زلزال الأسد الذي هز الميليشيات الشيعية في سوريا أحدث تغيرًا جذريًا في الوضع العسكري والسياسي، إذ كشف لحظة انهيار مشروع إقليمي استمر لأكثر من عقد من الزمن في أقل من 48 ساعة، مما أدى إلى حالة من الذعر والفوضى بين آلاف المقاتلين العراقيين الذين وجدوا أنفسهم مُهملين وغير مُبلغين بسقوط دمشق من قبل حلفائهم.
تفاصيل زلزال الأسد الذي هز الميليشيات الشيعية وأثرها في الساحة السورية
وفقًا لشهادات حصرية نشرتها صحيفة “الشرق الأوسط”، كان انسحاب الميليشيات الشيعية من سوريا غير منسق وارتجالي، إذ تم الإبلاغ عن سقوط دمشق من خلال وسائل الإعلام وليس من خلال القنوات العسكرية أو السياسية المتعارف عليها بين الحلفاء. أبو حسام العراقي، الذي قضى ثلاث سنوات في حلب بعيدًا عن عائلته في بغداد، وصف تجربة الانهيار بأنها صدمة لا تُنسى، حيث عجز عن استيعاب حجم الخسائر التي لحقت به وبرفاقه. تشير الوثائق إلى أن القرار الروسي الإيراني والأسدي بالانسحاب جاء بشكل منفصل، دون إبلاغ الفصائل العراقية إلا متأخرًا، مما أظهر مدى الخيانة والإهمال الذي تعرضت له الميليشيات الشيعية في سوريا خلال تلك اللحظات الحرجة.
انعكاسات زلزال الأسد على محور المقاومة وواقع النفوذ الشيعي في العراق
سقوط “محور المقاومة” في دمشق يوازي انهيار حلف وارسو عام 1991، إذ تلا ذلك خسائر فادحة على مستوى الاستثمارات المالية والبشرية. وفقًا للخبير عبد الرزاق الدليمي، يمثل هذا الزلزال نهاية لنفوذ إيران المطلق في المنطقة، بعدما فضحت الأزمة هشاشة التحالفات التي شكلتها الفصائل الشيعية العراقية ظنًا منها أن ولاءها لا يتزعزع. في العراق، يزداد القلق داخل الأوساط الشيعية بشأن مصير “الحاكمية الشيعية” في بغداد، خاصة بعد خسارة النفوذ في دمشق، وسط مطالب متصاعدة بإعادة ترتيب الأوراق والتركيز على بناء قوة داخلية بديلة تعوّض الأزمة الخارجية.
المشهد الراهن في العراق بعد زلزال الأسد: فرصة للتحول أم تحدٍ جديد؟
مع مرور عقد كامل على التدخل العسكري العراقي في سوريا، يدرك الكثيرون أن اللحظة الراهنة تشكل منعطفًا تاريخيًا للعراق الذي يقف على مفترق طرق بين تعزيز استقلاله السياسي أو الانزلاق في أزمات جديدة ضمن الصراعات الإقليمية. يظهر الخوف والترقب جليًا لدى القيادات الشيعية التي ترى في هروب الأسد “زلزالًا في الوعي الشيعي” أكثر منه مجرد حدث عسكري. بينما يصف الصحفي محمد الكربلائي الذعر في دمشق والمشهد المهيب الذي رأى فيه العراقيون صدمة الانهيار ووعي الفقدان.
- الميليشيات الشيعية تفاجأت بسقوط دمشق من الأخبار دون تنسيق
- قرارات طهران وموسكو والأسد كانت منفصلة وغير متزامنة
- الانهيار يهدد النفوذ الإيراني ويعيد صياغة الخريطة السياسية في العراق وسوريا
- مطالب داخل العراق بتقوية الحاكمية الشيعية لتعويض خسارة النفوذ في دمشق
هذا الزلزال الذي ضرب الميليشيات الشيعية لم يكن عابرًا، بل شكل نقطة تحوّل لا تقتصر تبعاتها على سوريا فقط، بل تمتد إلى عمق العراق وإلى مصير تحالفات إقليمية معقدة، الأمر الذي يجعل سيناريوهات المستقبل مفتوحة على عدة احتمالات وتأثيرات لا تزال غير محسومة على الساحة السياسية.
