استراتيجية الأمن القومي الأمريكية الجديدة تكشف بوضوح ما يريد ترامب تحقيقه على الصعيد العالمي، حيث يركز بشكل كبير على تعزيز الوجود العسكري في نصف الكرة الغربي لمواجهة تحديات مثل الهجرة غير الشرعية، تهريب المخدرات، وصعود القوى المعادية في المنطقة، مما يعكس رؤيته المعمقة للأمن القومي ومستقبل السياسة الخارجية الأمريكية.
تعزيز الوجود العسكري في نصف الكرة الغربي ضمن استراتيجية الأمن القومي الأمريكية
تعتمد استراتيجية الأمن القومي الأمريكية على تعزيز الدور العسكري في نصف الكرة الغربي، وهو محور رئيسي ضمن خطة ترامب التي تهدف إلى حماية الوطن الأمريكي بفعالية أكبر؛ إذ ترى الاستراتيجية أن “أمن الحدود هو العنصر الأساسي للأمن القومي”، مما يعكس توجهًا غير معتاد بالمقارنة مع التركيز السابق على أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا. وتوضح الوثيقة ضمنيًا قلق الإدارة الأمريكية من محاولات الصين ترسيخ وجودها في المنطقة كخلفية إستراتيجية للولايات المتحدة، ما يحفز سياسة ضبط النفوذ الأجنبي في النصف الغربي من الكرة الأرضية.
شروط تحالفات أمريكا وتقييد النفوذ الأجنبي في نصف الكرة الغربي
حسب وثيقة الأمن القومي الأمريكية، ترتبط مصداقية الولايات المتحدة في نصف الكرة الغربي بقدرتها على قيادة المنطقة وتأمين مصالحها الاقتصادية والسياسية؛ إذ يعتبر أن تكون الولايات المتحدة رائدة في هذا الجزء من العالم شرطًا ضروريًا لأمنها وازدهارها. وتضع السياسة الأمريكية شروطًا محددة للتحالفات والدعم العسكري تقتضي تقليص النفوذ الأجنبي، ويشمل ذلك:
- فرض السيطرة على المنشآت العسكرية والموانئ الاستراتيجية
- حماية البنية التحتية الحيوية
- تنظيم عمليات شراء الأصول الاستراتيجية بكافة أشكالها
ترتبط هذه الخطط بمبدأ تاريخي يعود إلى عام 1823، حين دعا الرئيس جيمس مونرو إلى رفض التدخل الأجنبي في شؤون نصف الكرة الغربي، وهو المبدأ الذي يُعاد تفسيره الآن تحت مسمى “مبدأ ترامب”.
تأخيرات واستراتيجيات متعلقة بالصين في وثيقة الأمن القومي الأمريكية
أفادت مجلة بولتيكو بتأجيل نشر وثيقة الأمن القومي الأمريكية، التي تبلغ 33 صفحة، بالإضافة إلى وثيقة استراتيجية الدفاع الوطني، بسبب مناقشات إدارية مكثفة حول جوانب تتعلق بالصين؛ حيث تعد الصين أحد المحاور الرئيسة في تحليل الإدارة الأمريكية للمخاطر الخارجية. وتعكس هذه التأخيرات مدى حساسية السياسة الأمريكية تجاه التحديات الجديدة إضافة إلى تركيزها على إعادة ترتيب الأولويات الأمنية في نصف الكرة الغربي بهدف الحفاظ على التفوق والريادة الأمريكية في مواجهة التحديات المتزايدة دوليًا.
| العنصر | المضمون |
|---|---|
| التركيز الجغرافي | نصف الكرة الغربي |
| الأهداف الرئيسية | مكافحة الهجرة، المخدرات، تقليص النفوذ المعادي |
| الاستراتيجية العسكرية | تعزيز الوجود العسكري على الأرض والسيطرة على بنية تحتية حيوية |
| الإطار التاريخي | مبدأ مونرو بإعادة تفسيره حسب مبدأ ترامب |
تمثل استراتيجية الأمن القومي الأمريكية إطارًا جديدًا غايته تحقيق الاستقرار في المنطقة الغربية من الكرة الأرضية من خلال إعادة التوازن العسكري والسياسي، مع شروط واضحة للتحالفات وتحديد النفوذ الأجنبي لتأمين المصالح الأمريكية، وهو ما يعكس رؤية الإدارة الحالية لتأمين مستقبل السياسة الخارجية في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية المعقدة.
