موجة برد قطبية تجمد 11 منطقة في السعودية وتخفض درجات الحرارة تحت الصفر خلال 72 ساعة، وهو واقع غير مسبوق في بلد تعرف حرارته الصيفية بارتفاعات تصل إلى 50 درجة مئوية؛ حيث يعيش ملايين السكان حالة من التحدي والتأقلم مع هذه التغيرات المناخية الحادة التي تغير نمط حياتهم بشكل جذري. وفقًا لخبير المناخ عبدالعزيز الحصيني، فإن هذه الموجة تعتبر الأقسى في الوقت الحاضر وتتجاوز سابقاتها في أكثر من ناحية، مستندًا إلى بيانات الرصد التي تكشف عن تدفق هواء قطبي بعنف إعصار وسرعة قطار لا يمكن إيقافه.
تفاصيل موجة برد قطبية تجمد 11 منطقة وتأثيراتها في السعودية
تصل موجة برد قطبية تجمد 11 منطقة رئيسية في السعودية، من بينها الجوف وحائل والطائف، حيث تشهد القمم الجبلية تكوين طبقات ثلجية رقيقة للمرة الأولى منذ سنوات طويلة، مشهد لم تعتده المناطق الصحراوية السعودية المعتادة على الدفء الشديد. تعيش الأسر مثل أسرة أم محمد في الجوف حالة صعبة، إذ تقول: “أرى أطفالي يرتجفون من شدة البرد، وفاتورة الكهرباء ارتفعت بنسبة 300% خلال أسبوع واحد فقط”، مما يعكس الأثر المباشر لهذه الموجة على الحياة اليومية والمصروفات المنزلية.
في ظل هذه الظروف المناخية الاستثنائية، يعزز الوضع الحالي تحذير الدكتور الحصيني من أن نمط الموجات الباردة المتكررة مؤخراً قد يصبح قاعدة ثابتة وليست استثناءً، بتأثير غير مباشر للظاهرة العالمية للاحتباس الحراري التي ترفع من حدة التقلبات الجوية في المنطقة.
أسباب طبيعية ونمطية غير معتادة لموجة برد قطبية تجمد 11 منطقة
تأتي موجة برد قطبية تجمد 11 منطقة كنتيجة مباشر لنمط مناخي استثنائي وغير معتاد، إذ تنزلق كتلة هوائية قطبية ضخمة بحجم دولة كاملة من الشمال إلى الجنوب بسرعة عالية، تشبه تلك الموجات الشهيرة التي حدثت في الثمانينيات والتسعينيات التي لا تزال الذاكرة الشعبية متعلقة بها. وانتقال هذه الكتل الباردة السريعة يعكس تغيرات جذرية في تيارات الرياح العلوية، وهي التي سمحت بوصول أربع موجات برد خلال موسم واحد فقط، وهو رقم لم تسجله المنطقة منذ عقود طويلة.
يدعو الحصيني إلى الانتباه لهذا التغير كأنه مؤشر على تحول مناخي كبير، حيث تتزايد موجات البرد القطبية في السعودية، مما يعني احتمال استمرار هذه الظواهر وتكرارها في المواسم المقبلة، وهو ما يتطلب استعدادًا خاصًا من المجتمع لمواجهة تبعاتها.
كيفية الاستعداد لموجة برد قطبية تجمد 11 منطقة وتأثيراتها على المجتمع
مع اقتراب هذه الموجة الشديدة التي تجلب بردًا غير معتاد، يتغير نمط حياة ملايين السعوديين، حيث يرتفع الطلب على الكهرباء بشكل كبير لتشغيل أجهزة التدفئة، مما يضغط على الشبكة الكهربائية الوطنية بشكل كبير، كما تزداد حالات الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي مثل الإنفلونزا والالتهابات، ما يرفع من ضغوط المستشفيات.
تجارب الأفراد مثل فهد المطيري من حائل الذي صادف تكوين الثلج للمرة الأولى، تعكس مدى التغير المناخي الحاد، بينما يستفيد مستثمرون مثل أحمد الزهراني بأرباح تجاوزت 500% جراء ارتفاع الطلب الكبير على أجهزة التدفئة، ما يعكس ظروف السوق الجديدة.
ينصح الخبراء بتطبيق خطوات وقائية هامة لتقليل تأثير موجة برد قطبية تجمد 11 منطقة، منها:
- عزل النوافذ والأبواب بمواد عازلة تساعد في الحفاظ على الدفء الداخلي
- توفير مخزون كافٍ من الأطعمة والأدوية للظروف الطارئة
- فحص وصيانة أنظمة التدفئة مسبقًا لتفادي حدوث أعطال مفاجئة
- ارتداء طبقات متعددة من الملابس الدافئة لا سيما للأطفال وكبار السن
- متابعة التحذيرات والتنبيهات من الهيئة العامة للأرصاد بشكل منتظم
تُشير التوقعات إلى امتداد تأثير هذه الموجة حتى أيام الأسبوع المقبل، مع إمكانية تكرار موجات برد جديدة، ما يجعلنا أمام تساؤل هام حول بداية حقبة مناخية جديدة قد تحول وجه الصحراء العربية إلى منطقة ذات شتاء قارس وتجارب مناخية لم تعهدها المنطقة من قبل.