كيف يكشف هاتف ذكي لقطات سرية كل 5 دقائق لرعب المراقبة بالدولة؟

كيف يكشف هاتف ذكي لقطات سرية كل 5 دقائق لرعب المراقبة بالدولة؟
كيف يكشف هاتف ذكي لقطات سرية كل 5 دقائق لرعب المراقبة بالدولة؟

الرقابة الرقمية المشددة في كوريا الشمالية: تهريب هاتف ذكي يكشف تعقيدات المراقبة اللغوية والسلوكية

كشفت الرقابة الرقمية المشددة في كوريا الشمالية عن مستوى غير مسبوق في التحكم بمحتوى الحياة اليومية عبر التكنولوجيا، بعد تهريب هاتف ذكي من داخل البلاد إلى سول، عبر منظمة إعلامية تعمل على كشف تفاصيل تحكم النظام في استخدام اللغة والسلوك الرقمي. يبرز هذا الهاتف كدليل قوي على التقييد الحاد الذي يفرضه نظام بيونغ يانغ على مواطنيه.

تفاصيل الرقابة الرقمية المشددة في كوريا الشمالية على الهواتف الذكية

أظهر التحقيق الذي أجرته هيئة الإذاعة البريطانية BBC أن الهاتف الذكي المهرب لا يختلف في شكله الخارجي عن نظيره العادي، لكنه يحمل برمجيات سرية تعمل على مراقبة الاستخدام اللغوي والسلوكي، وتفرض التزامًا صارمًا بقواعد النظام؛ حيث يقوم الجهاز بتحذير المستخدم حال ظهور كلمات أو تعابير مستوحاة من اللهجة الكورية الجنوبية، كما يعدّل تلقائيًا العديد من المصطلحات، وأبرزها استبدال عبارة “كوريا الجنوبية” بتعبير “الدولة الدمية”، وهو مصطلح تستخدمه بيونغ يانغ في خطابها الدعائي منذ سنوات.

وتتعدى الرقابة ذلك إلى التقاط لقطة شاشة تلقائية كل خمس دقائق دون علم المستخدم، ويتم تخزين هذه اللقطات في ملف مخفي لا يمكن الوصول إليه، مما يرجح أن هذه المعلومات تُرسل لاحقًا إلى الأجهزة الأمنية. بالإضافة إلى ذلك، يَعِدّل الجهاز مصطلح “أوبّا” الرومانسي في الثقافة الجنوبية إلى كلمة “رفيق”، مع إصدار تحذير بعدم استخدام المصطلح إلا للإشارة للأخ الأكبر، وهو أمر يعكس تشديد الرقابة على التعبيرات اللغوية.

تداعيات قرار كيم جونغ أون وتشديد القيود على الثقافة الكورية الجنوبية

تم تهريب الهاتف في أواخر العام الماضي عبر منظمة Daily NK، ليكشف عن تصعيد واضح في الضوابط اللغوية والسلوكية؛ إذ أصدر الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون في 2023 قرارًا يجرم التحدث باللهجة الجنوبية أو تداول المصطلحات الخاصة بالثقافة الكورية الجنوبية، مع توقيع عقوبات قانونية على المخالفين.

تزامن ذلك مع تكثيف نشاط “فرق قمع الشباب” التي تنتشر في الشوارع لمراقبة مظاهر الثقافة الجنوبية، بما في ذلك تسريحات الشعر وملابس الشباب. وذكرت منشقّة تدعى كانغ غيوري (24 عاماً)، هربت إلى الجنوب في 2023، أنها تعرضت للإيقاف المنتظم بسبب مظهرها، كما كان هاتفها يُصادر وتُفَتش رسائلها للتأكد من خلوها من عبارات محظورة، ما يعكس حجم التدخل الرقابي في حياة المواطنين.

الرد على البث الإعلامي الجنوبي وتأثير تقليص الدعم الأمريكي في حرب المعلومات

يرى خبراء أن تشديد الرقابة يأتي كرد فعل مباشر على محاولات كوريا الجنوبية المستمرة لبث رسائل ومحتويات إعلامية عبر موجات الراديو أو تهريب بطاقات ذاكرة تحتوي على مسلسلات وأغانٍ من الجنوب. يتم تمويل جزء كبير من هذه النشاطات من الولايات المتحدة، إلا أن تقليص الدعم الأمريكي مؤخرًا قد يمنح بيونغ يانغ أفضلية في “حرب المعلومات” داخل شبه الجزيرة.

يوضح مارتن ويليامز، خبير التكنولوجيا الكورية الشمالية، أن النظام دمج الهواتف الذكية في منظومة خاصة لإعادة التوجيه العقائدي للمواطنين، مشيرًا إلى أن جزءًا كبيرًا من رواية النظام حول عائلة كيم تعتمد على معلومات خاطئة، مما يجعل الرقابة المشددة ضرورة حيوية لضمان استمرار النفوذ والسيطرة.

  • التحكم الصارم في اللغة والسلوك عبر برمجيات الهاتف
  • ملاحقة مظاهر الثقافة الجنوبية عبر فرق رقابية خاصة
  • ردود النظام على بث المحتوى الإعلامي وتأثير الدعم الأمريكي
السنة الإجراء
2023 قانون يجرم استخدام اللهجة والمصطلحات الجنوبية
أواخر 2023 تهريب هاتف ذكي يكشف آليات الرقابة الرقمية

تكشف هذه المعطيات عن واقع رقابي متصلب في كوريا الشمالية يستهدف السيطرة على كل تفاصيل استخدام التكنولوجيا والتواصل، مستهدفًا مواجهة تأثيرات بث المحتوى الجنوبي والمدعوم من الخارج، ليُبرز مدى السيطرة اللغوية والسلوكية التي باتت تشكل جزءًا لا يتجزأ من الأجهزة الأمنية للنظام.

كاتب صحفي يهتم بتقديم الأخبار والتقارير بشكل مبسط وواضح، مع متابعة مستمرة للتفاصيل وتقديم المعلومة للقارئ بصورة دقيقة وسريعة.