مبادرات من 3 قارات تتوج بجائزة مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية

أُعلن رسميًا عن أسماء الفائزين بجائزة مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية 2025، وهي واحدة من أهم الجوائز التي تحتفي بالجهود الاستثنائية لخدمة لغة الضاد وتعزيز مكانتها عالميًا، وتأتي هذه الدورة الرابعة ضمن مبادرات المجمع الاستراتيجية لدعم مجالات التعليم والحوسبة والأبحاث، بما ينسجم مع أهداف برنامج تنمية القدرات البشرية في المملكة العربية السعودية.

الكشف عن قائمة الفائزين بجائزة مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية 2025 وتفاصيل التكريم

سيتم تكريم الفائزين في حفل كبير يُقام تحت رعاية كريمة من صاحب السمو الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان آل سعود، وزير الثقافة ورئيس مجلس أمناء المجمع، وذلك في مدينة الرياض يوم الأحد الموافق 30 نوفمبر 2025م، وقد أوضح الأستاذ الدكتور عبدالله بن صالح الوشمي، الأمين العام للمجمع، أن هذه المبادرة السنوية تحظى بدعم متواصل من سمو وزير الثقافة، وتهدف إلى تقدير الإنجازات المتميزة التي تسهم في نشر اللغة العربية وتطوير استخدامها على الصعيدين المحلي والدولي، كما تسعى لتشجيع المبادرات الإبداعية التي ترتقي بالمحتوى العربي وتواكب أحدث التحولات التقنية والمعرفية، وتُظهر مساهمات هؤلاء الفائزين بجائزة مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية 2025 مدى التطور الحاصل في خدمة اللغة.

وقد غطت الجائزة في دورتها الرابعة أربعة فروع رئيسية تشمل تعليم اللغة وتعلمها، وحوسبتها وخدمتها بالتقنيات الحديثة، بالإضافة إلى أبحاثها ودراساتها العلمية، ونشر الوعي اللغوي عبر المبادرات المجتمعية، وخضعت جميع الأعمال المرشحة لآليات تحكيم دقيقة ومعايير صارمة قامت بتقييمها لجان علمية متخصصة، حيث ركزت على مؤشرات تقيس جودة العمل وعمق تأثيره واستدامته، إلى جانب مدى الإبداع والابتكار والتميز في الأداء، والشمولية وسعة الانتشار، فضلًا عن الفاعلية والأثر الملموس الذي حققته تلك الأعمال على أرض الواقع.

استعراض جهود الفائزين بالجائزة في فروع التعليم وحوسبة اللغة العربية

في فرع تعليم اللغة العربية وتعلمها، مُنحت الجائزة في فئة الأفراد للأستاذ الدكتور محمود محمد عادل محمود البطل من الولايات المتحدة، تقديرًا لإسهاماته المتميزة التي تنوعت بين الجانبين النظري والتطبيقي مع تأثير عالمي واسع، وقد تميزت جهوده بما يلي:

  • الجمع بين التنظير العميق للظاهرة اللغوية العربية وتحليل مناهجها.
  • تطوير المهارات اللغوية وطرائق اكتسابها بشكل مبتكر.
  • إنتاج علمي غزير يشمل كتبًا مؤلفة ودراسات محكّمة وبحوثًا تطبيقية.

أما في فئة المؤسسات، فقد فازت مؤسسة مناهج العالمية من المملكة العربية السعودية، وذلك لجهودها في تقديم رؤية منهجية متكاملة لتعليم اللغة العربية، حيث عملت على إعداد وثيقة مرجعية انبثق عنها إنتاج مناهج ووسائل تربوية متنوعة، إلى جانب تطوير برامج تدريبية متقدمة للمعلمين وتوظيف المنصات الرقمية الحديثة لإحداث نقلة نوعية في التعليم.

وفي فرع حوسبة اللغة العربية وخدمتها بالتقنيات الحديثة، نال الجائزة في فئة الأفراد الدكتور أحمد ميلود أحمد خرصي من الجزائر، لجهوده البارزة في تطوير أكثر من 30 نظامًا حاسوبيًا ضمن مشروع “أنظمة بلقيس”، والذي شمل أدوات متطورة للتشكيل الآلي والتصحيح الإملائي والصوتي، إضافة إلى بناء مدونات لغوية حاسوبية نادرة، وفي فئة المؤسسات، فازت مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية من المملكة العربية السعودية، تقديرًا لريادتها الممتدة لأكثر من ثلاثة عقود في مجال المعالجة الآلية للغة العربية، إذ طورت منظومة متكاملة من التقنيات اللغوية مثل نظام التعرف الآلي على الكلام، ومحرك البحث الشعري “نبع”، والمدونة العربية الشاملة التي تغطي 1500 عام من الاستخدام اللغوي.

إنجازات الفائزين بجائزة مجمع الملك سلمان العالمي في أبحاث اللغة ونشر الوعي

في فرع أبحاث اللغة العربية ودراساتها العلمية، مُنحت الجائزة بالمناصفة في فئة الأفراد لكل من الأستاذ الدكتور رمزي منير بعلبكي من لبنان، الذي أغنى الدراسات اللسانية والمعجمية على مدى أربعة عقود بأبحاث دقيقة ومبتكرة، والأستاذ الدكتور سعد عبد العزيز مصلوح من مصر، الذي تميز مشروعه العلمي بالتأصيل المنهجي والانفتاح على اللسانيات الحديثة عبر أكثر من خمسين عامًا من العطاء، أما في فئة المؤسسات، فقد فاز المركز التربوي للغة العربية لدول الخليج من الإمارات العربية المتحدة، لمشروعه المتكامل في تطوير تعليم العربية عبر تصميم برامج وأدلة منهجية ووضع سياسات تربوية فعالة، وهو ما يعكس التقدير العميق لجهود هؤلاء الفائزين بجائزة مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية 2025.

وفي فرع نشر الوعي اللغوي وإبداع المبادرات المجتمعية اللغوية، فاز في فئة الأفراد الأستاذ الدكتور مازن عبد القادر محمد المبارك من سوريا، لجهوده المتميزة على مدى عقود في الارتقاء بالوعي اللغوي، خاصة عبر كتابه الرائد “نحو وعي لغوي” الذي أحدث نقلة نوعية في ربط اللغة بالهوية، بينما فاز في فئة المؤسسات الائتلاف الوطني من أجل اللغة العربية بالمغرب، لجمعه بين العمل الميداني التوعوي والانخراط في صياغة خطاب مجتمعي حول السياسات اللغوية، مما جعله فاعلًا محوريًا في قضايا اللغة والهوية بالمغرب.

تسعى هذه الجائزة إلى إبراز ريادة المملكة في خدمة لغة الضاد، وتشجيع التميز والإبداع في مجالاتها المختلفة، ودعم الجهود الرامية لرفع مستوى الوعي بأهميتها كمكون أساسي للهوية الثقافية ومورد معرفي واقتصادي واعد.

كاتب صحفي يهتم بتقديم الأخبار والتقارير بشكل مبسط وواضح، مع متابعة مستمرة للتفاصيل وتقديم المعلومة للقارئ بصورة دقيقة وسريعة.