بعد تسع سنوات من الحرمان، استطاع مليون موظف يمني اقتحام البريد لاستلام أول راتب منذ الحرب، هذه الخطوة تمثل نقطة تحول واعدة في حياة ملايين اليمنيين الذين ظلوا يعانون من عدم استلام رواتبهم منذ عام 2015، حيث تحول البريد إلى ملاذ للأمل وسط الأزمات الاقتصادية العميقة التي تعصف بالبلاد.
مليون موظف يمني يقتحمون البريد في مشهد لا يُنسى
في صباح بارد من صنعاء، تجمعت طوابير طويلة من الموظفين الذين يقفون بصمت ينتظرون دورهم لاستلام أول راتب حكومي بعد سنوات عديدة من الانقطاع، وهو مشهد يعكس المعاناة التي عاشوها على مدار 3,287 يوماً من الانتظار والحرمان، حيث عبرت فاطمة الشامي، الممرضة التي تبلغ من العمر 38 عاماً، عن فرحتها بقولها: “أخيراً بدأت أرى بصيص أمل بعد سنوات من المعاناة”؛ فيما تمنت أم سارة، المعلمة التي باعت ذهب زفافها لتوفير الطعام لأطفالها، أن تنجح هذه المحاولة في تخفيف المعاناة.
أهمية استلام أول راتب منذ الحرب وأثره الاقتصادي والاجتماعي
تشير الإحصائيات إلى أن نحو 70% من الأسر اليمنية تعتمد على رواتب موظفي الحكومة كمصدر دخل رئيس، وبالتالي فإن استلام أول راتب منذ الحرب يعد أمرًا بالغ الأهمية لملايين الأسر، خاصةً مع الانهيار المصرفي الذي شهدته البلاد منذ 2015. كما أكد الدكتور محمد الحكيمي، الخبير الاقتصادي، أن اعتماد البريد في توزيع الرواتب خطوة ذكية لتخفيف الضغوط الاقتصادية، إلا أن التحدي الأكبر يكمن في استدامة هذه العملية، حيث أن مليون موظف متأثر يعادل عدد سكان دولة متوسطة الحجم. ومن جانبهم عبّر موظفون مثل أحمد المؤيد الذي قال: “هذا المبلغ سيكفينا لشراء الخبز لشهر كامل” وخالد المطري الذي وصف شعوره بأنه إنسان بعد طول غياب.
- تعزيز طرق توزيع الرواتب باستخدام مكاتب البريد
- توفير حلول دائمة بدلاً من الاستحقاقات المؤقتة
- دعم الأسر اليمنية التي تعتمد على الرواتب
التحديات الاقتصادية ومستقبل الرواتب في ظل الأزمة اليمنية
على الرغم من الأهمية التاريخية لهذه الخطوة، يحذر الخبراء من أن هذه الخطوة ما تزال نقطة صغيرة جداً مقارنة بحجم الأزمات الاقتصادية والاجتماعية التي يواجهها اليمن، حيث يطرح السؤال ما إذا كانت هذه البداية قادرة على الاستمرار والتوسع لتشمل كافة الموظفين أم أنها ستبقى مجرد أمل مؤقت قد ينطفئ سريعاً. الحل يكمن في إرادة سياسية حقيقية وقدرة النظام على ضمان تدفق السيولة المالية بصورة مستمرة، وإلا فإن المخاطر الاقتصادية المقبلة قد تكون أعمق وأصعب في التعامل معها.
| العنصر | الوضع الحالي |
|---|---|
| عدد الموظفين المستفيدين | أكثر من مليون موظف |
| مدة الانقطاع عن الرواتب | 9 سنوات منذ 2015 |
| نسبة الأسر المعتمدة على رواتب الموظفين | 70% |
| وسيلة التوزيع الحالية | مكاتب البريد |
يبقى المشهد يوم استلام أول راتب منذ الحرب حدثاً تاريخياً قلب صفحة طويلة من الألم والمعاناة، وفي الوقت ذاته إنذار بصعوبات قادمة ما لم تتواكب هذه الخطوة مع سياسات مستدامة تخرج اليمن من أزمته الاقتصادية المتشعبة، تاركة الباب مفتوحاً أمام أمل جديد يتجدد في أفق الحياة للملايين الذين ينتظرون فرصتهم للعودة إلى حياة كريمة وشريفة.
