مصر للمعلوماتية تؤكد التزامها بالمساهمة في جهود تطوير الذكاء الاصطناعي على المستوى الدولي

الذكاء الاصطناعي وأهميته في بناء مستقبل مستدام أصبحا من أكثر الموضوعات التي تحظى باهتمام الجامعات والمؤسسات البحثية، وخاصة في جامعة مصر للمعلوماتية التي تولي اهتماماً كبيراً لمشاركة المجتمع البحثي المصري في الجهود الدولية لتحقيق هذا الهدف، مع التركيز على تطوير إطار أخلاقي يحكم استخدامات الذكاء الاصطناعي، وذلك لضمان استفادة فعالة وآمنة من تقنيات الذكاء الاصطناعي في تحسين جودة الحياة وحل المشكلات المجتمعية.

جهود جامعة مصر للمعلوماتية في تطوير مستقبل الذكاء الاصطناعي

يؤكد الدكتور أحمد حمد، القائم بأعمال رئيس جامعة مصر للمعلوماتية، أن الجامعة تسهم بفعالية في تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي التي تستهدف مواجهة التحديات المجتمعية في مصر، وخاصة من خلال ابتكار برامج تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتقديم حلول مستدامة. الجامعة لا تكتفي بذلك فحسب، بل تسعى أيضاً إلى وضع قواعد وضوابط أخلاقية تقي من الآثار السلبية الناجمة عن الاستخدام المفرط لهذه التقنيات، خصوصاً بين فئات المستخدمين الشباب والمراهقين الذين غالباً ما يخلطون بين التفاعل مع الإنسان والآلة في التطبيقات الإلكترونية.

يرى القائم بأعمال رئيس الجامعة أنه بحكم دمج الذكاء الاصطناعي العميق في الحياة اليومية، فإن القرارات المتعلقة بتصميم وتنظيم هذه الأنظمة سيكون لها تأثيرات طويلة الأمد على مستقبل العلاقة بين الإنسان والذكاء الاصطناعي، لذا كان لزاماً التفكير في إطار أخلاقي واضح يراعي كل التفاصيل.

الذكاء الاصطناعي ومهارات المستقبل: رؤية جامعة مصر للمعلوماتية

تُبرز الدكتورة أماني عيسى، الرئيس التنفيذي لمركز الابتكار وريادة الأعمال بجامعة مصر للمعلوماتية، أهمية إلمام المواهب الناشئة في إفريقيا والشرق الأوسط وتركيا بالذكاء الاصطناعي وكيفية التعامل مع البيانات، باعتبار ذلك مهارات أساسية تتفوق على المسارات التقليدية لتعلم البرمجة، وبما يتوافق مع احتياجات سوق العمل المتغيرة.

تسلط الجلسة التي شاركت بها الضوء على أن الذكاء الاصطناعي يعيد تعريف طبيعة العمل وسط تسارع الابتكار والأتمتة، حيث يتوقع تقرير المنتدى الاقتصادي العالمي لعام 2025 خلق نحو 170 مليون وظيفة جديدة، لكن ذلك يستلزم إعادة تأهيل واسعة تتركز على تعلم مهارات جديدة لما يقرب من 40% من القوى العاملة في السنوات المقبلة؛ الأمر الذي يستوجب على التقنيين أن لا يكتفوا بمعرفة تطوير النماذج فقط، بل أن يكونوا قادرين على استخدام هذه النماذج في حلول حقيقية وفهم البيانات بطريقة تخدم مجال العمل بشكل فعّال.

توضح الدكتورة أماني أن معالجة هذه التحديات تتطلب من المطورين التركيز على التحدث وفهم لغة البيانات والعمل على رواية القصص ضمن سياق العمل، بما يمكّنهم من التواصل الفعّال مع المستخدم النهائي وتحويل البيانات إلى حالات استخدام ملموسة تعود بالنفع على الأعمال.

الدراسات والأطر الأخلاقية في تصميم تطبيقات الذكاء الاصطناعي المتجسد

أجرت جامعة مصر للمعلوماتية دراسة بعنوان “الذكاء المتجسد في صورة إنسانية: تحليل نقدي للاعتبارات الأخلاقية في تصميم رفيق الذكاء الاصطناعي وتداعياته المجتمعية” أظهرت تأثيرات عميقة لأنظمة الذكاء الاصطناعي المتجسدة في صورة بشرية على السلوك العاطفي والاستقلالية وأنماط التفاعل الاجتماعي للمستخدم، خصوصاً مع الفئات الضعيفة مثل الأطفال والمصابين بحالات نفسية والأفراد المعزولين اجتماعياً، حيث يتراوح التأثير بين 34% إلى 86% من التفاعلات التي تحمل خصائص شبه اجتماعية.

أكد عمر شافعي، طالب علوم الحاسب بجامعة مصر للمعلوماتية، خلال عرضه الدراسة في المؤتمر الدولي للروبوتات والتعلم الآلي والذكاء الاصطناعي بالهند، ضرورة الالتزام بالإطار الأخلاقي الذي يستند إلى مبادئ تقليدية تعزز تقييم تصميم الذكاء الاصطناعي المتجسد، بجانب أهمية تطبيق الاعتبارات التنظيمية الحالية، مع الدعوة لتعزيزها وتنسيقها لضمان توازن بين الابتكار والحماية.

تتطلب مواكبة هذه التحديات على مستوى الصناعة اعتماد مبادئ تصميم أخلاقية توضع رفاهية المستخدم في المقدمة، ويشمل ذلك المشاركة والتواصل الشفاف حول قدرات الأنظمة وحدودها. على صناع السياسات تطوير أطر تنظيمية مرنة تحمي الفئات الضعيفة وتدعم الابتكار، مع تعزيز التنسيق الدولي في حوكمة الذكاء الاصطناعي، وزيادة الاستثمار في بنية البحث والمراقبة، مع تعميم الوعي بين المستخدمين حول تأثيرات الذكاء الاصطناعي المتجسد وحدود استخدامه.

• توظيف الذكاء الاصطناعي لحل المشكلات المجتمعية ببرامج مبتكرة
• تطوير مهارات التعامل مع البيانات والذكاء الاصطناعي للمواهب الناشئة
• ترسيخ قواعد أخلاقية وتنظيمية لتصميم الذكاء الاصطناعي المتجسد بصورة إنسانية