أسعار الأسماك في مصر تشهد انفجارًا غير مسبوق، حيث بلغ الفارق بين أغلاها وأرخصها نسبة تصل إلى 1800%، مما أثر على القدرة الشرائية للمواطنين بشكل مباشر وأعاد تشكيل مائدة الطعام بكل بيوت المصريين. في الأسواق، يكلف كيلو سمك الهامور 450 جنيهاً، وهو ما يوازي راتب يوم كامل لملايين الأسر، بينما لا يتعدى كيلو السردين 25 جنيهاً فقط. قفزت أسعار الجمبري الكبير إلى 400 جنيه، والموسى تراوحت أسعارها بين 250 و400 جنيه للكيلو الواحد، حسب أحاديث التجار والمستهلكين، الذين أكدوا أن الأسعار أصبحت تراوح بشكل يومي، مما زاد من حالة عدم اليقين في السوق.
تأثير ارتفاع أسعار الأسماك في مصر على الأسر والمستهلكين
تلقي الأزمة الحالية بظلالها على الأسر المصرية، التي بدأت تعيد التفكير في اختياراتها الغذائية والتنازل عن الأنواع الفاخرة من الأسماك إلى بدائل أرخص. تقول منى السيد، ربة منزل بالقاهرة: “أصبحت أتناول السردين بدلًا من البوري لتوفير النفقات”، في حين يؤكد الحاج أحمد، تاجر أسماك بالإسكندرية، أن السوق يشهد تقلبات غير مسبوقة تجعل السعر حكراً على الحظ يوميًا. مع الارتفاع الجنوني في أسعار الأسماك، زادت تكلفة وجبات العائلات، حيث تحتاج الأسرة المكونة من أربعة أفراد إلى مبلغ يتراوح بين 200 و800 جنيه لوجبة سمك واحدة حسب النوع المختار، مما يدفع الملايين لتقليل استهلاكهم أو حتى الاستغناء كليًا عنه.
الأسباب الرئيسية وراء انفجار أسعار الأسماك في مصر اليوم
تكمن جذور ارتفاع الأسعار في مجموعة من العوامل المتشابكة، أبرزها ارتفاع تكاليف الوقود والنقل، الأمر الذي أدى إلى زيادة تكلفة عمليات الصيد بشكل كبير، بالإضافة إلى تقلبات أسعار الصرف التي أثرت سلباً على القدرة على استيراد المأكولات البحرية. يؤكد د. محمد صبحي، خبير الثروة السمكية، أن الفارق السعري الكبير يوازي أزمة 2008 الاقتصادية ولكن تأثيره أعمق وأطول أثرًا. كما أن موسم الشتاء وشدة الطقس السلبي في البحرين الأحمر والمتوسط يزيد من صعوبة عمليات الصيد، مما يساهم في ندرة المعروض وارتفاع الأسعار.
| نوع السمك | السعر بالجنيه المصري |
|---|---|
| الهامور | 450 |
| الجمبري الكبير | 400 |
| الموسى | 250-400 |
| السردين | 25 |
- ارتفاع تكاليف الوقود والنقل
- تقلبات أسعار الصرف
- تأثير الطقس والأحوال الجوية على الصيد
- انخفاض المعروض في الأسواق المحلية
مستقبل أسعار الأسماك في مصر والتغير المتوقع في أنماط الاستهلاك
يتساءل الكثيرون: هل يشكل انفجار أسعار الأسماك في مصر اليوم ظاهرة مؤقتة أم بداية مرحلة جديدة في سوق الأسماك؟ الخبيرون منقسمون، حيث يراهن الفريق المتفائل على تحسن تدريجي مع استقرار أسعار الوقود عالميًا، بينما يحذر المتشائمون من احتمالية تغير جذري يدوم لفترات طويلة في عادات الاستهلاك الغذائي. هذا الواقع الإقتصادي يجعل وجبة السمك التي كانت حقًا يوميًا لأغلب المصريين، حكرًا على فئة محدودة قادرة على تحمل التكلفة الباهظة، وهو ما يعيد تعريف مفهوم الطعام البحري ويؤثر بلا شك على ثقافة التغذية في مصر.
كانت هذه الزيادة الحادة في أسعار الأسماك نقطة تحول في حياة الكثير من المصريين، إذ أصبح من الضروري البحث عن البدائل الاقتصادية للحفاظ على الصحة والتغذية الجيدة، وسط واقع اقتصادي صعب يعصف بأسواق المأكولات البحرية كافةً في البلاد
