الصلاة النارية ودورها في تعزيز القرب من الله بين المسلمين وحكمها الشرعي

الصلاة النارية ودورها في تعزيز القرب من الله بين المسلمين وحكمها الشرعي
الصلاة النارية ودورها في تعزيز القرب من الله بين المسلمين وحكمها الشرعي

الصلاة النارية وكيف تساهم في التقرب إلى الله تعد الصلاة النارية من الصيغ الروحانية التي يلجأ إليها كثير من المسلمين طلبًا للراحة النفسية وتيسير الأمور في حياتهم، وتظهر كوسيلة عميقة للتقرب إلى الله عند مواجهة الصعاب والمحن التي تكتنف الحياة اليومية؛ فهي تحتوي على معانٍ مؤثرة وكلمات تدعو للفرج والصلاح، مما يجعل الكثيرين يتساءلون عن حكم الصلاة النارية وشروط أدائها الصحيحة داخل الإطار الشرعي الإسلامي.

الصلاة النارية: تعريفها وصيغتها في طلب التقرب إلى الله

الصلاة النارية عبارة عن صيغة معينة من الصلاة على النبي ﷺ، يتم فيها ترديد عبارات مثل: “اللهم صل صلاة كاملة، وسلم سلامًا تامًا على نبي تنحل به العقد، وتنفرج به الكرب، وتقضى به الحوائج، وتنال به الرغائب، وحسن الخواتيم…”، بالإضافة إلى الدعاء المستمر لآله وصحبه؛ هذه الصيغة اشتهرت بين المسلمين لأنها تُعد طريقة روحية لطلب الفرج وتيسير الأمور، لما تحويه من معانٍ روحية عميقة تُلامس قلب المسلم وتزيد من خشوعه وتوكله على الله، ما يجعلها ذات أهمية كوسيلة للتقرب إلى الله خاصة في أوقات الشدة والمحن.

الحكم الشرعي للصلاة النارية وجهود العلماء في تبيان صيغتها الصحيحة

نما حول الصلاة النارية جدل فقهي بين العلماء؛ حيث اعتبر بعضهم أن هذه الصلاة غير مثبتة عن النبي ﷺ وأن بعض عبارات الصيغة قد تُفهم خطأ، مثل “تنحل به العقد” و”تنفرج به الكرب”، لما توحيه من أن النبي himself يُخرج الناس من الأزمات، في حين تؤكد العقيدة الإسلامية وحدانية الله في تيسير الأمور وقضاء الحوائج. ويرتبط تساؤل الحكم الشرعي للصلاة النارية أيضًا بالأدلة الشرعية التي وردت في القرآن والسنة، ومنها قوله تعالى: “أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ” (النمل: 62)، وحديث النبي ﷺ لابنته فاطمة: “اعملي ما شئت، فإني لا أغني عنك من الله شيئًا”، ممّا يؤكد أن النبي ﷺ لا يملك نفعًا أو ضررًا إلا بإذن الله، لذلك يُحثُّ المسلمون على الالتزام بالصيغ المشروعة والمعتمدة.

صيغة الصلاة على النبي المأثورة ورأي دار الإفتاء في الصلاة النارية

تأتي الصيغة المشروعة للصلاة على النبي ﷺ، كما وردت في الحديث المتفق عليه، على النحو التالي: “اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد…”، وهي التي توصي بها مجامع العلماء لتجنب أي لبس أو تحريف في المعاني. أما دار الإفتاء المصرية، فقد أشار الدكتور أحمد ممدوح، مدير إدارة الأبحاث الشرعية وأمين الفتوى، إلى أن الصلاة النارية أو التفريجية أو القرطبية هي أسماء متداولة لنفس الصيغة، وأنها ليست بدعة إذا كانت نابعة من قلوب مخلصة وتقرب إلى الله بصدق، شريطة مراعاة صحة الثبوت والتزام الصيغة الشرعية. وتعود تسمية الصلاة النارية إلى تشبيه تأثيرها بسرعة النار في إحداث التغيير والفرج، بينما يعرفها البعض بالتفريجية لتعطى انطباعًا بأثرها في تخفيف الكرب، وسميت كذلك نسبة للإمام القرطبي الذي ذكر فضلها في مؤلفاته.

  • الصلاة النارية هي دعاء مركب على النبي ﷺ تتضمن طلب الفرج وتيسير الأمور
  • الحكم الشرعي يحتّم التأكد من ثبوت الصيغة عن النبي ﷺ وعدم مخالفتها للعقيدة
  • الصيغة الصحيحة المتفق عليها تضمن الصلاة والسلام على النبي وإخوانه وأهله
  • دار الإفتاء تؤكد أن الصلاة النارية ليست بدعة إن أُديت بصدق وبالصيغة المأثورة
السمة التوضيح
التسمية سُميت بالصلاة النارية لتأثيرها السريع كالنار، وردت بتسميات أخرى مثل التفريجية والقرطبية
المضمون طلب الفرج وحل العقد وتيسير الأحوال من خلال الصلاة على النبي ﷺ
الحكم الشرعي مسموحة بشرط الالتزام بالصيغ الشرعية وعدم نسب قدرة التيسير للنبي ﷺ بنفسه

تبقى الصلاة النارية وسيلة روحية مهمة يعول عليها المسلمون كثيرًا في سُبل التقرب إلى الله، ولكن ينبغي أن تكون متمسكة بضوابط الشرع والبعد عن المبالغة الخاطئة في التعبير عنها؛ فالهدف الأساس هو التوجه إلى الله بالدعاء والصلاة على نبيه ﷺ بما يرضي الله ويقرب القلوب إليه، وهو ما يتجلى في الصيغة الشرعية المأثورة التي أوصى بها النبي ﷺ ولا زالت المحطة الأهم لكل مسلم يسعى بالنقاء والتقوى.

كاتب صحفي رياضي يقدّم تغطية سريعة للمباريات والأحداث الرياضية، بأسلوب بسيط يوصّل المعلومة للجمهور بشكل جذاب ومباشر.