خبراء يحددون روتين العمل المكتبي كمحرك صامت لموجة مرض السكر الجديدة.

خبراء يحددون روتين العمل المكتبي كمحرك صامت لموجة مرض السكر الجديدة.

عوامل خطر الإصابة بمرض السكري تشكل مزيجًا معقدًا بين الاستعداد الوراثي والعادات اليومية، ورغم أن الجينات تلعب دورًا أساسيًا، إلا أن نمط الحياة غير الصحي أصبح المحرك الرئيسي لانتشار هذا المرض المزمن عالميًا؛ حيث يساهم فهم هذه العوامل في رسم خريطة طريق واضحة للوقاية وتقليل فرص حدوث المرض بشكل كبير في المستقبل.

عوامل خطر الإصابة بمرض السكري التي لا يمكن تغييرها

توجد مجموعة من المحددات التي ترفع من احتمالية الإصابة بالسكري ولا يمكن التحكم بها؛ أبرزها التاريخ العائلي الصحي، فإذا كان أحد الوالدين أو الأشقاء مصابًا بالمرض، يرتفع خطر إصابتك بشكل ملحوظ؛ لذلك تعد مشاركة هذه المعلومات مع الطبيب خطوة حيوية لتقييم وضعك الصحي، كما أن التقدم في العمر يعد من أبرز عوامل خطر الإصابة بمرض السكري، خاصة بعد تجاوز سن الأربعين، حيث يزداد الخطر تدريجيًا كلما تقدم الإنسان في العمر.

بالنسبة للنساء، تظهر بعض الحالات الصحية الخاصة التي تزيد من احتمالية المرض، فسجل الإصابة بسكري الحمل، الذي يظهر خلال فترة الحمل ويختفي غالبًا بعد الولادة، يضع المرأة في دائرة الخطر مستقبلاً، خصوصًا إذا كان لديها تاريخ عائلي لهذه الحالة؛ وبالمثل، تعتبر متلازمة تكيس المبايض (PCOS) عاملًا مساهمًا قويًا، وتُعد من أبرز عوامل خطر الإصابة بمرض السكري التي تتطلب إدارة فعالة لتجنب تطور مقاومة الأنسولين.

كيف يؤثر نمط الحياة على عوامل خطر الإصابة بمرض السكري؟

يلعب نمط الحياة الحديث دورًا محوريًا في زيادة معدلات الإصابة بالسكري، حيث تعتبر السمنة أو الوزن الزائد من أهم عوامل خطر الإصابة بمرض السكري القابلة للتغيير، إذ تزيد الدهون المتراكمة من مقاومة الجسم للأنسولين؛ كما أن قلة النشاط البدني والجلوس لساعات طويلة، وهو ما يفرضه واقع العمل المكتبي على الكثيرين، يفاقم المشكلة ويجعل الجسم أكثر عرضة للإصابة بالمرض المزمن، مما يؤكد على الارتباط الوثيق بين الحركة والصحة الأيضية.

إن طبيعة النظام الغذائي المتبع تؤثر بشكل مباشر على صحتنا، فالاعتماد المفرط على الأطعمة المصنعة والغنية بالكربوهيدرات المكررة والسكريات المضافة، مثل المشروبات الغازية والحلويات والمعجنات، يضع ضغطًا هائلاً على البنكرياس؛ وبالمقابل، فإن إهمال تناول الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة والتركيز على اللحوم الحمراء والدهون المشبعة يساهم بشكل كبير في تعزيز عوامل خطر الإصابة بمرض السكري ويخل بالتوازن الغذائي الضروري للجسم.

استراتيجيات للتحكم في عوامل خطر الإصابة بمرض السكري القابلة للتعديل

لحسن الحظ، يمكن إدارة العديد من عوامل خطر الإصابة بمرض السكري أو تقليل تأثيرها بشكل كبير من خلال تبني خيارات صحية واعية، حيث إن فقدان ما بين 5 إلى 10% فقط من وزن الجسم يمكن أن يحدث فرقًا جوهريًا في تقليل خطر الإصابة، وهذا الهدف يمكن تحقيقه عبر مجموعة من التعديلات السلوكية التي تشمل النظام الغذائي والنشاط البدني وغيرها من العادات اليومية التي تشكل مجتمعة خط الدفاع الأول ويمكن تلخيص أبرزها في النقاط التالية:

  • إدارة الوزن: الحفاظ على وزن صحي أو فقدان الوزن الزائد يقلل من مقاومة الأنسولين.
  • النشاط البدني المنتظم: ممارسة الرياضة تساعد الجسم على استخدام الجلوكوز بكفاءة أكبر.
  • النظام الغذائي المتوازن: التركيز على الأطعمة الكاملة وتقليل السكريات والدهون غير الصحية.
  • التحكم في ضغط الدم: الحفاظ على مستويات ضغط الدم ضمن النطاق الصحي.
  • جودة النوم وإدارة التوتر: الحصول على قسط كافٍ من النوم وتجنب الإجهاد المزمن.
  • الإقلاع عن التدخين: يعتبر التدخين عامل خطر مباشر للعديد من الأمراض المزمنة بما فيها السكري.

يعد التحكم في ضغط الدم المرتفع أمرًا بالغ الأهمية، فهو لا يلحق الضرر بالجهاز القلبي الوعائي فحسب، بل يرتبط ارتباطًا وثيقًا بمضاعفات السكري، لذلك يجب على الأشخاص المعرضين للخطر أو المصابين بالمرض السعي للحفاظ على قراءات ضغط الدم ضمن المعدلات الموصى بها، والتي غالبًا ما تكون مؤشرًا حيويًا على الصحة العامة وقدرة الجسم على التعامل مع عوامل خطر الإصابة بمرض السكري الأخرى.

الفئة معدل ضغط الدم المستهدف (ملم زئبق)
المصابون بالسكري وارتفاع ضغط الدم أقل من 130/80

إضافة إلى ذلك، لا يمكن إغفال تأثير النوم المتقطع والتوتر النفسي كأحد عوامل خطر الإصابة بمرض السكري الصامتة، فهذه العوامل تزيد من خطر الإصابة بالسكري، كما أن التدخين يعتبر من العادات المدمرة التي يجب الإقلاع عنها فورًا، وهناك العديد من الموارد والأدوات المتاحة للمساعدة في تحقيق هذا الهدف.

كاتبة صحفية متخصصة في مجال التكنولوجيا، تتابع أحدث الابتكارات الرقمية وتبسط المعلومات للقارئ بأسلوب واضح وسهل الفهم.