شهدت المملكة انخفاضًا غير مسبوق في درجات الحرارة، حيث سجلت القريات 5 درجات مئوية فقط، مسجلة رقمًا قياسيًا غير مسبوق في موجة البرد الاستثنائية الحالية، لتصبح بذلك أبرد من كثير من الدول الأوروبية، وهو ما يشكل حدثًا مناخيًا فريدًا لم يظهر منذ أكثر من عقد كامل، ويدخل ضمن ظاهرة الكتلة الهوائية القطبية التي تجتاح السعودية الآن وتغير نمط الحياة اليومي لملايين المواطنين.
تفاصيل موجة البرد الاستثنائية وانخفاض درجة الحرارة عند القريات
مع بداية اليوم وبالتحديد عند الساعة السادسة صباحًا، سجّلت محطات الرصد الجوي في القريات انخفاضًا حادًا في درجات الحرارة وصل إلى 5 درجات مئوية فقط، في حين سجلت أبها 7 درجات، وخميس مشيط 8 درجات، مما يشير إلى تأثير الكتلة الهوائية القطبية التي يصفها الخبراء بأنها غير مسبوقة منذ سنوات طويلة، حسب بيانات المركز الوطني للأرصاد. تأكدت هذه الأرقام عبر شهادات المواطنين، حيث عبّرت أم محمد من القريات عن صدمتها الشديدة من شدة البرد الذي وصلت حدته إلى أن المدفئة على أقصى طاقتها لم تكن كافية، مما يؤكد أن ما يحدث ليس موجة برد عادية بل ظاهرة مناخية فريدة.
موجة البرد وتأثيرها على الحياة اليومية والاقتصاد في المملكة
يشكل هذا الانخفاض درجات حرارة غير اعتيادية انعكاسًا مباشرًا على مختلف مجالات الحياة بالمملكة، حيث أصبح البرد القارس يفرض تغييرات حادة على العادات اليومية للسكان، ويؤدي إلى ارتفاع مفاجئ في فواتير الكهرباء بنسبة تصل إلى 200% نظرًا لاستخدام وسائل التدفئة، بينما تعرضت الأسواق والمحال التجارية إلى ازدحام شديد بسبب الإقبال المكثف على شراء الملابس الشتوية الثقيلة التي لم يكن الكثيرون بحاجة لها منذ سنوات. وقد عبر مزارع خميس مشيط، خالد المطيري، عن قلقه البالغ على محاصيله من النخيل والحمضيات، خاصة مع غياب تجارب مماثلة خلال السنوات الخمس عشرة الماضية. من جهة أخرى، شهدت أبها إقبالًا سياحيًا غير مسبوق على تجربة هذا الطقس اللاذع، مع اعتراف السياحي أحمد بأن هذه الفرصة نادرة ولا تتكرر.
توقعات الخبراء والاحتياطات اللازمة في ظل موجة البرد الاستثنائية الحالية
يشير خبراء المناخ، وعلى رأسهم الدكتور سالم الحربي، إلى أن موجة البرد الاستثنائية الحالية قد تمتد لأكثر من أسبوعين، مع احتمالية تسجيل أرقام قياسية جديدة في درجات الحرارة المنخفضة، مسببة ضغطًا كبيرًا على الشبكة الكهربائية الوطنية. وتدعو الجهات المختصة الجميع إلى توخي الحيطة واتباع إجراءات السلامة، خاصة من خلال ارتداء طبقات متعددة من الملابس الدافئة لتجنب المخاطر التي قد تترتب على درجات الحرارة المتدنية هذه. وبالنظر إلى التأثيرات الواضحة لموجة البرد، يتوجب الالتزام بالنصائح الوقائية التالية:
- ارتداء ملابس متعددة الطبقات تقي من البرودة الشديدة
- تجنب التعرض المباشر للطقس الخارجي لفترات طويلة
- الاهتمام بتهيئة المنازل وضمان فعالية وسائل التدفئة
- متابعة النشرات الجوية بانتظام لمعرفة آخر التحديثات
| الموقع | درجة الحرارة المسجلة (°م) |
|---|---|
| القريات | 5 |
| أبها | 7 |
| خميس مشيط | 8 |
تسبب هذا الانخفاض الحاد في درجات الحرارة إلى خلق مشهد جوي نادر ويعيد للأذهان ما شهدته المملكة شتاء 1992، حيث ما زالت الكتلة الهوائية القطبية تواصل هجومها السريع مدفوعة برياح شمالية قوية، متسببة في ظروف مناخية غير مألوفة تؤثر على مجالات الحياة كافة دون استثناء، مما يحتم الاستعداد والتأقلم مع هذا الواقع الجديد. وفي ظل هذه الأجواء المتجمدة، تتزايد التوقعات بأن القيم قد تنخفض أكثر في الأيام القادمة، لتفرض على الجميع إعادة تقييم خطط日 العمل والاحتياجات اليومية باهتمام أكبر لسلامة النفس والأسرة.
