تعتبر أقدم شجرة عنب في العالم كنزاً نباتياً تم الاعتراف به رسمياً مؤخراً من قبل موسوعة جينيس للأرقام القياسية، حيث تقع هذه الشجرة البرية المعمرة في أحضان جبال شرق التبت الشاهقة، ويصل عمرها الموثق إلى 416 عاماً، وقد تم الكشف عن هذا الأثر الطبيعي المذهل في قرية زوبا خلال مسح شامل للأشجار القديمة في مدينة تشانغدو الصينية.
كيف تم تحديد عمر أقدم شجرة عنب في العالم؟
لم يكن تحديد عمر الشجرة مجرد تخمين؛ بل استند إلى عملية علمية دقيقة وموثوقة قام بها فريق متخصص من مختبر أبحاث علوم الأخشاب التابع لجامعة جنوب غرب الغابات في الصين، وقد اعتمد الخبراء على تحليل الحلقات السنوية للشجرة، وهي تقنية تُعرف باسم علم تحديد أعمار الأشجار، إلى جانب إجراء قياسات فيزيائية مفصلة لتأكيد النتائج بدقة متناهية، وجاءت هذه الدراسة لتكشف عن عينة نباتية نادرة بكل المقاييس؛ فهي ليست فقط **أقدم شجرة عنب في العالم**، بل تتمتع أيضاً بمواصفات فيزيائية استثنائية تجعلها محط أنظار الباحثين والمهتمين بالطبيعة حول العالم، وهو ما يوضح أهمية هذا الاكتشاف العلمي الذي يضيف بعداً جديداً لفهمنا لقدرة الكروم على البقاء والنمو لقرون طويلة.
| المواصفات الفيزيائية | القياس الدقيق |
|---|---|
| الارتفاع | 8 أمتار |
| محيط الجذع | 209 سنتيمترات |
| قطر الجذع | 67 سنتيمتراً |
البيئة الفريدة التي احتضنت أقدم شجرة عنب في العالم
إن اكتشاف **أقدم شجرة عنب في العالم** في هذه المنطقة لم يكن وليد الصدفة، فعلى الرغم من أن العمر الافتراضي لمعظم أشجار العنب لا يتجاوز عادة خمسين عاماً، إلا أن مقاطعة زوغانغ التي عُثر فيها على الشجرة تُعد بيئة استثنائية بكل معنى الكلمة، فقد تمكن المسح من رصد 64 شجرة عنب أخرى يتجاوز عمر كل منها 100 عام، وهو رقم لافت للنظر، ويرتبط هذا الأمر ارتباطاً وثيقاً بتاريخ المقاطعة العريق في صناعة النبيذ الذي يمتد لأكثر من ألف عام؛ مما يشير إلى أن الأجيال المتعاقبة قد حافظت على هذه الكروم وطورت فهماً عميقاً لمتطلباتها، ويبدو أن البيئة المحلية تمتلك مجموعة من الخصائص الفريدة التي تدعم نمو الكروم بشكل فريد وتمنحها عمراً مديداً يتجاوز كل التوقعات.
- المناخ القاسي: قد يكون للارتفاع الشاهق والظروف المناخية المتقلبة دور في تقوية الكروم وجعلها أكثر مقاومة.
- التربة الغنية: من المحتمل أن تركيبة التربة الفريدة في جبال التبت توفر العناصر الغذائية المثالية للنمو البطيء والمستدام.
- العزلة الجغرافية: ساهمت العزلة في حماية هذه السلالات البرية من الأمراض والآفات التي قضت على كروم أخرى حول العالم.
أقدم شجرة عنب في العالم في مواجهة كرمة ماريبور
على الرغم من هذا الإنجاز الموثق، لا تزال كرمة ماريبور الشهيرة في سلوفينيا تحتفظ بلقبها المميز كأقدم شجرة عنب لا تزال تثمر حتى يومنا هذا، مما يجعلها رمزاً للخصوبة والاستمرارية، وعندما تمت دراسة كرمة ماريبور في عام 1972، قدر الخبراء عمرها بما يتراوح بين 350 و400 عام؛ إلا أنهم واجهوا تحدياً كبيراً حال دون تحديد عمرها بدقة علمية قاطعة، حيث أدى تعفن جزء من قاعدة جذعها إلى استحالة عد حلقاتها السنوية بالكامل، وبالتالي فإن اكتشاف **أقدم شجرة عنب في العالم** في التبت يقدم للعالم سجلاً مؤكداً ومدعوماً بالبراهين العلمية القاطعة، في حين تظل كرمة ماريبور أسطورة حية تواصل إنتاج العناقيد عاماً بعد عام.
إن هذا الاكتشاف يؤكد على قيمة التنوع البيولوجي في المناطق النائية وقدرتها على إخفاء كنوز طبيعية لا تقدر بثمن، كما يعزز فهمنا لقدرة بعض الكائنات الحية على التكيف والبقاء لقرون طويلة في ظروف قد تبدو قاسية، مما يفتح الباب أمام المزيد من الأبحاث حول أسرار طول العمر في عالم النبات.