تسرب مياه في متحف اللوفر يتلف 400 كتاب نادر بقسم الآثار المصرية ويهدد تراث المتحف

تسرب مياه في متحف اللوفر أدى إلى إلحاق أضرار جسيمة بحوالي 400 كتاب نادر بقسم الآثار المصرية، مما كشف مجددًا عن التدهور الحاصل في صيانة المتحف الأكثر زيارة عالميًا؛ الأمر الذي جاء بعد أسابيع فقط من عملية سرقة جريئة لمجوهرات قيمة كشفت عن ضعف كبير في التدابير الأمنية المتبعة.

أسباب وأبعاد تسرب المياه وتأثيره على الكتب النادرة في متحف اللوفر

شهد متحف اللوفر تسربًا للمياه الشهر الماضي تسبب في إتلاف عدد كبير من الكتب النادرة في قسم الآثار المصرية، وذلك نتيجة سوء حالة أنابيب المياه داخل المبنى العريق، إذ أكد موقع “لا تريبين دو لار” المختص بالفن التاريخي والتراث الغربي أن الأضرار طالت نحو 400 كتاب تاريخي شديد الندرة؛ فيما تعذر على الإدارة الحصول على التمويل اللازم لمواجهة مثل هذه المخاطر وأعمال الصيانة منذ فترة طويلة. ويخلص التقرير إلى أن إدارة المتحف كشفت عن حصر عدد الكتب المتضررة والذي يتراوح بين 300 إلى 400 كتاب، وأن العمليات مستمرة لتحديد مدى الخسائر بدقة، ولكن اللافت أن الكتب المتأثرة ليست من أندر الكتب التي يطلع عليها علماء المصريات، رغم أن هذه المشكلة متراكمة ومعروفة منذ سنوات، والإصلاح والإنقاذ مقرران للتنفيذ فقط في سبتمبر 2026.

تسرب مياه في متحف اللوفر يكشف هشاشة البنية التحتية والأمنية بعد سرقة المجوهرات

استعرضت تلك الحادثة مدى هشاشة متحف اللوفر ليس فقط من الناحية الفنية والمادية بل وأيضًا من النواحي الأمنية، فالعملية النفيسة التي أُجريت في وضح النهار في 19 أكتوبر سرق فيها لصوص أربع مجوهرات تقدر قيمتها بـ102 مليون دولار، حيث كشفت عن ثغرات أمنية ضخمة داخل المتحف. هذا الحدث الأمني أعقبه إغلاق جزئي لقاعات عرض تضم مزهريات يونانية ومكاتب إثر اكتشاف عيوب هيكلية في نوفمبر، ما استدعى إعادة تقييم إجراءات السلامة والصيانة. ويبرز تسرب المياه كجزء من سلسلة مشكلات انكشف عنها المتحف على المستويين الأمني والبنائي، مما يفرض على الإدارة ضرورة العمل بمسؤولية عالية للحفاظ على تراث عالمي عريق.

خطوات متوقعة لمواجهة أضرار تسرب المياه وضمان حماية مقتنيات متحف اللوفر

تواجه إدارة متحف اللوفر تحديات جسيمة لإصلاح الأضرار التي سببها تسرب المياه، وبالرغم من تحفظها على إجراءات الصيانة الطارئة، تشير المصادر إلى خطة لإجراء إصلاحات شاملة بداية من سبتمبر 2026، إلا أن الحاجة لتمويل فوري وفعال باتت ضرورية للحفاظ على تراث قسم الآثار المصرية. ولتجنب المزيد من الخسائر المستقبلية، من المتوقع أن تشمل الخطوات:

• تقييم شامل لحالة الأنابيب والبنية التحتية للمتحف واستبدال الأجزاء المتدهورة
• تعزيز أنظمة الكشف المبكر عن التسربات وإجراء صيانة وقائية دورية
• تدريب فرق متخصصة لمراقبة وحماية المجموعات الفنية والكتب النادرة بشكل مستمر
• زيادة التمويل المخصص لصيانة التراث وضمان تأمين المقتنيات بمعدات حديثة
• تنسيق أمني أفضل لتفادي تكرار عمليات السرقة وتعزيز الحماية الشاملة

تضافرت تلك الأحداث لتبرز الواقع المرير الذي يواجه متحف اللوفر؛ حيث تسرب المياه لم يؤثر فقط في الكتب النادرة بقسم الآثار المصرية، بل هو تعبير عن خلل أوسع يشمل الإدارة والصيانة والأمن، ما يجعل آمال الحفاظ على هذه الكنوز العالمية رهينة باتخاذ خطوات سريعة وجذرية تجاه الإصلاحات اللازمة.