجمعية تغييرات عدة في اسمها مواكبة لتغير النظام السياسي في مصر؛ ففي 1915 أُطلق عليها اسم الجمعية الجغرافية الخديوية، ثم تغير إلى الجمعية الجغرافية السلطانية في فترة السلطنة، وتبع ذلك في 1922 تغيير الاسم إلى الجمعية الجغرافية الملكية المصرية مع إعلان المملكة، وبعد قيام الجمهورية عام 1953، أصبح الاسم الحالي هو الجمعية الجغرافية المصرية. هذا التنقل في الأسماء يعبر عن رحلة الجمعية التي برزت كمؤسسة جغرافية رائدة بالمنطقة، تعكس تاريخ مصر السياسي والاجتماعي.

  • تأسيس الجمعية عام 1875 بأمر من الخديوي إسماعيل
  • تركيزها على الدراسات الجغرافية والجيوسياسية لإفريقيا
  • إنشاء متحف يجمع مقتنيات نادرة ومعارف متنوعة
  • تغيير أسماء الجمعية وفقًا للتحولات السياسية في مصر

كاتب صحفي رياضي يقدّم تغطية سريعة للمباريات والأحداث الرياضية، بأسلوب بسيط يوصّل المعلومة للجمهور بشكل جذاب ومباشر.