في جنوب سيناء، الأمطار تحولت لمشهد سحري نادر حيث تحولت صحراء سيناء إلى لوحة طبيعية خلابة بألوانها الخضراء وشلالاتها المتدفقة، في ظاهرة غير معتادة تحدث مرة كل عقد تقريبًا؛ هذه الأمطار الغزيرة التي هطلت على مدن شرم الشيخ، دهب، نويبع، وطابا جاءت بعد فترة طويلة شهدت فيها المنطقة أقل من 50 ملم من الأمطار سنويًا، ما جعل السياح والبدو يعيشون أجواء الفرح والانبهار وسط طبيعة تعيد الحياة إلى أراضيها الجافة.
الأمطار التي حولت صحراء سيناء إلى جنة شلالات خضراء
شهدت مدن جنوب سيناء تساقط أمطار خفيفة إلى متوسطة، شملت أربع مدن سياحية رئيسية، ما أدى إلى ظهور شلالات طبيعية مذهلة تنساب من قمم الجبال لأول مرة منذ عشرة أعوام؛ ارتفاع بعض الشلالات تخطى 200 متر، مما أثار إعجاب الجميع بما فيهم السياح الذين وصفوا المشهد بأنه “احتفال للطبيعة”؛ تعتبر هذه الظاهرة استثناءً في منطقة معروفة بجفافها المهيمن طوال العام، حيث تضفي هذه الأمطار حياة جديدة على الصحراء، وتحولها إلى مناظر خلابة تجذب الزائرين وتزيد من نشاط السياحة. كما أثنى السكان المحليون، وخصوصًا البدو، على هذه التغيرات بالقول إنها بركة من السماء تجعل الأرض تنبض بالحياة.
تغيرات مناخية وتوقعات استمرار الظاهرة الطبيعية في جنوب سيناء
عودة الأمطار لشبه جزيرة سيناء جاءت بعد سنوات من الغياب، إذ كانت آخر مرة شهدت فيها المنطقة مثل هذه الكميات من الأمطار في عام 2014، وقبلها في 2010، حيث تتأثر المنطقة اليوم بتقلبات جوية مفاجئة جراء تأثر البحر الأحمر والبحر المتوسط بتيارات مناخية متغيرة؛ تشير توقعات هيئة الأرصاد الجوية إلى أن هذه التقلبات ستستمر لفترة قصيرة قبل أن يعود الاستقرار الجوي، ويرجع الخبراء هذه الظاهرة إلى التغيرات المناخية الإقليمية التي تلعب دورًا بارزًا في حدوث مثل هذه الأحداث النادرة التي تغير ملامح الطبيعة الصحراوية، مؤدية إلى خلق مشاهد تتكرر في العقد الواحد فقط.
تأثير الأمطار على السياحة والاقتصاد المحلي في جنوب سيناء
لم تقتصر آثار هذه الأمطار على جمال المشاهد الطبيعية فقط، بل امتدت لتشمل جوانب الحياة اليومية في جنوب سيناء، حيث زاد الإقبال السياحي بشكل واضح، وحظيت الظاهرة بتغطية إعلامية واسعة ساعدت على تنشيط الاقتصاد المحلي؛ من المتوقع أن تُسهم هذه الأمطار في انتعاش مؤقت للنباتات الصحراوية وتحسين جودة الهواء، فيما حذر الخبراء من احتمال حدوث سيول مفاجئة تتطلب الحذر والانتباه؛ تعبر وجوه السياح عن امتنانها لهذه التجربة النادرة، مع استمرار المصورين في التقاط لحظات الشلالات الخلابة، وسط ابتهاج السكان المحليين الذين رأوا في هذا الحدث حدثًا فريدًا لا يُنسى. وفيما يلي أهم الأمور التي يجب مراعاتها للاستمتاع بتجربة فريدة مع الحفاظ على السلامة:
- اتباع إرشادات السلامة خلال التنزه في المناطق الجبلية
- الابتعاد عن أماكن تجمعات المياه السيول المحتملة
- الاستعداد الجيد من خلال تجهيز المعدات المناسبة للتصوير والرحلات
تظل ذكرى هذا الحدث الاستثنائي حاضرة بقوة، حيث تحولت صحراء سيناء إلى معجزة خضراء استثنائية، لمتابعة هذه الفرصة السحرية لا بد من التخطيط الجيد مع الحرص على السلامة، فهذه اللحظات النادرة التي شهدها الجميع لن تتكرر بسهولة، وما تبقى هو صورة حية لتراث طبيعي يتغير أمام أعيننا.
