شهد سعر الذهب في السوق المحلية وكذلك الأسواق العالمية تراجعًا ملحوظًا خلال تعاملات يوم الخميس، وسط حالة ترقب حذرة للاجتماع المرتقب للفيدرالي الأمريكي الذي ينتظر المستثمرون من خلاله تحديد مصير أسعار الفائدة، مما يضع توقعات أسعار الذهب تحت مجهر كبير. في هذا السياق، سجل جرام الذهب عيار 21 انخفاضًا بنحو 15 جنيهًا، ليصل إلى 5600 جنيه، بينما هبطت الأوقية في الأسواق العالمية بمقدار 20 دولارًا مسجلة 4190 دولارًا، مع استقرار سعر الجرام 24 عند 6400 جنيه وعيار 18 عند 4800 جنيه، فيما حافظ جنيه الذهب على سعر 44,800 جنيه.
تذبذب أسعار الذهب وتأثير توقعات الفيدرالي أمام الأسواق
يتحرك سعر الذهب بين نطاق ضيق مؤخرًا بعدما وصل إلى أعلى مستوياته خلال ستة أسابيع، ويترافق هذا التذبذب مع ترقب الأسواق لاجتماع السياسة النقدية للاحتياطي الفيدرالي الأمريكي المقرر خلال 9-10 ديسمبر، حيث تتجه أغلب التوقعات إلى إمكانية خفض أسعار الفائدة. هذا التوجه مدعوم ببيانات أمريكية أظهرت تباطؤًا في سوق العمل، كما يعكس تراجع مؤشر ADP للوظائف بشكل مفاجئ، بالإضافة إلى قراءة مؤشر مديري المشتريات الخدمي (ISM) التي كشفت عن تباطؤ الطلب وانخفاض الضغوط التضخمية، فيما سيترقب المتعاملون صدور بيانات جديدة تشمل تقرير تشالينجر حول تسريحات العمال وطلبات إعانة البطالة الأسبوعية.
دور الدولار وعوائد السندات في تحديد مسار أسعار الذهب
على الجانب الآخر، استمرار ضعف الدولار الأمريكي يشكل عامل دعم رئيسي للمعدن الأصفر، إذ يتداول مؤشر الدولار حول 98.80، وهو أدنى مستوى خلال شهر مع هبوط مستمر لليوم السابع على التوالي. بالمقابل، ارتفاع عوائد سندات الخزانة العالمية، خاصة بعد قفزتها في اليابان إلى 1.9% – الأعلى منذ 2007 – يفرض ضغطًا جديدًا على الذهب، حيث تأثرت الأسواق الأمريكية بارتفاع عوائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات إلى 4.08%. وقد أظهرت قراءة مؤشر ISM للخدمات تحسنًا إلى 52.6 في نوفمبر، وهو أفضل مستوى خلال تسعة أشهر، لكن التفاصيل أوضحت استمرار ضعف التوظيف وتراجع الأسعار المدفوعة والطلبات الجديدة. وبحسب أداة CME FedWatch، تفوق احتمالات خفض الفيدرالي للفائدة بنسبة 89% بمقدار 25 نقطة أساس في الاجتماع المقبل.
4 سيناريوهات متباينة تحدد مستقبل الذهب في 2026
قدم مجلس الذهب العالمي في تقريره الأخير “توقعات الذهب لعام 2026” أربعة سيناريوهات متباينة تمثل تصورًا لأداء الذهب خلال العام المقبل، بعد عام 2025 الاستثنائي الذي شهد ارتفاعًا بأكثر من 60% وتسجيل أكثر من 50 ذروة سعرية، مدفوعًا بالتوترات الاقتصادية والجيوسياسية، وضعف الدولار، وتعزيز التيسير النقدي عالميًا، إلى جانب الطلب القوي من المستثمرين والبنوك المركزية.
- السيناريو الأساسي: يتوقع استمرار حركة الذهب ضمن نطاق طبيعي مع نمو اقتصادي يتراوح بين 2.7 و2.8%، بالإضافة إلى تخفيضات للفائدة تصل إلى 75 نقطة أساس.
- السيناريو الثاني: يصور ارتفاع الذهب بين 5 إلى 15% حال تباطؤ الاقتصاد الأمريكي مع زيادة النفور من المخاطر وتراجع أكبر للفائدة.
- سيناريو «حلقة الانهيار»: يتوقع ارتفاع الذهب بين 15 و30% نتيجة تباطؤ عالمي عميق وتفاقم التوترات الجيوسياسية.
- السيناريو السلبي: يشير إلى احتمال تراجع الذهب بين 5 و20% مع تعافي الاقتصاد العالمي، عودة التضخم، ارتفاع العوائد والدولار، مما قد يحفز خروج الاستثمارات من صناديق الذهب إلى الأسهم.
| النوع | أداء الذهب المتوقع في 2026 |
|---|---|
| السيناريو الأساسي | نمو معتدل وخفض فوائد بمقدار 75 نقطة أساس |
| تباطؤ الاقتصاد الأمريكي | ارتفاع الذهب بين 5-15% |
| حلقة الانهيار | ارتفاع الذهب بين 15-30% |
| السيناريو السلبي | انخفاض الذهب بين 5-20% |
على مدار العام الحالي، شهدت صناديق الذهب العالمية تدفقات استثمارية كبيرة بلغت نحو 77 مليار دولار، ما نتج عنه زيادة في الحيازات بأكثر من 700 طن، مما يعكس أهمية الذهب كأداة استراتيجية لتنويع المحافظ والتحوط ضد مخاطر الصدمات المفاجئة في الأسواق. ويظل الطلب الاستثماري من أهم العوامل الداعمة لأسعار الذهب، خصوصًا في ظل بيئة عالمية متقلبة يعايشها المستثمرون.
