خطة عمل للمدارس والأهالي تضمن سلامة الطفل المصاب بالسكري يوميًا

خطة عمل للمدارس والأهالي تضمن سلامة الطفل المصاب بالسكري يوميًا

إن التعامل مع الطفل مريض السكر في المدرسة يتطلب وعيًا شاملاً وتضافرًا للجهود بين الأسرة والمجتمع المدرسي، حيث يمثل فهم حقوق الطفل المصاب بمرض مزمن حجر الزاوية لضمان سلامته الجسدية والنفسية؛ فمن الضروري أن يكون كل من يحيط بالطفل على دراية تامة بكيفية تقديم الدعم اللازم والتصرف السريع في الحالات الطارئة، مما يساهم في اندماجه بشكل سليم وطبيعي.

إجراءات ضرورية عند التعامل مع الطفل مريض السكر في المدرسة

يُعد الاستعداد المسبق ومعرفة الأعراض الطارئة جزءًا لا يتجزأ من رحلة التعامل مع الطفل مريض السكر في المدرسة، حيث تؤكد الدكتورة إيناس شلتوت، أستاذ الباطنة والسكر، أن هبوط مستوى السكر في الدم قد يحدث بشكل مفاجئ؛ وتظهر مؤشراته الأولية على شكل دوخة وزغللة في العين وتنميل بالوجه ورعشة بالجسم مع فقدان للتركيز، وعند ظهور هذه العلامات يجب التدخل الفوري بإعطاء الطفل مشروبًا سكريًا، ومن الضروري أن يكون الطاقم المدرسي، سواء الممرضة أو الطبيبة أو حتى المشرفة الاجتماعية ومعلمة الفصل، مدربًا على استخدام جهاز قياس السكر المتوفر مع الطفل لإجراء تحليل فوري، وفي حال عدم توفر الجهاز، يتم اللجوء إلى الحل السريع والمباشر.

العرض الطارئ (هبوط السكر) الإجراء الفوري المطلوب
دوخة، زغللة، عدم تركيز، رعشة إعطاء نصف كوب عصير أو مياه غازية أو 4 ملاعق سكر مذابة في الماء

تنظيم الوجبات والأنسولين: مفتاح التعامل مع الطفل مريض السكر في المدرسة

يتطلب الوضع الصحي للطفل المصاب بالسكري نظامًا يوميًا دقيقًا لا يتوافق دائمًا مع الجداول المدرسية التقليدية، خاصة فيما يتعلق بمواعيد الوجبات؛ فقد يحتاج الطفل إلى تناول وجبة خفيفة أو وجبة رئيسية في وقت يختلف عن موعد “الفسحة” المعتاد، ولذلك يجب أن تظهر المدرسة مرونة كافية للسماح للطفل بتناول طعامه في المواعيد التي تتناسب مع جرعات الأنسولين الخاصة به، وفي المدارس ذات اليوم الدراسي الطويل، يصبح تناول وجبة رئيسية وأخذ جرعة الأنسولين المرافقة لها أمرًا حتميًا، ويتطلب التنسيق بين الأهل والممرضة المدرسية لضمان أن يتم تنظيم مواعيد الإفطار والغداء والعشاء بما يتوافق مع الخطة العلاجية، وهذا التنظيم الدقيق هو أساس نجاح التعامل مع الطفل مريض السكر في المدرسة.

الدعم النفسي والغذائي: أبعاد مهمة في التعامل مع الطفل مريض السكر في المدرسة

لا يقتصر الدعم على الجانب الطبي فقط، بل يمتد ليشمل الصحة النفسية والبيئة الغذائية المحيطة، حيث أن أحد التحديات التي تواجه الطفل المصاب بالسكري من النوع الأول أو الثاني هو حاجته المتكررة لدخول الحمام بسبب ارتفاع مستوى السكر، ويجب على المشرفين تفهم هذا الأمر والسماح له بالذهاب دون إحراج للحفاظ على نفسيته سليمة، ومن جهة أخرى، يمثل “كانتين” المدرسة تحديًا كبيرًا، إذ أن رؤية زملائه يتناولون الحلويات والعصائر المحلاة يمثل إغراءً كبيرًا، مما يستدعي توفير بدائل صحية، وهذا لا يخدم فقط رحلة التعامل مع الطفل مريض السكر في المدرسة، بل يعزز صحة جميع الطلاب ويحميهم من السمنة التي قد تؤدي للإصابة بالسكري من النوع الثاني.

  • توفير سلطات طازجة أو فواكه مقطعة.
  • تقديم عبوات الحليب أو الزبادي.
  • عرض مشروبات طبيعية بسعرات حرارية منخفضة.
  • تجنب المقليات والحلويات الغنية بالسكريات.

ويجب على الأسرة أن تلعب دور القدوة من خلال تناول الطعام الصحي أمامه، مع التركيز على خيارات مثل البيض المسلوق بدلًا من المقلي، والجبن، والفول، وكمية قليلة من المربى، وتقليل الدهون بشكل عام؛ فالتعامل مع الطفل مريض السكر في المدرسة يبدأ من المنزل عبر إقناعه بأهمية النظام الغذائي الصحي ومنحه عصائر طبيعية.

كاتبة صحفية متخصصة في مجال التكنولوجيا، تتابع أحدث الابتكارات الرقمية وتبسط المعلومات للقارئ بأسلوب واضح وسهل الفهم.