اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه لدى طلاب السعودية بات يشكل تحديًا كبيرًا، إذ تشير الدراسات الحديثة إلى أن نحو 6% من الطلاب يعانون من هذا الاضطراب، بينما المعلمون يفتقرون إلى التدريب الكافي للتعامل مع هذه الحالات. هذه النسبة تعني أن أكثر من 300,000 مراهق في السعودية قد يواجهون صعوبات اجتماعية وتعليمية غير معالجة، الأمر الذي يتطلب نقاشًا عاجلًا وجهودًا ميدانية لتوفير الحلول.
انتشار اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه بين طلاب السعودية وأثره التعليمي
أظهرت الدراسات أن اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه منتشر بين طلاب المدارس السعودية، حيث تصل نسبة الإصابة إلى 3.4% في المرحلة الابتدائية بالرياض، وترتفع إلى 5.92% في المرحلة الثانوية، مع ارتفاع نسبة الذكور المصابين مقارنة بالإناث؛ كما تسجل الصفوف الأصغر معدلات أعلى. تعاني هذه الفئة من صعوبات في التركيز والانتباه، مما يؤثر على أدائهم الأكاديمي، وينقل د. محمد، مختص اضطرابات التعلم، أن التدخل المبكر يمكن أن يحول الطفل من عبء إلى موهبة متألقة داخل النظام التعليمي. أما المعلمون فلا يتلقون التدريب المتخصص المناسب للتعامل مع هذه الحالات، مما يزيد من المعاناة، كقصة أحمد البالغ من العمر 8 سنوات الذي يحتاج لدعم طبي وليس لعقاب.
أهمية التدريب المتخصص للمعلمين في التعامل مع اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه
تعاني المدارس السعودية من نقص في تدريب المعلمين على كيفية التعامل مع اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، حيث يقتصر التعليم على تقديم مفاهيم عامة حول ذوي الاحتياجات الخاصة دون الغوص في التفاصيل الخاصة بهذا الاضطراب. لذلك، يشبه الأمر محاولة إصلاح جهاز إلكتروني وهو غير مضبوط؛ في حين تؤكد الدراسات أن التدريب المهني المتخصص يرفع بشكل واضح من قدرة المعلمين على التعرف على أعراض الاضطراب وتطبيق استراتيجيات العلاج المناسبة. خبراء الصحة النفسية يشيرون إلى أن الوعي المشابه لانتشار مرض السكري قبل عقود يجب أن يتوفر حاليًا اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه. شهدت معلمة ابتدائية، أم سارة، تحسنًا ملحوظًا في أداء طلابها بعد تلقيها تدريبًا متخصصًا، مع زيادة التركيز والنتائج الأكاديمية. التجاهل المستمر لهذا المرض يؤدي إلى وصم الأطفال بالكسل أو سوء السلوك، ويزيد من مخاطر انخفاض المستوى الأكاديمي ومشكلات السلوك وضعف الثقة بالنفس.
الحلول العاجلة لتعزيز تشخيص وعلاج اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه في السعودية
تتطلب مواجهة تحديات اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه في طلاب السعودية خطة متكاملة تضم تدريبًا متخصصًا وشاملًا للمعلمين، إلى جانب رفع الوعي المجتمعي وتفعيل برامج التشخيص المبكر. تقدم د. فاطمة، رائدة برامج تدريب المعلمين، توصية بالاستثمار في تطوير مهارات معلم واحد قادر على مساعدة مئات الأطفال المصابين، معتبرة أن الوقت ينفد والفرص تضيع. أتاح تطوير مقياس تقييم ADHD عربي موثوق، يستخدم نقاط قطع من 30 للتقييم المنزلي و28 للتقييم المدرسي، وسيلة فعالة للكشف المبكر. ومن بين الخطوات الضرورية التي يجب التركيز عليها:
- تنفيذ برامج تدريب مهني مستمرة ومتخصصة للمعلمين في المدارس.
- زيادة الدعم النفسي والطبي داخل المدارس وخارجها.
- تفعيل حملات توعوية تستهدف أولياء الأمور والمجتمع لزيادة التعرف على أعراض الاضطراب.
- استخدام أدوات تقييم متقدمة تساعد على التشخيص المبكر لضمان نتائج علاجية أفضل.
| الفئة العمرية | نسبة الإصابة باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه |
|---|---|
| المرحلة الابتدائية | 3.4% |
| المرحلة الثانوية | 5.92% |
تؤكد الأبحاث أن تحرك الجهات التعليمية والصحية الآن وتوفير دعم شامل يمكن أن ينقذ مستقبل آلاف الأطفال المبدعين الذين يعانون من اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، ويحولهم من أعباء محتملة إلى نجوم مستقبلية. الزمن عنصر حاسم، والفرصة متاحة لتغيير الصورة الحالية وجعل المدارس بيئات أكثر تفهمًا وفعالية.
