اكتشاف كنز أثري عمره 800 عام في البحر الأحمر السعودية يعيد كتابة التاريخ البحري

اكتشاف كنز أثري عمره 800 عام في البحر الأحمر السعودية يعيد كتابة التاريخ البحري
اكتشاف كنز أثري عمره 800 عام في البحر الأحمر السعودية يعيد كتابة التاريخ البحري

اكتشاف كنز عمره 800 عام في أعماق البحر الأحمر يشكل حدثًا غير مسبوق في مجال البيئة البحرية، حيث عُثر على مستعمرة مرجانية ضخمة من نوع “بافونا” تعود لأكثر من ثمانية قرون، أي قبل اكتشاف أمريكا بـ 200 عام؛ هذه المستعمرة نجت من التغيرات المناخية المتعددة وعاصرت عصورًا تاريخية مثل صلاح الدين الأيوبي، بينما يئن العالم من خسائر الشعاب المرجانية. هذا الاكتشاف النادر يمثل فرصة ذهبية لفهم الطبيعة البحرية وحمايتها قبل أن تختفي تحت وطأة الظواهر المناخية المتسارعة.

تفاصيل اكتشاف كنز عمره 800 عام في أعماق البحر الأحمر وتأثيره البيئي

المستعمرة المرجانية التي اكتشفها فريق شركة “البحر الأحمر الدولية” في مياه أمالا تتميز بحجم يعادل ملعب كرة قدم مصغر، وتضم تنوعاً بيولوجياً فريداً يضاهي حديقة حيوان متكاملة في بيئتها، مما يعكس قوة الطبيعة البحرية في المنطقة؛ فقد وصف د. ماجد البحري، خبير الشعاب المرجانية، هذا الاكتشاف بأنه كبسولة زمنية تحمل سجلات مناخية عبر قرونٍ عديدة، مضيفًا أن رؤية القصر المرجاني الملون والأسماك المتنوعة تشبه رحلة عبر التاريخ الطبيعي لأعماق البحر الأحمر. هذه المستعمرة المرصودة تقدم نموذجًا حيًا لكيفية صمود الشعاب المرجانية في وجه التغيرات المناخية المتسارعة، مؤكدين أهميتها العلمية والبيئية.

مشروع “Map the Giants” ودور البحر الأحمر كحاضنة للمستعمرات المرجانية العملاقة

يندرج هذا الاكتشاف ضمن مشروع عالمي باسم “Map the Giants” المختص بتوثيق المستعمرات المرجانية العملاقة حول العالم، حيث يبرز البحر الأحمر كأحد البيئات القليلة التي تحتضن قدرة طبيعية على مقاومة ارتفاع درجات حرارة المياه والتلوث، وهو ما جعله ينجو من مصير مشابه لما حصل في مناطق كالحاجز المرجاني العظيم وجزر المالديف التي شهدت تدهورًا بيئيًا حادًا؛ الفرقاء في المشروع يعربون عن تفاؤلهم بوجود مستعمرات أخرى مماثلة في أعماق البحر الأحمر قد تكشف النقاب عن أسرار جديدة تؤكد قدرة هذه البيئات على التحمل. هذا يعزز مكانة السعودية كمركز عالمي للحفاظ على التنوع البحري والنظم البيئية الحساسة.

فرص التنمية السياحية والاقتصادية الناتجة عن كنز عمره 800 عام في أعماق البحر الأحمر

صاحبت هذه الأكتشافات دروب جديدة للسياحة البيئية البحرية، حيث ستقود المدربة السعودية سارة الغواصة أولى بعثات الغوص الاستكشافية التي أذهلتها روعة المستعمرة، ووصفها بأنها رحلة عبر الزمن بين أعمدة الضوء الذهبي داخل المياه؛ بالإضافة إلى ذلك، يُتوقع أن يساهم المشروع في توفير آلاف الفرص الوظيفية ضمن قطاع السياحة البحرية وتدريب الغوص، في ظل ارتفاع متوقع لأسعار العقارات البحرية في منطقة أمالا التي ستتحول إلى وجهة سياحية رئيسية. يشارك المجتمع المحلي فرحته بدعم من أجيال متعاقبة، كما يروى عبدالله الصياد بتأثر عن حكايات جده حول تلك “الجنة المخفية” التي باتت حقيقة قائمة أمام أعين الجميع.

  • توفير فرص عمل في قطاعات السياحة البحرية والغوص
  • تطوير تجارب غوص فريدة تجمع بين المغامرة والحماية البيئية
  • رفع الوعي بأهمية حماية الشعاب المرجانية والحفاظ على التنوع البيولوجي
  • تعزيز قيمة العقارات البحرية ضمن نطاق المشروع السياحي
العنصر الوصف
عمر المستعمرة المرجانية 800 عام
حجم المستعمرة بحجم ملعب كرة قدم مصغر
عدد الأجيال التي عاصرتها 32 جيلًا بشريًا
الموقع مياه أمالا في البحر الأحمر
المشروع العالمي المرتبط Map the Giants لتوثيق المستعمرات المرجانية العملاقة

يأمل المختصون أن يؤسس اكتشاف كنز عمره 800 عام في أعماق البحر الأحمر لسلسلة من الجهود المستمرة بهدف الحفاظ على البيئة البحرية، واصفين هذا الموقع كمصدر عظيم لفهم التفاعلات البيئية والتاريخية، فيما تبقى المسؤولية الحقيقية ملقاة على حماية هذا التراث الطبيعي الثمين. تبقى الأسئلة الوجيهة ماثلة حول مدى قدرة البشر على التوفيق بين استغلال الموارد البحرية والحفاظ عليها، وسط تغيرات مناخية تتهدد هذا الكنز البيئي النادر.

كاتب صحفي رياضي يقدّم تغطية سريعة للمباريات والأحداث الرياضية، بأسلوب بسيط يوصّل المعلومة للجمهور بشكل جذاب ومباشر.