تباين حاد في أسعار الذهب باليمن بين صنعاء وعدن: الجرام ينخفض إلى 57 ريالًا في العاصمة مقابل 189 ريالًا في عدن

انهيار أسعار الذهب في اليمن بين صنعاء وعدن يثير قلق كبير لدى المستثمرين والاقتصاديين، إذ وصلت الفوارق السعرية إلى نسب غير مسبوقة تجاوزت 200%، ما يصنع فجوة ضخمة تؤثر بشكل مباشر على مدخرات آلاف الأسر. غرام الذهب عيار 21 يباع في عدن بـ189 ريالاً مقارنة بـ57 ريالاً في صنعاء فقط، ما يعكس تباينًا هائلاً يجعل الاستثمار في الذهب يبدو كرهان محفوف بالمخاطر وعبئًا يوميًا بدلاً من كونه ملاذًا آمنًا. أحمد، موظف حكومي من صنعاء، يصف مأساته باهتزاز مدخرات 15 عامًا تحولت من 180 ألف ريال إلى 60 ألفاً فقط، ويربط الخبراء هذا الانهيار الشنيع بتقلبات أسعار الصرف وتأثيرات السوق العالمية على العملتين المحليتين.

تحليل أسباب الانهيار في أسعار الذهب بين صنعاء وعدن

يرتبط انهيار أسعار الذهب بين صنعاء وعدن بجذور عميقة في الانقسام الاقتصادي الذي عاشته اليمن منذ 2014، والذي حول البلاد إلى حالتين اقتصاديتين منفصلتين، تشبه ألمانيا المقسمة لكن بفوارق سعرية أكثر قسوة. أدى هذا الانقسام إلى وجود عملتين مختلفتين بدلاً من العملة الموحدة، ما خلق أسواقًا متوازية لا تتماشى أسعار الذهب فيها على نسق واحد؛ الأمر الذي يكشف عن اضطراب في النظام المالي، وارتفاع حدة الأزمة الاقتصادية. ويرى المحلل المالي د. محمد أن الذهب أصبح ضحية صراع اقتصادي أكبر، حيث “نشهد انهيارًا حقيقيًا للنظام النقدي الموحد، والذهب يعكس فقط أزمة أعمق تهدد الحياة الاقتصادية في اليمن”.

تأثير فرق أسعار الذهب على حياة اليمنيين ومدخراتهم

لا يقتصر تأثير انهيار أسعار الذهب على الأرقام فقط، بل يتغلغل في حياة المواطنين اليومية بشكل مأساوي، حيث بات الذهب عبئًا على الكثيرين بدلًا من أن يكون ضمانًا للمستقبل. فاطمة، ربة منزل من صنعاء، اضطرت إلى بيع ذهب زفافها بخسارة تصل إلى 60% لتأمين علاج ابنها، قائلة: “كان الذهب أملنا الوحيد، لكنه الآن عبء ثقيل”. في الأسواق، يشعر التجار بالضغط الناتج عن هذا التباين السعرى الحاد؛ فالشاشات تعرض أسعارًا متقلبة وأصوات الآلات الحاسبة تدق كإنذار دائم، في حين تتكدس كميات من الذهب في المتاجر تُظهِر خسارة كبيرة في قيمتها. ويؤكد الخبراء أن استمرار هذا الوضع من دون تحرك مالي عاجل قد يؤدي إلى مزيد من الانهيار يؤثر على أمان الاستثمار وثقة الناس في السوق.

خطوات ضرورية لتجاوز أزمة انهيار أسعار الذهب في اليمن

في ظل الوضع الحالي، تتطلب مواجهة أزمة انهيار أسعار الذهب في اليمن خطة استعجالية تسهم في إعادة التوازن للنظام النقدي واستعادة ثقة المستثمرين. من أهم الخطوات:

• توحيد العملة المحلية واعتماد نظام صرف موحد بين صنعاء وعدن
• تقوية الرقابة المالية لمنع التلاعب بأسعار الذهب والعملات
• دعم الاستقرار الاقتصادي عبر إصلاحات شاملة تقلص الفوارق السعرية بين المناطق
• التنسيق مع جهات دولية لمواجهة تأثير التقلبات العالمية على السوق المحلي
• توعية المواطنين حول المخاطر المرتبطة بالاستثمار في الذهب خلال هذه المرحلة

يبقى السؤال الحار في أذهان اليمنيين هو مدى قدرة اقتصاد البلاد المنقسم على استعادة عافيته في ظل هذه الصدمات الكبيرة، وهل يكفي تدخل سريع لتجنب تحوّل الذهب من ملاذ آمن إلى كابوس يؤثر على مستقبل ملايين الأسر. الحلول الاقتصادية ليست فقط ضرورة للحفاظ على السوق، بل هي إنقاذ لمصدر ثقة أساسي وظل أمل استثماري لكل حامل مدخرات.