فيفا يحظر مشجعين بسبب الإساءة الإلكترونية كخطوة حاسمة ضمن جهوده المستمرة لتعزيز بيئة رياضية نظيفة وخالية من الكراهية والتمييز، حيث كشف الاتحاد الدولي لكرة القدم عن نتائج خدمة حماية وسائل التواصل الاجتماعي المبتكرة، والتي تهدف إلى حماية اللاعبين والمسؤولين والفرق خلال البطولات الرسمية، مؤكداً أن هذه الإجراءات الصارمة تأتي لترسيخ مبادئ الاحترام والشمولية في عالم كرة القدم.
لقد أثبت الاتحاد الدولي التزامه الجاد بمحاربة الظواهر السلبية في الملاعب الافتراضية، فمنذ إطلاق نظام الحماية المتطور في عام 2022، تم رصد وتحليل كم هائل من المحتوى الرقمي، ونتج عن ذلك الإبلاغ عن أكثر من 65 ألف منشور مسيء بهدف مراجعته وإزالته من منصات التواصل الاجتماعي المختلفة، وهذا الرقم الضخم يعكس حجم التحدي الذي يواجهه العالم الرياضي، خاصة مع تسجيل أكثر من 30 ألف منشور مسيء منذ بداية هذا العام وحده، مما يؤكد أن قرار فيفا حظر مشجعين بسبب الإساءة الإلكترونية لم يأت من فراغ بل هو نتيجة حتمية لمواجهة هذا السلوك المتزايد.
تفاصيل خدمة الحماية التي دفعت فيفا لحظر مشجعين بسبب الإساءة الإلكترونية
أعلن فيفا في بيان رسمي، بالتزامن مع اليوم العالمي للتسامح، عن تعزيز خدمة حماية وسائل التواصل الاجتماعي وتوسيع نطاقها لتشمل جميع المشاركين في بطولاته، بالإضافة إلى إتاحتها للاتحادات الأعضاء للاستفادة منها على المستوى المحلي؛ وتعتمد هذه الخدمة على نظام مراقبة استباقي متطور يكشف ويبلغ عن أي محتوى يتضمن عنفاً أو تهديداً أو تمييزاً، مما يضمن بيئة آمنة للمجتمع الكروي بأكمله، وهذه الآلية الفعالة هي التي مكنت فيفا من تحديد المتجاوزين بدقة، وهو ما يفسر لماذا قرر فيفا حظر مشجعين بسبب الإساءة الإلكترونية بناءً على بيانات موثوقة وتحليلات دقيقة، فالهدف الأساسي ليس فقط معاقبة المخالفين بل حماية الضحايا المحتملين ومنع انتشار خطاب الكراهية الذي لا مكان له في كرة القدم.
الإجراءات القانونية المترتبة على الإساءة: كيف يحارب فيفا الظاهرة؟
لم تقتصر جهود الاتحاد الدولي على مجرد إزالة المحتوى المسيء، بل تجاوزتها إلى اتخاذ إجراءات قانونية ملموسة، حيث كشف البيان عن إبلاغ جهات إنفاذ القانون العالمية عن 11 شخصاً منذ بداية العام الحالي بسبب اعتداءات تعرض لها مشاركون في منافسات فيفا، والأمر الأكثر أهمية هو إحالة قضية واحدة إلى منظمة الشرطة الجنائية الدولية “الإنتربول”، مما يبرهن على جدية التعامل مع هذه الجرائم الإلكترونية، وفي خطوة رادعة أخرى، تم إدراج الأفراد المسؤولين عن هذا السلوك في قائمة سوداء لمنعهم من شراء أي تذاكر لحضور فعاليات فيفا المستقبلية، وهذه الإجراءات المتكاملة تؤكد أن قرار فيفا حظر مشجعين بسبب الإساءة الإلكترونية هو جزء من استراتيجية شاملة تهدف إلى اجتثاث هذه الظاهرة من جذورها ومحاسبة مرتكبيها.
| المؤشر الإحصائي في كأس العالم للأندية | العدد المسجل |
|---|---|
| الحسابات التي تمت مراقبتها | 2401 حساب نشط |
| المنشورات التي تم تحليلها | 5.9 مليون منشور |
| المنشورات المبلغ عنها للمراجعة | 179,517 منشورًا |
| المنشورات المحذوفة من المنصات | 20,587 منشورًا |
تطبيق صارم في كأس العالم للأندية: أرقام تكشف حجم الحملة ضد الإساءة
شكلت النسخة الماضية من بطولة كأس العالم للأندية ميداناً حيوياً لتطبيق هذه الخدمة، حيث وفرت الحماية لجميع الفرق الـ 32 المشاركة، والتي ضمت لاعبين من 72 جنسية مختلفة، وخلال هذه البطولة وحدها، راقب النظام 2401 حساباً نشطاً عبر خمس منصات تواصل اجتماعي كبرى، شملت اللاعبين والمدربين والفرق والحكام، وقد تم تحليل ما يقارب 5,9 مليون منشور وتعليق، ونتيجة لذلك تم الإبلاغ عن 179,517 منشوراً للمراجعة الدقيقة، ومن ثم إبلاغ المنصات عن 20,587 منشوراً لاتخاذ الإجراءات اللازمة بحذفها، وهذه الأرقام تقدم دليلاً قاطعاً على فعالية النظام، وتوضح أن قرار فيفا حظر مشجعين بسبب الإساءة الإلكترونية يستند إلى عمليات رصد واسعة ومستمرة.
تهدف هذه المنظومة المتكاملة إلى تحقيق أهداف متعددة تتجاوز مجرد الحماية الفردية، فهي مصممة خصيصاً لمواجهة الإساءة الإلكترونية بجميع أشكالها، خاصة الرسائل العنصرية والتمييزية والتهديدية التي تتزايد خلال البطولات الكبرى، والنظام لا يحمي أصحاب الحسابات فقط؛ بل يعمل أيضاً على منع متابعيهم من التعرض لهذا المحتوى الضار، وهو ما يساهم بشكل فعال في مكافحة تطبيع هذه الأفعال السلبية في الفضاء الرقمي.
- حماية الأفراد المستهدفين من الإساءة الإلكترونية والتهديدات.
- منع جمهور المتابعين من مشاهدة المحتوى العدائي أو التمييزي.
- المساهمة في الحد من تطبيع السلوكيات المسيئة على الإنترنت.
هذه الجهود المستمرة تعكس رؤية فيفا في جعل كرة القدم أداة للتقارب والتسامح، والتأكيد على أن الفضاء الرقمي المرتبط باللعبة يجب أن يعكس هذه القيم، وأن أي محاولة لتعكير صفو الرياضة ستواجه بإجراءات حاسمة وفورية.
