ماذا يحدث للجسم عند السهر لوقت متأخر يخرج عن كونه مجرد شعور بالإرهاق أو ضعف التركيز في اليوم التالي، بل يشمل مجموعة من الآثار البيولوجية العميقة التي تؤثر على معظم أجهزة الجسم بشكل يشبه اضطرابًا هرمونيًا واسع النطاق، وهذا ما أثبتته الدراسات العلمية الحديثة حسب موقع «هيلث لاين» الطبي الذي أكد على خطورة النوم بعد منتصف الليل.
تأثير السهر على الجهاز العصبي المركزي وأداء الدماغ
الجهاز العصبي المركزي يُعد مركز التحكم الرئيسي في الجسم، ويعتمد بشكل كبير على نوم كافٍ ليتمكن من أداء وظائفه بكفاءة، ولكن عند السهر لوقت متأخر أو الحرمان المزمن من النوم، يتعرض هذا الجهاز لضغوط كبيرة تؤثر على إرسال الإشارات العصبية. يؤدي هذا الاضطراب إلى ضعف في التركيز والتعلم، مما يزيد من فرص وقوع الحوادث، فضلًا عن التعرض لاضطرابات في المزاج وصعوبة في اتخاذ القرارات. كما قد يعاني الأشخاص الذين يسهرون باستمرار من نوبات ميكرو سليب، وهي حالة يغفو فيها الفرد لثوانٍ دون أن يشعر، مما يعكس مدى تأثر الدماغ بالسهر.
ضعف المناعة والاضطرابات الصحية الناتجة عن السهر
أثناء النوم، ينتج الجسم مجموعة من البروتينات الدفاعية مثل الأجسام المضادة والسيتوكينات التي تحارب الفيروسات والالتهابات، ولكن مع السهر يتناقص إنتاج هذه المواد الحيوية، فيضعف الجهاز المناعي بشكل ملحوظ، مما يجعل الجسم أكثر عرضة للأمراض ويطيل فترة التعافي منها. كما يرتبط نقص النوم بزيادة احتمال الإصابة بأمراض مزمنة مثل السكري وأمراض القلب. الدكتور محمد إسماعيل، استشاري أمراض الباطنة والسكر، أكد أن السهر يؤدي إلى ضعف في الذاكرة والفهم، إلى جانب اختلافات هرمونية تزيد من خطر السمنة، مما يشكل تحديًا صحيًا كبيرًا، خاصة لمرضى السكري.
السهر وأثره على التنفس ومضاعفات صحية متعددة
يواجه العديد من الأشخاص اضطرابات في التنفس أثناء النوم مثل انقطاع النفس، الأمر الذي يؤدي إلى تقطع النوم وانخفاض جودته بشكل ملحوظ. تؤدي هذه الحالة إلى زيادة فرصة الإصابة بالتهابات الجهاز التنفسي، كما تُفاقم من أعراض الأمراض المزمنة التي تصيب الرئتين، مما يزيد من التأثير السلبي للسهر على الصحة التنفسية.
تأثير السهر على الهضم وزيادة الوزن
يلعب السهر دورًا هامًا في تحفيز زيادة الوزن بسبب اختلال التوازن بين هرموني الجوع والشبع؛ حيث يقل هرمون «الليبتين» المسؤول عن الشعور بالاكتفاء بينما يرتفع هرمون «الغريلين» الذي يزيد الشهية. بالإضافة إلى ذلك، يتراجع النشاط البدني بسبب الشعور بالإرهاق، مما يقلل من معدل حرق السعرات الحرارية. وينتج عن هذا اختلال مقاومة الإنسولين في الجسم، مما يزيد من احتمالات الإصابة بالسمنة.
السهر وتأثيره الخطير على القلب والأوعية الدموية
يلعب النوم دورًا هامًا في الحفاظ على صحة القلب عبر تنظيم ضغط الدم، مستويات السكر في الدم، وتقليل الالتهابات. لكن مع استمرار السهر لما بعد منتصف الليل ترتفع فرص الإصابة بأمراض القلب، إذ تربط العديد من الدراسات المزمنة بين الأرق المزمن وزيادة احتمالات حدوث النوبات القلبية والجلطات الدماغية.
الهرمونات والنمو المُتأثران بالسهر
يتأثر إنتاج الهرمونات بشكل مباشر بتحسين جودة النوم، فهرمون التستوستيرون يحتاج لفترات نوم متصلة لدعم وظائفه في الجسم، كما أن هرمون النمو لدى الأطفال والمراهقين يتأثر سلبًا عند الاستيقاظ المتكرر، وهو ما يؤثر على بناء العضلات وتجديد الخلايا، مما ينعكس على النمو والتطور الصحي.
كيفية علاج الحرمان من النوم وتأثيراته
تتنوع اضطرابات النوم بين الأرق، انقطاع النفس أثناء النوم، اضطرابات الساعة البيولوجية، ومتلازمة الساق المضطربة، وقد يُطلب من المرضى إجراء اختبار للنوم في مراكز متخصصة أو في المنزل باستخدام أجهزة خاصة لتحديد سبب المشكلة بدقة. بناءً على التشخيص، يمكن للأطباء وصف العلاجات الملائمة التي قد تشمل الأدوية أو استخدام أجهزة تساعد في إبقاء مجرى الهواء مفتوحًا أثناء النوم.
- تشخيص اضطرابات النوم المختلفة
- استخدام العلاج الدوائي أو المعدات الطبية حسب الحالة
- اتباع عادات نوم صحية لتحسين جودة النوم
- الالتزام بالمواعيد الثابتة للنوم والاستيقاظ
