خطبة الجمعة في 12 ديسمبر 2025 تركز على خطر التطرف والعصبية وتأثيرهما السلبي على المجتمع المسلم
التطرف والعصبية وأثرهما على المجتمع المسلم يشكلان تحدياً كبيراً يتطلب توعية مستمرة لتعزيز قيم الاعتدال والوسطية التي جاء بها الإسلام، فالإسلام يدعو إلى التوازن في جميع الجوانب ولا يقبل الغلو بأي صورة. هذا المبدأ لا ينحصر فقط في التدين، بل يشمل كل صور الغلو مثل التعصب للجنس أو العرق أو الرأي أو حتى في مجال الرياضي، ويجب أن ندرك أهمية الحفاظ على هذا الاعتدال لتقوية النسيج الاجتماعي.
التطرف في الدين بين التحذير القرآني والنبوي
خطبة الجمعة القادمة تؤكد بوضوح على أن التطرف في الدين مرفوض شرعاً، مستندة إلى آيات تدعو إلى عدم الغلو والتشديد على سهولة الدين، ومنها قول الله تعالى: ﴿لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ﴾ (النساء: 171)، و﴿يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ﴾ (البقرة: 185)؛ مما يبين أن الدين قائم على الوسطية واليسر، وليس على التشدد والإصرار على المبالغة في الأمور الدينية. كما أشار النص إلى أن رفع الصوت في الصلاة والمبالغة في العبادة لا يتفقان مع منهج الإسلام المعتدل كما ذكر ﴿وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتغِ بَيْنَ ذَٰلِكَ سَبِيلًا﴾ (الإسراء: 110)، ويأتي ذلك كله ضمن رسالة واضحة بأن الاعتدال هو السبيل الصحيح. ونُقلت أحاديث النبي ﷺ التي تحذر من الغلو وتوضح أن الدين يسير لا يحتمل التشدد، مثل قول ابن عباس: “إيّاكُم والغُلُوَّ في الدِّينِ؛ فإنَّما هَلَكَ مَن كانَ قبلَكُم بالغُلُوِّ في الدِّينِ”، وحديث أبي هريرة: “إنَّ الدِّينَ يُسْرٌ، ولنْ يُشادَّ الدينَ أحدٌ إلّا غلبَهُ”.
أثر التطرف والعصبية على التماسك الاجتماعي وأسبابها التاريخية
تطرقت الخطبة إلى أهمية التخلص من العصبية بكل أشكالها، مستشهدة بالتاريخ الإسلامي حينما قضى النبي ﷺ على العصبية القبلية بعد الهجرة، ووجه الناس إلى أن الانتماء الحقيقي للدين هو الأعلى والأنبل، مستندة إلى قوله تعالى: ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا﴾ (آل عمران: 103)، وقوله: ﴿وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ﴾ (الأنفال: 63). هذا التوحيد في العقيدة هو الرابط الذي يحمي المجتمع من التشرذم والفتن، وينسج بينهم أواصر المحبة والصفاء. ويبرز من الخطبة أن العصبية لم تقتصر على القديم بل تتجدد عبر أشكال حديثة مثل التعصب الرياضي الذي قد يثير النزاعات والصراعات بين فرق وأنصارها، مما يشكل خطراً حقيقياً على السلم الأهلي.
التطرف والعصبية الرياضية وأثرها على المجتمع المسلم
أكدت الخطبة أن التعصب الرياضي واحد من أهم مظاهر التطرف والعصبية التي تهدد أمن المجتمع، محذرة من الاستفزازات والسخرية التي تنتج عن التنافس الزائد بين المشجعين، مستندة في ذلك إلى ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّنْ قَوْمٍ﴾ (الحجرات: 11)، وإلى حديث النبي ﷺ: “الكِبْرُ بَطَرُ الحقِّ، وغَمْطُ الناسِ” التي تفسر رفض الاحتقار والتعالي الذي ينجم عنه الفرقة والبغضاء. وللحفاظ على سلام المجتمع، من الضروري الوقوف ضد هذا التعصب الرياضي وإرساء مبادئ الاحترام والتسامح بين جميع الأنصار مهما اختلفت أهواؤهم.
- تجنب الغلو والمبالغة في الدين والتدين
- التمسك بوحدة الصف والابتعاد عن العصبية القبلية والعرقية
- الالتزام بالأدب والاحترام في مجال الرياضة وجميع مجالات الحياة
