تحالف استثماري ضخم يعيد تشكيل قطاع السياحة في المملكة العربية السعودية.

تحالف استثماري ضخم يعيد تشكيل قطاع السياحة في المملكة العربية السعودية.

تُشكل الشراكة السعودية السويسرية في قطاع الضيافة نقطة تحول استراتيجية أُعلن عنها في مؤتمر توريزم 2025 بالرياض، وهي تمثل صفقة فريدة من نوعها بين مؤسسات تعليمية مرموقة وشركات استثمارية رائدة مثل تنمية كابيتال وسوميت للتعليم، حيث يهدف هذا التعاون إلى دعم التطوير التعليمي والتدريبي بما يتماشى مع أهداف رؤية المملكة 2030 ويعزز التنمية الاقتصادية لقطاعات السياحة والضيافة.

أساسيات الشراكة السعودية السويسرية في قطاع الضيافة ورؤيتها لـ 25 عامًا

تؤسس هذه الاتفاقية لنظام تعليمي وتدريبي متكامل يمتد على مدار 25 عامًا، ويركز بشكل أساسي على إعداد وتأهيل الكفاءات المحلية والدولية لمواكبة الطلب المتزايد في قطاعي السياحة والضيافة المزدهرين بالمملكة العربية السعودية، فمن خلال تقديم مؤهلات عالمية المستوى، يهدف هذا التعاون إلى خلق فرص عمل نوعية وتعزيز مكانة المملكة كمركز إقليمي رائد في مجال تعليم الضيافة، مما يفتح آفاقًا واسعة أمام الشباب السعودي ويجذب المواهب العالمية للمساهمة في هذا النمو.

إن إرساء بنية تعليمية قوية هو جوهر هذه المبادرة، حيث سيتم دمج أحدث الأساليب التعليمية في مجالات الضيافة والسياحة داخل المملكة، وسيكتسب الطلاب عبر مجموعة متنوعة من البرامج التدريبية خبرة عملية في الممارسات الرائدة عالميًا، وهو ما يضمن استعدادهم التام لمواجهة التحديات المحلية والدولية في القطاع، كما تشمل هذه المبادرة الطموحة خططًا لبناء فروع جامعية جديدة، مع تركيز خاص على مدينة جدة، لتوسيع نطاق الفرص التعليمية المتاحة وتسهيل الوصول إليها.

دور تنمية كابيتال وسوميت للتعليم في نجاح الشراكة السعودية السويسرية في قطاع الضيافة

تُدار الملامح الرئيسية لهذه الشراكة الاستراتيجية بواسطة شركة تنمية كابيتال التي تتولى إدارة صندوق ضخم بقيمة 600 مليون ريال سعودي، أي ما يعادل حوالي 140 مليون يورو، ويهدف هذا الصندوق إلى تطوير البنية التحتية اللازمة لقطاع الضيافة وتنمية الكفاءات المحلية، بينما تتولى شركة سوميت للتعليم، بمؤسساتها العالمية المرموقة، مسؤولية توجيه الجانب التعليمي والأكاديمي، وهذا يضمن إعداد الطلاب السعوديين والدوليين لمسارات مهنية ناجحة في قطاع السياحة سريع التطور، وتلعب تنمية كابيتال دورًا محوريًا من خلال صندوق تنمية للضيافة والسياحة (THTF) المصمم لدعم المبادرات التعليمية وتوفير الكوادر المؤهلة لتلبية احتياجات المستقبل.

جرى خلال القمة توقيع مذكرة تفاهم هامة بين شركة تنمية كابيتال وشركة وادي جدة، التي تمثل الذراع الاستثماري لجامعة الملك عبد العزيز، وتركز هذه الاتفاقية على تطوير حرم جامعي جديد في جدة ليكون مركزًا تعليميًا رئيسيًا لقطاعي الضيافة والسياحة، ويعكس هذا التعاون التزامًا بتوفير بيئة تعليمية عالمية المستوى، حيث تسعى الشراكة السعودية السويسرية في قطاع الضيافة من خلال هذه الخطوات إلى تحقيق الأهداف التالية:

  • تطوير بنية تحتية تعليمية مستدامة ومتقدمة.
  • تأهيل الكفاءات المحلية والدولية وفقًا لأعلى المعايير.
  • توفير برامج تدريبية متنوعة تدمج بين النظرية والتطبيق.
  • تأسيس فروع جامعية جديدة في مدن استراتيجية مثل جدة.

كيف تدعم الشراكة السعودية السويسرية في قطاع الضيافة رؤية 2030 وتجربة السياح

تولي رؤية المملكة 2030 أهمية بالغة لتنمية رأس المال البشري، خاصة في قطاعي الضيافة والسياحة، وتأتي الشراكة السعودية السويسرية في قطاع الضيافة لتتوافق تمامًا مع هذا الهدف، حيث تساهم في تنويع مصادر الاقتصاد الوطني وتوفير فرص عمل واعدة للمواطنين، كما تعمل على ترسيخ مكانة المملكة كوجهة سياحية عالمية رائدة، فهذا التعاون هو حجر الأساس لتزويد القوى العاملة المستقبلية بالمهارات والمؤهلات اللازمة لتحقيق هذه الطموحات الكبرى ودفع عجلة التنمية المستدامة.

إن التطورات التعليمية التي تقودها هذه المبادرة لن تعود بالنفع على القوى العاملة المحلية فقط، بل ستنعكس إيجابًا على تجربة السفر الشاملة في المملكة، فمع انضمام المزيد من المهنيين المهرة إلى سوق العمل، سيلاحظ السياح تحسنًا ملحوظًا في جودة الخدمات المقدمة في الفنادق والمنتجعات والمطاعم، وستحصل البنية التحتية للضيافة على دفعة قوية، مما يجعل المملكة وجهة أكثر جاذبية للمسافرين من جميع أنحاء العالم الذين يبحثون عن تجارب سياحية فريدة ومميزة.

يمكن للمسافرين إلى المملكة العربية السعودية توقع الاستمتاع بمجموعة واسعة من الخدمات وعروض الضيافة عالية الجودة التي يقودها كوادر مؤهلة بفضل الخبرة المكتسبة من خلال هذه المبادرة، والتي ستضمن مستوى رفيعًا من الخدمات السياحية، بدءًا من الفنادق الفاخرة وصولًا إلى تجارب الطهي المحلية الأصيلة، حيث سيحظى السياح بخدمة عالمية المستوى في ظل النمو المستمر الذي يشهده قطاع السياحة السعودي.

يمثل هذا التعاون بين المملكة وسويسرا تقدمًا مهمًا نحو تحقيق أهداف رؤية 2030، فمن خلال الاستثمار الصحيح في رأس المال البشري والبنية التحتية، تقترب المملكة من أن تصبح قوة عالمية مؤثرة في قطاعي الضيافة والسياحة، مقدمةً تدريبًا وتعليمًا وخدمات بأعلى معايير الجودة العالمية.

كاتب صحفي يهتم بتقديم الأخبار والتقارير بشكل مبسط وواضح، مع متابعة مستمرة للتفاصيل وتقديم المعلومة للقارئ بصورة دقيقة وسريعة.