زيارة العائلة في السعودية ترتفع تكلفتها إلى 8000 ريال وتتحول إلى رفاهية خاصة بالأثرياء

زيارة العائلة في السعودية ترتفع تكلفتها إلى 8000 ريال وتتحول إلى رفاهية خاصة بالأثرياء

رسوم التأشيرة العائلية الجديدة في السعودية التي وصلت إلى 8000 ريال لعامين باتت تشكل عبئًا ماليًا كبيرًا على ملايين المقيمين، حيث تحولت زيارة العائلة إلى رفاهية تقتصر على الأثرياء فقط، مما يخلق معادلة صعبة بين الرغبة في اللقاء والعجز المالي، ويعيد رسم ملامح العلاقات الأسرية داخل المملكة في ظل التحديات الاقتصادية الجديدة.

التحديات المالية التي تفرضها رسوم التأشيرة العائلية الجديدة في السعودية

تعد رسوم التأشيرة العائلية الجديدة بقيمة 8000 ريال لعامين، أي ما يعادل راتب عامل لعدة أشهر، ضربة موجعة للعائلات المقيمة في السعودية، خاصة أن 2.2 مليون أسرة تواجه صعوبة في تحمل هذه التكاليف الثقيلة؛ وعلى سبيل المثال أحمد المصري، الذي يتقاضى 3000 ريال شهريًا، يعاني من حرمانه من رؤية أطفاله بسبب هذه الرسوم التي لم يكن يتوقع ارتفاعها إلى هذا الحد، حيث يعبر عن معاناته بصوت مكسور، مستشهدًا بفترة انقطاع تواصل دامت عامين، متوقعًا استمرارها لأعوام أخرى. في مسايرة مع واقع آلاف البيوت، أصبحت شاشات الهاتف مصدرًا للألم بمتابعة أرقام التأشيرات التي تقطع الأحلام. أما فاطمة الهندية المحاسبة، فقد نجحت في توثيق والدها المريض إلكترونيًا في أسبوع فقط بفضل النظام الرقمي الجديد، ولكنها كادت تتخلى عن الخطوة بسبب الأعباء المالية الكبيرة.

رؤية 2030 وتأثيرات رسوم التأشيرة على تجمعات العائلات في السعودية

تأتي هذه الرسوم ضمن خطوات رؤية 2030 التي تهدف لتنظيم حركة الهجرة وزيادة موارد الدولة المالية، وهي تدفع إلى إعادة ذكريات أزمة رسوم المرافقين عام 2017 التي أدت إلى هجرات عكسية واسعة بين العائلات، حيث يؤكد الدكتور محمد العمري، خبير قوانين الهجرة في جامعة الملك سعود، أن “هذه الرسوم حولت كل لقاء عائلي إلى استثمار مالي ضخم لا يقل عن شراء سيارة صغيرة فقط لتحقيق لحظات الاحتضان”، مما يُهدد بتقلص الطلب على التأشيرات طويلة الأمد، وينذر بارتفاع نسبة القروض الشخصية بنسبة تصل إلى 200% لتغطية هذه النفقات الطارئة، مما يفاقم الوضع المالي لكثير من الأسر المقيمة.

الآثار الاجتماعية والاقتصادية لرسوم التأشيرة العائلية الجديدة على المقيمين في السعودية

الحياة اليومية للمقيمين في السعودية تأثرت بشكل واضح بسبب عدم القدرة على تحمل رسوم التأشيرة العائلية التلفي للسفر، ففي الدمام، يعاني سعد الفلبيني من تأجيل زيارة والدته المسنة للمرة الثالثة، مما قلب طعم الطعام في فمه إلى مرارة بسبب فشل راتبه في تغطية النفقات، وأظهر الواقع تراجعًا في جودة الحياة حيث تم إلغاء خطط الترفيه، وازداد اللجوء إلى الوظائف الإضافية في الساعات المسائية، مع مكالمات محرجة لإبلاغ الأقارب بتأجيل الزيارات دون معرفة موعد جديد. رغم أن النظام الرقمي الجديد يسرع إجراءات التأشيرة ويعالجها خلال 3-7 أيام، إلا أن هذا التسهيل لم يخفف من ثقل الصعوبات المالية لدى المواطنين، الذين يحتاجون إلى خطط محكمة لتوفير هذا المبلغ الكبير.

  • رسوم التأشيرة العائلية 8000 ريال لمدة عامين
  • أثر ارتفاع الرسوم على الروابط الأسرية واستمرارية الزيارات
  • تأجيل وزيادة الضغط المالي على المقيمين
  • تزايد طلب القروض الشخصية بنسبة 200% لتغطية التكاليف
العنصر التفاصيل
عدد الأسر المتأثرة 2.2 مليون أسرة
مدة صلاحية التأشيرة سنتين
تكلفة التأشيرة 8000 ريال
متوسط راتب العامل 3000 ريال شهريًا

بينما يواجه ملايين المقيمين خيارين مريرين؛ إما القبول بالحرمان من اللقاءات العائلية أو التعرض لمخاطر مالية بالوقوع في دوامة ديون مدمرة، يصبح التخطيط المسبق والادخار طويل المدى ضرورة لا غنى عنها، لكن يبقى السؤال قائمًا؛ هل يتمكن الحنين من تجاوز حاجز رسوم تأشيرة العائلة في السعودية التي بلغت 8000 ريال، أم أن حلم اللقاء بالأهل سيتحول إلى ذكرى بعيدة تذوب معها أمال ملايين القلوب المشتاقة؟

كاتب صحفي رياضي يقدّم تغطية سريعة للمباريات والأحداث الرياضية، بأسلوب بسيط يوصّل المعلومة للجمهور بشكل جذاب ومباشر.