غسان مطر: من نشأة المقاومة في مخيم لبناني إلى تجسيد أدوار الشر على الشاشة

يُذكر أن غسان مطر كان واحدًا من أبرز الفنانين الذين لمعوا بأدوار الشر في السينما المصرية، حيث ارتبط اسمه بالشخصيات المعقدة التي قدمها عبر عدة عقود، بدءًا من السبعينيات وحتى رحيله. اليوم، في 8 ديسمبر 2025، نستذكر مسيرة غسان مطر التي جمعت بين التمثيل العميق وأدوار الشر التي شكلت جزءًا هامًا من تاريخ الفن الدرامي في مصر.

رحلة غسان مطر الفنية وأبرز أدوار الشر التي قدمها

غسان مطر تميز بموهبة فريدة في تجسيد أدوار الشر التي تتسم بالتوتر والانفعالات المفاجئة؛ فقد أبدع في أداء شخصيات لا تُنسى في أفلام بارزة مثل “الأبطال” إلى جانب النجم فريد شوقي، و”أيام الرعب” مع صلاح ذو الفقار، و”الطريق إلى إيلات” الذي كان من المحطات الهامة في مسيرته. لم يتوقف تأثير غسان مطر عند السينما فقط، بل امتد أيضًا إلى الشاشة الصغيرة من خلال مشاركاته في مسلسلات ناجحة مثل “الكبير أوي” و”راجل وست ستات”، حيث أثبت قدرته على التكيف مع أدوار متنوعة بالرغم من قصر أدواره في بعض الأحيان على نمط معين، ما يدل على مرونته العالية في التمثيل.

تجربة غسان مطر مع أدوار الشر ودوره في دعم المجتمع الفني

بالرغم من تصنيفه في كثير من الأحيان في خانة أدوار الشر، كان غسان مطر يرى نفسه كشخصية طيبة، مشابهة في طيبة قلبه لكل من محمود الجندي وكمال أبو رية، كما صرح في أحاديثه مع الإعلام. هذا التناقض بين الشخصية الحقيقية والدور الفني لم يمنعه من العثور على متعة كبيرة في التعمق بأدوار تحمل انفعالات معقدة ومتنوعة؛ حيث كان يرى في هذه الأدوار تحديًا فنيًا تطلب منه قدرات تمثيلية عالية. بالإضافة إلى نشاطه التمثيلي، شغل غسان مطر منصب نائب رئيس اتحاد الفنانين العرب، مساهماً بذلك في دعم وتطوير الحركة الفنية في العالم العربي، ما يجعله شخصية فنية لها بعد اجتماعي وثقافي هام.

إرث غسان مطر الفني ومسيرته التي تركت أثرًا خالدًا

غسان مطر استمر في تقديم الأعمال الفنية التي جمعت بين الشر والفكاهة حتى وفاته في 27 فبراير 2015، إثر معاناة طويلة مع مرض السرطان. ترك خلفه مجموعة كبيرة من الأعمال التي لا تزال تحظى بمتابعة واسعة، حيث استطاع من خلالها مزج الأدوار الشريرة بالحس الكوميدي بطريقة فريدة. يمكن تصنيف أبرز أفلامه ومسلسلاته في جدول بسيط يوضح تطور مسيرته الفنية:

لا شك أن غسان مطر قال كلامه بأدواره التي رسمت صورة الشر بكل أبعادها النفسية، مع الحفاظ على لمسات تميزته الشخصية التي كانت تجمع بين الطيبة والتمثيل الحاذق، ما يجعل اسمه راسخًا في تاريخ السينما والتلفزيون العربي.